من مليونيره الى عاملة للكاتبة خديجه السيد
من مليونيره الى عاملة للكاتبة خديجه السيد
مجدي ابتسم وهو بيبص على حفله عيد ميلاد بنته وبعد كده قرب من اخوه وقاله: شرفتني يا عبد الرحمن انت ومراتك وبناتك اتفضلوا ادخلوا جوه
عبدالرحمن شاور ليهم يدخلوا وبعد كده قال باهتمام: عملت ايه في موضوع القرض اللي اخذته قلتلك من الاول بلاش الحكايه دي
لا بعد الشر ياخدوا الفيلا والشركه بتاعتك لما ما تعرفش تسدده.
مجدي: وطي صوتك يا عبد الرحمن مش عاوز شيرين بنتي تعرف حاجه عن الموضوع ده وبعدين ماتقلقش انا مستني السهم اللي اشتريته في البورصه يعلى وساعتها هيحل كل حاجه وانا واثق ان النهارده قبل بكره هيجيلي الخبر اليقين.
على الناحيه الثانيه بالعيد ميلاد.
آدم بص حواليه وقال بضيق: بقى كل الترتيبات والمصاريف دي كلها عشان حته عيد ميلاد لعيله مفعوصه كملت 21 سنه.. لا وكمان جايبني عشان اشوفها واتجوزها.
شريف: مجدي صديق عمري وبعد ما مراته ماتت قرص حياته كلها لبنته وبيعملها كل حاجه عشان يحاول يعوضها على فراق امها اللي ماتت وهي عندها خمس سنين يوم عيد ميلادها.. عشان كده بيحاول اليوم ده بالذات يعملها كل اللي نفسها فيه اكتر.
آدم: انا تعاملت اكتر من مره مع أستاذ مجدي وشكله شخص محترم لكن حاسس بنته غيره مدلعه كده ومش بتاعه مسؤوليه
شريف بص ناحيه شيرين وهي جايه بمظهرها الجذاب اللي خطف الانظار كالعاده حواليها وقال بخبث: طب مش لما تشوفها الاول ممكن تعجبك وتغير رايك ولا حاجه.. اهي اللي جاي هناك دي.
من مليونيره الى عاملة للكاتبة خديجه السيد
آدم بص ناحيتها بعدم اهتمام وهو بيقول بضيق: ايه يا بابا وانا هاخد المظاهر برده ولا يعني لما اشوف شكلها هقع من طولي وهجري اتقدملها عشان وقعت في حبها من اول نظره مثلاً تلاقيها بنت عاديه زي اي بنت و...
شريف: مالك سكت ليه.
آدم: هي اللي جايه هناك دي! ولا دي واحده صاحبتها
شريف ضحك وهو شايف نظرات ابنه ليها وقال: ايوه هي بنت جميله ومؤدبه هي يمكن بس حكايه ابوها إللي مدلعها شويه بس يا سيدي كل البنات بيكونوا كده قبل الجواز وبعد الجواز حاجه ثانيه خالص.. ومسيرها تتغير
آدم: هاه! هي مش بطاله بس هي مالها الفستان اللي لابسه ضيق شويه عليها كده ليه اشحال لابسه حجاب.. وبعدين لونه ملفت وجريء قوي انت مش شايف نظرات الرجاله عليها قبل الستات..
شريف: هو انت لحقت تغير من اولها همتك بقى تغير كل ده، بس بالهدوء وبالعقل دي بنت مجدي الوحيده يعني مش هيستحمل عليها اي حاجه..
آدم: بقولك ايه يا بابا هو احنا عادي لو طلبناها دلوقتي منه، بدل ما حد يسبقنا.
شريف: وتقولي مش بطاله طب قدامي تعالى نشوف مجدي، بس حاول تاخدها على جنب تفتح معاها اي مواضيع عشان تقدم القبول والمشيئه انت الاول.
**
على ترابيزه تانيه في نفس عيد الميلاد.
رحمة مالت علي اختها وقالت بغيرة وضيق: شايفه الفستان اللي لابساه بنت عمك شيرين مش هتصدقي سعره، ده لما قالتلي قلت تلاقيها بتضحك عليا لكن لما دخلت على النت وشفت السعر اتصدمت المشكله انها هتلبسه مره وبعد كده بترميه وتروح تجيب غيره.
ريم اختها الكبيره رديت عليها وقالت: وهو الفستان وبس انتي مش شايفه المصاريف اللي عمك مجدي صارفها على عيد ميلاد، ده انا سمعت كمان انهم هيجيبوا مغنيين كبار بعد ما يطفوا الشمع.
رحمه: ما هي مش تعبانه في الفلوس.. وعمك مش بيقدر يرفضلها طلب ولا هي كانت اول مره ما كل عيد ميلاد نفس النظام ده مصاريف وتكلفه قد كده
من مليونيره الى عاملة للكاتبة خديجه السيد
ريم: انا مش عارفه ابوكي بيجيبنا ليه عشان يحسرنا يعني على حياتنا ان اخوه ما شاء الله ربنا فرجها عليه.. واحنا قاعدين في حته بيت اوضتين وصاله.
رحمه: مش لو كان اخوه ده عنده دم شويه كان وفر المصاريف اللي بيصرفها على عيد ميلاد بنته دي واديها لاخوه يفك علي نفسه
وعلينا بدل ما احنا عمالين نتحسر على اللي احنا شايفينه ده
ريم: هو انتي فاكره حتى لو اديله حاجه ابوكي هيرضى ياخد منه جنيه، ما انتي عارفه ابوكي وش فقر وهيرفض وهيقعد يدينا محاضره طالما الفلوس دي ماتعبناش فيها يبقى مش من حقنا وماناخدهاش.
رحمه: حتى لو كده كان عمك ساعد باي حاجه بدل ما هو معاه فلوس قد كده زي الرز ومش عارف يصرفها فين هو وبنته.. يعني يا رب يكون عندنا عم مليونير واحنا ساكنين في حاره وابويا حته موظف.
ريم: وطي صوتك بقى عشان شكلها جايه علينا ومش ناقصين تسمعنا وتفكرنا غيرانين منها.
رحمه: هنغير منها على ايه كفايه تكبرها وغرورها وشايفه نفسها علينا بفلوس ابوها انما حتى حلاوتها تغوم النفس والشباب بتترمي تحت رجليها عشان المستوى اللي ابوها فيه غير كده محدش هيعبرها أصلا
عايده بصه ناحيه بناتها وقالت بتعجب: مالكم عمالين تتوشوشوا كده ليه من ساعه ما قعدنا هو في ايه بالظبط.
ريم: هاه! لا يا ماما مافيش حاجه اصل رحمه كانت بتقولي اننا نقوم ندي لشيرين هديتها ولا نستنى لما تيجي.. بس اديها جايه ناحيتنا اهي.
انتي ابتسمت وسلمت عليها وقالت: كل سنه وانتي طيبه يا شيرين عقبال 100 سنه يا حبيبتي.
شيرين ابتسمت برقه وقالت: وحضرتك طيبه يا طنط.. ازيك يا رحمه ازيك يا ريم عاملين ايه يا ولاد عمي.. طبعا عن اذنكم لحظه.
شيرين قربت ناحيته واصدقائها اللي بدا يدوها الهدايا بعد ما سلموا عليها.
وريم مسكت اختها وقالت بحذر: رحمه بلاش تروحيلها عشان ماتقعدش تتريق عليكي هي واصحابه زي كل مره.. حتى لو بنت عمنا هي متربيه وعايشه في مستوى غيرنا.
رحمه: ما لكيش دعوه يا ريم وخليكي في حالك احنا قريبين من سن بعض وهنفهم بعض انما انتي كبيره فخليكي بعيد.
من مليونيره الى عاملة للكاتبة خديجه السيد
ريم: قريبين من سن بعض ولا عشان هتموتي وتعيشي نفس عيشتها فعشان كده بتتلزقي فيها عشان تخرجك وتوريكي اماكن عمرك ما شفتيها.. ومهما تضايقك تفضلي برده مكبره دماغك.
رحمه تجاهلت كلامها وراحت برده عندها: كل سنه وانتي طيبه يا شيرين بس العيد ميلاد المره دي احلى من اللي فات بصراحه.. اكيد غيرتي منظم الحفلات وهو اللي خلاه كده حلو.
شيرين: فعلا انا جايبه المره دي من اوروبا وهو عملي كل الحاجات الحلوه دي.. حتى الفستان نفسه القماش والتفصيل من مصممه مشهوره قوي من لندن.. والخاتم ده هديه بابي من الهند المجوهرات بتاعتهم تجنن.
رحمه نفخت بضيق شديد لكن بعد كده قربت منها وحاولت ترسم ابتسامه مزيفه وقالت : اتفضلي يا شيرين انا جايبه لك الهديه دي يا رب تعجبك.. شوفيها دي مناديل بيض انا اللي نقشاها اصل ماما كانت بتعلمني الحاجات دي وانا صغيره وشاطره فيها قوي.
شيرين مسكه المناديل وبصتلها بعدم رضا وقالت بتكشيره: هو في حد دلوقتي بيستخدم مناديل قماش يا رحمه.. يا ريتك يا حبيبتي ما جبتيش هديه اوفر بدل ما تعبتي نفسك على الفاضي لان اكيد هركنهم عندي ومش هستعملهم.
رحمه اتضايقت من كلامها وحسيت بالحرج فقالت: ليه كده جربي تستخدميهم هيعجبوكي اصل دي هديه كانوا زمان بنهديها لبعض.
شيرين: زمان اللي هو امتى يا حبيبتي، اكيد الكلام ده في التسعينات انما انا على ايامي ماشفتش الحاجات دي خالص.. بس اديكي عرفتينا انتي من مواليد كام.
شيرين ضحكت عليها جامد هي وباقي زمايلها
اللي معاها وده عصب رحمه أوي منها فقالت بحده: خلاص يا شيرين سيبيهم وابقى اديهم لاي حد ثاني
شيرين: في ايه يا رحمه ماتقلبهاش زعل يا حبيبتي انا بهزر معاكي بس لازم بعد كده تعرفي ان الهدايا مش اي حاجه تجيبيها وليها ترتيب.. وتشوفي كمان ايه اللي مناسب لسن اللي هتجيبيه.
رحمه: هو حكايه السن اللي انتي ماسكه لي فيها دي انا مش كبيره قوي للدرجه دي يعني.
انا اتخرجت من الجامعه السنه دي خلاص من اعلام.
شيرين: اوعي تقوليلي انك مصممه لسه تشتغلي مذيعه وهتطلعي في التلفزيون.
رحمه: وما اشتغلش ليه مذيعه ان شاء الله واطلع في التلفزيون ناقصه أيد ولا رجل.
شيرين: لا يا حبيبتي انتي جميله وحلوه بس جمالك ده ماينفعش خالص للتلفزيون هم بيكون ليهم مواصفات معينه.. انا بس بنصحك عشان ماتروحيش هناك ويحرجوكي.. بس يمكن يشغلوكي ورا الكاميرا زي في الاعداد وكده ولا ايه يا بنات.
رحمه كانت خلاص جابت اخرها وراحت بعدت هناك وهي مش طايقاها.. وكانت متاكده انها لسه بيضحكوا ويتريقوا عليها هي واصحابها
**
شيرين بعد كده راحت ناحيه والدها وكان جنبه آدم و والده اللي بصوا لبعض بنظره ما فهموهاش الا هم.
شريف حاول يفتح اي مواضيع مع مجدي، فا آدم استغل الفرصه وقرب منها وحاول يفتح معاها كلام
آدم: احم كل سنه وانتي طيبه يا آنسه شيرين وعقبال 100 سنه انا ادم والد شريف الدمنهوري صديق والدك المقرب.
شيرين: آه اهلا.
آدم: دي هديه بسيطه ويا رب تعجبك.
شيرين خدت العلبه وهي مقفوله وحاطتها على الارض بعدم اهتمام وكانت ماسكه تليفونها مشغوله بيه، آدم اتضايق واتغاظ من طريقتها معاه وماكانش فاهم هي بتعمل معاه كده بالذات ولا معاملتها كده مع الكل.
لكنه ما اقدرش يسكت وقال: متهيالي لما يكون حد بيكلمك لازم تسيبي اللي في ايدك وتركزي معاه وعيب قوي تفضلي ماسكه تليفونك وحد بيكلمك.
شيرين: نعم افندم، وانت ايه بقى الحاجه المهمه اللي عاوزني اسيب تليفوني واركز معاك فيها مثلا مش اديتني الهديه وقلت كل سنه وانتي طيب زي غيرك انا المفروض بقى اركز مع كل واحد هيقولي الكلمتين دول.
آدم: وماتركزيش ليه مع الناس هم مش سايبين اشغلهم وجايه لك مخصوص عشان عيد ميلادك فواجب يكون في برده اهتمام منك ليهم.
شيرين ضحكت بسخريه واستهزاء وقالت: جزء كبير من اللي جايين اصلا جايين عشان مصلحتهم عاوزين شغل من بابي او مصلحه.. حتى قرايبي ذات نفسهم.. وحتى انت يا ادم مش كده! ماهو اكيد ما حبكش والدك يتكلم مع بابي ويشغله وانت تقرب مني في نفس الوقت الا لو في حاجه بترتبهلها.
آدم بصلها بدهشه لكن بعد كده قال باعجاب:
طب ما انتي ذكيه اهو وبتفهميها وهي طايره.. بس انا هكون صريح معاكي بصراحه كده هو بيكلمه في موضوع يخصنا احنا الاتنين... وبصراحه اكتر انا عاوز اتجوزك لان معجب بيكي.
شيرين اتصدمت من كلامه واتعصبت فقربت بسرعه من والدها وقالت قدامهم: من فضلك يا اونكل انت وبابي انا مش عربيه قاعدين بتفصلوا في ثمنها سوا وامكانياتها.. انا بني ادمه وحاجه زي كده لازم يكونلها اصول وتاخدوا رأيي اولا..
شريف: في ايه يا بنتي مالك داخله عصبيه كده ليه، ما اكيد طبعا هناخد رايك وده اللي كنت بقوله لولدك هو انت ضايقتها في حاجه ولا ايه يا ادم.
آدم كان لسه هيبرر لوالده موقفه لكنها بسرعه قالت بغضب: ابنك مايقدرش اصلا يضايقني هو ولا غيره.. ويحمد ربنا اصلا ان انا سلمت عليه وعبرته، بس انا عمري ما هتجوز بالطريقه دي.. قال عجبتك ووالدي بيطلبني طب ما تسالني على رايي انا كمان واللي هو اكيد هيكون مش عاجبني.. هو انا اعرفك اصلا ولا انت تعرفني..
مجدي: يا بنتي الكلام مش كده عيب.. وحتى لو هترفضي ارفضي بطريقه لطيفه شويه..
شيرين: سوري يا بابي بس هم اللي بداوا يبقى يستلموا بقى.. عن اذنكم بقى عشان اروح اكمل عيد ميلادي.
آدم كان بيتابع اللي بيحصل وهو مش مصدق طريقتها واهانتهم ليها بالشكل ده، لدرجه انه اتحرك متعصب وقال بحده: بابا يلا بينا عشان اتاخرنا.
**
ريم راحت تقعد جنب اختها وقالت: قلتلك ابعدي عنها وريحي نفسك وكنتى اكتفيتي انك تديها الهديه من بعيد مش لازم تقعدي تفتحي معاها كلام.. شيرين مش مستوانا ولا عمرها هتكون صاحبتنا ولا بنت عمنا حتي.
شيرين: وانتي يعني شايفاني هموت واصحبها في 60 داهيه وبكره لما العز اللي هي فيه ده يروح وكل اللي حواليها يختفوا هتعرف ان الله حق.. بس هي اللي زي دي هي وابوها بيتعبوا ولا بيتاثروا بحاجه.. كل الناس بتخسر الا دول بيكسبوا والفلوس معاهم بتزيد وعمرها ما بتقل.
ريم بصه هناك وقالت بقلق: هو بابا ماله ساند عمي مجدي كده ليه.. ده زي ما يكون تعبان.
رحمه ابتسمت باستهزاء وقالت بحقد: هم اللي زي دول بيتعبوا زينا، تلاقي في مشكله ولا حاجه تبع بنته الدلوعه.
وفي اللحظه دي مجدي مسك قلبه و وقع في الارض والكل جري ناحيته بيحاولوا يفوقوه لحد ما عبد الرحمن قال بحزن: ان لله وان اليه راجعون شد حيلك يا بنتي.
شيرين ماكانتش مستوعبه اللي بيحصل وفجاه ابتدت تصرخ بوجع... على عيد ميلادها اللي تاني مره يتحول لكابوس وذكرى سيئه عندها.
**
شيرين كانت عماله تمسح دموعها اللي مش عارفه تقفها وهي شايفه البنك والبوليس بيحجزوا على الفيلا زي ما حجزوا على الشركه كمان فقعده مكانها تعيط وقالت:
يعني مش كفايه الشركه والعربيه والفلوس اللي في البنك كمان الفيلا خدوها.. ما تحاول معاهم يا عمي يسيبيلي حتى الفيلا انا كده هبات في الشارع يعني
عبدالرحمن طبطب عليها بحنان وقال: وانا برده هسيبك تترمي في الشارع يلا يا حبيبتي هاتي شنطك وتعالي عندنا.. وصدقيني مهما تتكلمي وتحاولي معاهم مش هيسمعوا لنا ابوكب كان واخد قرض كبير قوي بضمان الشركه والفيلا عشان كده حجزوا على كل حاجه.. غير كمان خسرت البورصه عشان كده ما استحملش في العيد ميلاد لما عرف الخبر وجاتله ساكته قلبيه ومات.
شيرين ردت بصوت موجوع مليان قهر: انا بقيت لوحدي يا عمي.. هم ليه بيسيبوني وانا اللي بفضل، انا كرهت عيد ميلادي ده مش هحتفل بيه تاني طول عمري.. مره ماما ماتت وانا عندي خمس سنين يوم عيد ميلادي ودلوقتي بابي ده بقى اسوء يوم في حياتي وهفضل اكره اليوم ده واتشائم بيه.
عبدالرحمن بصلها بعطف وشفقه كتير وهو مش عارف يعملها ايه وخدها في حضنه وطبطب عليها بحزن وقله حيله.
**
رحمه قامت وقفت وبصيت هي واختها لبعض وقالت بغضب: هي مين دي اللي هتيجي تسكن عندنا وعاوزانا نرتبلها مكان عندنا.. إيه إللي خلاه بابا يطلب منها حاجه زي كده ويدبسنا فيها.. هي نفسها اصلا مش هتطيق العيشه هنا دي بنت متدلعه وشايفه نفسها علينا.
ريم: الكلام ده كان زمان يا رحمه دلوقتي بقت زيها زينا واحنا كمان اللي اعلى منها.. بعد ما البنوك حجزت على كل املاك والدها مابقاش حالتها ولا جنيه واحد.
عايده: بس انتوا الاتنين عيب الكلام ده وإياكم تقولوا قدامها البنت حاجه دي حالتها صعبه وابوكم حذرني حد مننا يعملها وحش ولا يفكرها باللي حصل.. اهو البابا بيخبط شكلهم جم اسكتوا بقى خالص.
رحمه فضلت مكانها بتفكر في كلام اختها وكانها انتبهت متاخر انها فعلا بقيت أغني منها بعد ما كان العكس.. وهنا اترسمت على وشها ابتسامه خبيثه .
**
عايده فتحت اوضه البنات وقالت ابتسامه عريضه: دي بقى الاوضه اللي هتباتي فيها يا حبيبتي انتي مش ضايفه البيت بيتك اتعاملي على الاساس ده ولو اي حاجه احتجتيها اطلبيها على طول ماتتكسفيش..
شيرين بصت للاوضه وكان باين عليها ملامح الضيق والقرف لكنها بصيت على السريرين بغرابة وقالت: هو ليه في سريرين مش انا اللي هبات لوحدي المفروض يكون سرير واحد.. ولا لسه هتطلعه بره.
رحمه: نطلعه بره فين يا حبيبتي دي اوضتي انا واختي وكل واحد بينام على السرير، هو انتي مفكره اوضتك لوحدك لا انتي فهمتي كلام ماما غلط هي قصدها الاوضه دي هتكون بتاعتنا احنا الثلاثه.
شيرين كأنها اتصدمت صدمه كبيره فقالت بعدم تصديق: يعني انا دلوقتي هبات في الاوضه دي معاكم بس دي صغيره.. قصدي هتكفينا ازاي و انا هنام فين .
عايده ردت بحرج وقالت: معلش بقى يا حبيبتي الموجود اصل مافيش غيرها.. بس هجيب مرتبه تانيه في الارض و واحده من البنات تنام عليها وانتي نايمه فوق السرير.
رحمه: انا مابعرفش انام في الارض يا ماما وده سريري ومش هسيبه.
ريم: يعني انا اللي بعرف، انا بصدق من وقفه الشغل بتاعي ارجع اريح في البيت يعني مش هنام في الارض.
عايده: يا بنات عيب الكلام ده بنت عمكم برده مش متعوده اتصرفوا بعض.. ولا حتى اتنين منكم يناموا في سرير واحد.
شيرين: هاه! بس انا مش متعوده انام جنب حد وكمان السرير صغير اصلا.
رحمه قربت من شيرين وقالتلها بابتسامه خبيثه: خلاص يبقى شيرين هي اللي تنام في الارض.. المفروض اوضتنا وانتي اللي جايه علينا يبقى انتي اللي تصرفي نفسك غير ده النظام اللي متعودين عليه.
شيرين بصيتلها كتير وبعد كده قالت بقله حيله: ماشي هنام في الارض مش مشكله .
**
عبدالرحمن بص حواليه وقال باستغراب: امال فين شيرين محدش منكم صحاها تفطر معانا ولا ايه.
عايده: سيبها يا عبدالرحمن نايمه البنات بيقولوا طول اليوم ماعرفتش تنام وحاسين بحركتها.. تلاقيها مش متعوده بقى لسه تنام في مكان غريب.
رحمه: هي مشكلتها مكان غريب وبس يا ماما دي زي ما تكون الهانم قرفانه من المرتبه اللي كانت نايمه عليها في الارض وكل شويه عماله تتقلب وماعرفتش تنيمنا خالص.. وشويه تمسك تليفونها وشويه تطلع بره انا عارفه ما كنا قاعدين مرتاحين..
عبدالرحمن: رحمه عيب عليكي تقولي الكلام ده على بنت عمك.. وبعدين ليه نيمتوها في الارض كده عيب.
عايده: بناتك الله يسامحهم رفضوا يسيبوا لها سرير وهي برده رفضت تنام جنب واحده فيهم وقالت مش متعوده وبيني وبينك السرير صغيره فعلا ما احنا ماكناش عاملين حساب.
عبدالرحمن: خلاص وانا معدي على النجاره هخليه يعملها سرير مايصحش برده تنام في الارض.وعشان تعرف تنام براحتها.. وكمان لسه هشوف موضوع جامعتها ده ومش عارف اخويا دفع مصاريف السنه دي ولا لسه
رحمه اتضايقت من كلام والدها وقالت بحده:
هو انت كمان هتصرف عليها، انت عارف جامعه زي دي هتخلص مرتبنا كله وانت بالعافيه بتكفيني انا وريم هتيجي كمان واحده تشاركنا.. وبعدين لازم تتعود ان هنا غير اللي كانت عايشه عند ابوها قبل ما يموت فمش كل حاجه ما تعجبهاش هتجيلها غيرها.
عبدالرحمن: وبعدها لك يا رحمه لما ابقي اقصر معاكي ابقى اتكلمي.. انا رايح الشغل عشان بعد كده الحلق المشاوير اللي ورايا .
شيرين بعد شويه طلعت كانت ماسكه دماغها وباينه عليها التعب من قله النوم: صباح الخير.
عايده: صباح النور يا حبيبتي يا رب تكوني نمتي كويس.. انا مارضيتش اخليهم يصحوكي لما عرفت انك ما عرفتيش تنامي.. بس ماتقلقيش عمك هيحلها وهيجيبلك سرير تنامي براحتك.. يلا قومي يا رحمه اعملي فطار لبنت عمك بدل اللي خلصته.
رحمه: نعم او حد كان قالك ان انا الخدامه بتاعتها ولا ايه؟ المطبخ عندها تدخل تعمل لنفسها ولا هي مفكره نفسها لسه عايشه عيشه الهوانم وكل حاجه تجيلها لحد عندها.. ولو كانت نسيت البنك اللي حجز على املاكها وابوها اللي مات فحب افكرها عشان ترضى لان من الواضح انها مش عاجباها حاجه من ساعه ما جت ولولانا كانت زمانها مرميه في الشارع اصلا.
شيرين اتصدمت من الكلام ايه اللي خلاها معرفتش تنطق بحرف، لكن عايده زعقت لبنتها عشان تتادب وتسكت وهي مش فاهمه مالها بيها متضايقه من وجودها قوي كده ليه.
شيرين: خلاص يا طنط ماحصلش حاجه هي معاها حق بس انا اصلا ماكنتش جعانه وهدخل اكمل النوم احسن.
**
مرت فتره وشيرين كانت بالعافيه بتحاول تتاقلم على الوضع الجديد لكنها ماكانتش عارفه وكانت كل يوم تحط راسها على المخده لاما تهرب بالنوم لاما بالعياط على حالها الجديد وانها حاسه وحيده بينهم..
غير معامله رحمه السيئه اللي كانت بتحوطها طول الوقت، لحد ما في يوم اتفاجئت بيها بتطلب منها: بقولك ايه يا شيرين ما زهقتيش تعالي نخرج شويه اصل انا شفت بالصدفه صحابك بتوع الجامعه وقالوا انهم خارجين يوم الجمعه وانا اجازتي من الشغل برده فايه رايك.
شيرين رغم أنها استغربت في البدايه لكن بعد كده وافقت لانها كانت محتاجه تخرج شويه وتفك على نفسها، عشان كده وافقت وراحوا المطعم.
: البقيه في حياتك يا شيرين معلش كنا مشغولين في السفر زي كل سنه ما انتي عارفه فعشان كده مالحقناش نعزيكي.
شيرين: لا عادي ماحصلش حاجه.
:وعلى كده بقى انتي سافرتي السنه دي فين..
ايه بتبصوا لي كده ليه مش هي اللي كانت بتقترح علينا الموضوع كل سنه وتقعد تشوفلنا مكان كويسه نروحه واسعارها و.. اه انا اسفه نسيت يا شيرين ربنا معاكي صحيح في اللي حصلك.
رحمه ابتسمت قوي في اللحظه دي لما شافت توتر شيرين فقالت ببراءة: ما يعتبر برده صيفت في مكان جديد يا بنات اصلها قاعده عندنا.. بعد ما حجزوا على املاك عمي مجدي الله يرحمه.
: ايه ده؟ يعني انتي دلوقتي عايشه في منطقه شعبيه وقاعده في بيت صغير يا شيرين بعد ما كنتي عايشه بفيلا كبيره.
رحمه اتضايقت وبصت ناحيه شيرين وفهمت ان هي اللي قالتلهم ان عايشه في منطقه زي كده اكيد، عشان كده زودت العيار وقالت بشماته:
ماكانش عندها اختيار تاني لاما هتترمي في الشارع.. ما اصلهم ما سابوش اي حاجه ليها تصرف منها حتى.
: هو صحيح شفناكي جايه بتاكسي مع رحمه امال فين عربيتك اللي كنت بتغيريها كل سنه وتاخدينها تفسحينا بيها.
شيرين ردت بصعوبه وكان واضح انها بدات تضايق وتتخنق من اسئلتهم: اتحجز عليها هي كمان
: وعلى كده عيد ميلادك هتعمليه المره الجايه فين.. في المنطقه الشعبيه برده.
الكل قعد يضحك من ضمنهم رحمه اللي حست كانها بتاخد حقها منها اخيرا حتى لو بطريقه مش مناسبه شويه لان شيرين فعلا بوضع صعب جدآ لكن كل ده مافرقش معاها..
لكن شيرين هنا كانت خلاص جابت اخرها ودموعها حتى ابتدي تتجمع في عيونها فقامت وقالت: لا مش هعمل عيد ميلادي خالص لاني كرهت اليوم اللي اتولدت فيه هبقي طول الوقت خايفه اليوم ده يعدي عليا لاخسر حد ثاني عزيز على قلبي.. شكراً الخروجه يا بنات بس كملوها لوحدكم بقى عشان انا افتكرت مشوار مهم عن اذنكم.
شيرين طلعت تجري وهي بتعيط وفي الوقت ده خبطت في واحد كان لسه هيزعقلها لكنه اتصدم وقال: هو انتي يا شيرين! ايه ده ومالك بتعيطي كده ليه في حد عملك حاجه حد يضايقك ما تردي.
شيرين افتكرت ان هو ده نفس الشخص اللي اتقدملها وهي رفضته واحرجته هو ووالده عشان كده جريت من قدامه بدون كلام وما استنيتوش هو كمان يشمت ولا يضايقها زي رحمه اللي كانت خلاص فهمت حركاتها دي تقصد بيها ايه.
لكن آدم فضل يبص عليها وهو مستغرب من حالها، ورغم اللي عملته فيه لكن حس بالقلق عليها وكان عاوز يعرف هي بتعيط ليه بالطريقه دي.
**
رحمه دخلت الاوضه وبدات تطلع هدومها اللي هتغيرها وقالت بضحك: اما احنا فضلنا نضحك ونهزر كانت قاعده حلوه قوي يا شيرين مش عارفه ليه استعجلتي ومشيتي
شيرين قربت منها وقالت: طبعا فضلتوا تتكلموا عليا وتتريقوا على حالي عشان كده هو ده اللي ضحكوا قوي.. رحمه انا مش عبيطه وفهمه انك مش طايقاني من اول يوم هنا.. لكن ما توصلش بيكي انك تخرجني
مخصوص عشان تتريقي عليا انتي واصحابك طب هم ماشي لكن انتي بنت عمي.
رحمه: والله وانتي ماافتكرتيش بكل ده لما كنتي برده بتقللي مني قدامهم.. ايه زعلتي لما عملتك بنفس الطريقه وبقيت انا الوحشه.. تستاهلي كل ده واكتر حسي باللي كنتي بتحسسهلي.
شيرين اتصدمت من طريقتها معاها فقالت بتوتر: انا كنت بهزر وما اعرفش ان الموضوع هياثر عليكي كده.. علي العموم انا أسفه
رحمه: ما انتي لازم تتاسفي عشان قاعده في بيتي وابويا بيتصرف عليكي.. يا سبحان الله بعد ما كنتي بتصرفي شيء وشويات في حاجات هيفاء دلوقتي بقيتي لازم تحسبي كل حاجه.. وآسفك ده تبلي وتشربي ميته مش هيفيدني بحاجه وبيني وبينك حبيت قوي لعبه اشوفك قليله في عيني وانا اللي اكبر منك.
شيرين: رحمه بلاش الطريقه دي انا مهما كنت بضايقك ماتوصلش للطريقه اللي بتعامليني بيها.. عشان انتي زودتيها أوي معايا وبتجرحيني لما بتجيبي سيره والدي اللي مات وان انا بقيت وحيده وما ليش حد ولا أحوالي اللي بقت صعبه.. انما انا كان اخري تريقه بسيطه على لبسك على هديه جايبها لي مش على حد فقدتيه.
رحمه: اهي الطريقه البسيطه اللي انتي مستهونه بيها دي عقدتني في حياته وكرهتني في نفسي.. ما تخليكي بقى مره واحده صريحه مع نفسك انتي كنتي بني ادمه وحشه واللي حصلك ده بسبب حقدك وغلك.. اهم دول لو كانوا اصحابك بجد كانوا هيوافقوا يقعدوا يتريقوا عليكي معايا اهو ده اكبر دليل ان فلوسك هي اللي كانت مخلياكي حاجه انما انتي في الحقيقه ولا اي حاجه يا شيرين من غير فلوس والدك ولا والدك نفسه اللي راح وسابك وحيده.
شيرين الكلام كان وجعها فعلا وابتدت عيونها تدمع فقالت بحسرة: رحمه من فضلك سيبيني لوحدي دلوقتي.
رحمه ضحكه باستهزاء وقالت: اسيبك فين يا حبيبتي حتى ده مابقتش من رفاهيتك تقدري تعمليها.. دي اوضتي وانتي اللي مش عاجبك تطلعي بره.
شيرين مسحت دموعها وهي متعصبه وقالت:
خلاص اديني سايبهلك فعلا وراحه الحمام.
رحمه بصيتلها بسخريه وقالت ببرود: بس يا ريت ما تطوليش فقره العياط فيها والكئيبه اللي انتي عاملاها في نفسك دي.. عشان عاوزه كمان شويه ادخل اخذ شاور .
**
عايده: يا رحمه ما تيجي يا بنتي تساعديني في ترويق البيت اختك راحت الشغل وانتي اللي اجازه النهارده هو انا كل حاجه عليا.
رحمه طلعت وهي متضايقه وقالت: جري إيه يا ماما ما انتي عارفه ان انا ريم مشغولين في الشغل وبنرجع تعبانين.. ما تنادي على الهانم اللي اسمها شيرين تساعدك هي برده مش فرده من افراد العيله.. ولا هي لسه عايشه في جو الهانم
عايده: انا مش عارفه حاطه البنت دي في دماغك ليه كل ما اقولك حاجه تقوليلي اشمعنا وعندك شيرين.. يا بنتي سيبي البنت في حالها كفايه اللي هي فيه هنزود عليها احنا كمان.. سيبيها لحد ما تتعود وهي من نفسها تعمل معانا.
رحمه: اللي زي دي خدت على الراحه وأنها تشوف اللي قدامها بيخدموها وهي تقعد حاطه رجل على رجل هانم.. مش كفايه المصاريف اللي زادت من ساعه ما جت عندنا صعبان عليها كمان تساعدنا في البيت.
عايده كانت لسه هتتكلم لكنها سكتت لما شيرين طلعت وقالت بهدوء: اتفضلي انتي يا رحمه ادخلي كملي شغلك وانا هساعد طنط
عايده.. محتاجاني اساعدك في ايه يا طنط عايده .
عايده و رحمه بصوا لبعض بصدمه واللي صدمهم اكتر لما بدات تعمل معاهم فعلا.. لكن شيرين كانت بتحاول تعاود نفسها على الوضع الجديد.
وكانت نفسها تنسى اللي فات وتبدا صفحه جديده وتعتذر لكل واحد غلطت فيه.. عشان كده في يوم استنت رحمه ترجع من شغلها وقربت منها وقالت بتردد: رحمه ممكن تخدي الفستان ده وتعتبري هديه او اعتذار على كل حاجه وحشه عملتها معاكي.
رحمه خدت منها الفستان ورميته في الارض وقالت بعصبية: مش ده الفستان اللي كنتي لابساه في عيد ميلادك اللي فات طبعا لسه بترميلي البواقي بتاعتك ومفكراني محتاجه منك حسنه.. لكن زي ما انتي ما بتلبسيش مطرحه حد انا كمان مستحيل البس مطرحك. وانتي مش احسن مننا والدليل بصي حواليك بقيتي فين وانا فين.
شيرين اتصدمت لانها ماكانتش قصدها كده وقالت بتوتر: إيه الكلام اللي انتي بتقوليه ده يا رحمه انا والله العظيم عاوزه اعتذر فعلا ليكي لان لما فكرت في معاملتي زمان ليكي ولغيرك لقيت ان انا فعلا استاهل كل اللي بيحصلي.. وعشان اللي حصل بحاول اعتذر
رحمه: تعتذري ولا مصممه تحسسيني ان انا أقل منك حتى مهما حصلك، على العموم اعتذارك غير مقبول واتفضلي بقى غوري من وشي.. وبالمناسبه صحيح خلي عندك دم وروحي شوفي شغل بدل ما بابا عمال يضيع نص المرتب على مصاريف سيادتك وجامعتك. وتقولي اتغيرت اللي زيك عمره ما هيتغير.
شيرين اتنهدت بحزن وراحت قعدت على السرير لوحدها وحاولت تكتم دموعها اللي وجعتها وحسيتها انها فعلا مهما هتعمل مش هتقدر تتغير..
لكن حاولت ما تياسش ودورت على شغل وافتكرت ان اليوم اللي كانت بالمطعم مع رحمه كان في يافطه انهم محتاجين بنات للعمل..
فراحت على طول من تاني يوم تقدم واتقبلت وحاولت تخبي عن عمها.. وتقوله سبب التاخير أنها بتذاكر مع صحابها في الجامعه.
**
آدم كان قاعد في المكتب بتاعه وسمع صوت دوشه فطلع بره المطعم وقال بحده: هو في ايه بالظبط ايه صوت الزعيق ده.
المدير: ما حصلش حاجه يا فندم دي بنت كده كانت جديده هنا بتشتغل معانا في المطعم وانا خلاص هرفدها.
آدم اتصدم لما شاف شيرين هي البنت وهي اول ما شافته هي كمان اتوترت جامد وحسيت بالحرج وبعد ما كانت بتزعق حاولت تلف عشان تمشي لكنه قال بحده: استني هنا انتي مش كنتي من شويه عماله تزعقي وصوتك طالع سكتي ليه عاوزه اعرف ايه المشكله.
شيرين: هاه! لا مافيش حاجه خلاص والموضوع خلص والمدير رفضني عن اذنكم.
آدم واقف قصادها وقال باصرار: وانا مصممه ما اعرف ايه اللي حصل قبل ما تترفدي من مطعمي.. ما تتكلم انت كمان في ايه.
: ابدا يا فندم بتقول لواحد عاكسها ومسك ايديها وهي بتحطله القهوه إللي طلبها.. والهانم بعد تلم الموقف من غير ازعاج وتيجي تقولي حتى راحت دلقت القهوه على ايده وهي سخنه وقعد يزعق وما ترضاش الا لما قلتله خلاص الحساب علينا.
آدم اتعصب من الكلام وبصله وقال بغضب:
يعني افهم من كلامك انك شفت الكاميرات واتاكدت ان فعلا حاول يضايقها وبدل ما تعاقبه بتخليه يتمادى في اللي بيعمله.. وبتنصره عليها.
شيرين اتصدمت من رده فعل وتوقعت هيعمل زي المدير اللي حاول يدافع عن نفسه بتوتر لكن ادم قال بلهجه امر: تطلع دلوقتي حالا تهزقه وتطرده قدام الناس كلها زي ما عمل معاها لا إلا انا اللي هرفدك سامعني ولا لأ.
المدير هز راسه بقله حيله ومشي يعمل كده فعلا.. وآدم لاحظ ان شيرين بتحاول ترجع لورا عشان تمشي من غير ما يشوفها لكنه قال: ايه يا شيرين انتي مصممه ليه تهربي مني ولا انتي مش فاكراني.
شيرين وقفت بتوتر وقالت بحرج: ما عشان فاكراك لازم امشي انا والله ما كنت اعرف ان المطعم بتاعك لا إلا ما كنتش اشتغلت هنا.
آدم: وده ليه يعني حد قالك ان انا بعض اللي بيشتغل عندي.
شيرين هزت راسها وقالت بحزن: مش كده بس مش هسمحلك واسيبلك الفرصه زي غيرك ترديلي اللي كنت بعمله زمان وتذل فيا عشان كده بوفر عليك وهمشي.
آدم بصلها شويه وقال: بالمناسبه الباقيه في حياتك انا عرفت الموضوع متاخر لان مشيت انا وبابا في نص العيد ميلاد وما عرفناش اللي حصل.. لكن بعد كده عرفنا كل حاجه، وبابا حاول يوصلك عشان يقولك لو محتاجه مساعده هو موجود وانا كمان.. اصل والدك كان غالي على بابا قوي.
شيرين ردت بكبرياء وقالت: مش محتاجه مساعده من حد وأنا بقيت بشتغل أهو واظن ولا عيب ولا حرام
آدم ابتسم وقال: حاسس ان انا واقف قدام واحده غير اللي شفتها اول مره خالص اتغيرت كتير.. بس للاحسن روحي كملي شغلك ولو حد ثاني مره ضايقك تعالي قوليلي.
شيرين وقفت مكانها مصدومه وهو مشي وسابها فكانت فاكراه هيرفدها ولا يضايقها بالكلام.. لكن حاولت تستمر في شغلها وما تفكرش في اللي فات زي ما كانت ناويه..
مرت فتره واستمرت شيرين في شغلها واتغيرت كتير، والناس كتير بدات تعتذر لهم وفي اللي سامحها وفي اللي تكبر عليها زي رحمه.. اللي اول ما عرفت بالصدفه انها بتشتغل بالمطعم خدت صحابها وراحت هناك.
وشيرين وهي بتاخد الطلب اتصدمت لما شافتهم؛ رحمه بتعملي ايه هنا وانتم كمان.
رحمه: ايه ده مش معقول شيرين.. إيه اللبس اللي انتي لابساه ده هو انتي بتشتغلي هنا طب ليه يا حبيبتي كده هو بابا اقصر معاكي في حاجه.. ولا اكيد طبعا رفاهياتك مش قادره تشتريها كلها زي زمان فقلتي تشتغلي. ولا ايه يا بنات.
:بصراحه انتي كل مره بتفاجئينا يا شيرين..
واتغيرتي خالص عن زمان ده انا ماعرفتكيش باللبس ده.
شيرين حاولت تتمالك نفسها وقالت بثبات:
تحبوا تطلبوا ايه.
رحمه بدات تقولها الطلبات وبعد ما خدوها جي وقت الحساب ورحمه حاولت تضايقها كالعاده وقالت بخبث: بما انك بداتي تشتغلي يا شيرين فنعتبر نفسنا بقى العزومه عليكي.. حلاوه شغلك حتى ولا لسه ما قبضتيش.
شيرين بصه للحاجات الكتير اللي طلبوها وسكتت فضحكت رحمه وقالت: خلاص ما تخافيش قوي كده هبقى اسلفك أنا ونعتبر برده انك اللي دفعتي.. ما انتي ياما كنتي بتعزمينا ودلوقتي الدنيا دارت واحنا اللي بنعزمك وانتي اللي معكيش.
شيرين كانت بتحاول تمسك دموعها لما بداوا يضحكوا عليها ويستخفوا كالعاده، بالذات لما رحمه رمت الفلوس على الأرض وعملت نفسها كانها وقعتها بدون قصد..
لكن شيرين حاولت تنزل تجيبهم لكن اتفاجئت بادم اللي ماتعرفش ظهر منين ومسك ايديها وقال: ايه يا شيرين مش تقوليلي ان اصحابك هنا.. على العموم خليها علينا المره دي ونعتبر العزومه مدفوعة بس مش بمناسبه شغلها لا بمناسبه كمان خطوبتنا اللي هتكون قريب.
شيرين اتصدمت من الكلام والصدمه برده كانت من نصيب رحمه اللي ضغطت على اسنانها وقالت بغيظ: خطوبه إيه ان شاء الله من نفسكم كده من غير ما تاخد اذن عمها.
آدم: ما انا خدت نمره وكنت هتصل بيه، واكيد لما يحصل نصيب ان شاء الله هيكون المطعم يخصنا احنا الاتنين.. اه بالمناسبه يبقى لمي فلوسك اللي وقعت على الارض يا انسه.
**
رحمه خدت في وشها ورجعت وهي متعصبه وعلى اخرها، وكانت بتخطط في السكه انها هتروح تقلبها عليها في البيت وتقول انها بتخرج مع شباب وكمان هتتخطب من وراهم
لكن اتفاجئت لما لقت والدها قاعد بيكلم شيرين في الموضوع ففهمت ان ادم فعلا طلب ايديها اصلا من قبل ما الموقف ده يحصل..
لان والدها قال: الراجل بقيله اسبوع بيكلمني على الموضوع.. وشكله فعلا شريكي يا شيرين لكن انا اللي كنت خايف ترفضي عشان الظروف اللي انتي فيها بس اسمعي مني يا بنتي ونصيحه مني اديله فرصه وبلاش تتسرعي.
شيرين ما كانتش فاهمه طلب آدم لكن كل تفكيرها انه اكيد عاوز ينتقم منها عشان كده هيتجوزها، لكن لما وصل الرفض لادم طلب انه يجي ويقابلها.
**
آدم: رفضتني تاني مره ليه يا شيرين.
شيرين: وانت ليه مصمم عليا؟ ما تقوليش عشان عجبتك ولا وقعت في حبي.. انت اكيد عاوز تنتقم مني زي غيرك على معاملتي الوحشه زمان وانا يا سيدي بعتذرلك ومش محتاج تتجوزني بقى وتنتقم
آدم: شكلك بتتفرجي على افلام عربي كتير يعني انا هعمل فرح وهكلف نفسي عشان بس انتقم منك ما انا كان ممكن اعمل كده من غير جواز زي بنت عمك كده مثلاً.
شيرين سكتت شويه وهي بتفكر في كلامه فقالت بتوتر: بس انا احوالي ما بقتش زي احوالك يا ادم شوفلك واحده احسن مني.
آدم: طب لو قلتلك ان انا هقدملك المهر املاك والدك المرحوم هتوعديني تفكري وهتوافقي.
شيرين بصيتله بدهشه وقالت باهتمام: وده هتعمله ازاي.
آدم: عادي هدفع الفلوس المطلوبه وبعد كده هيتفك الحجز عن الاملاك واقدر كمان اشغل
الشركه و ارجع اسم والدك ينتشر من تاني في السوق.. وهخلي كل حاجه باسمك عشان تتاكدي ان انا مش في نيتي حاجه وحشه ناحيتك.. واني فعلا عاوزك زوجه ليه بالذات بعد ما اتغيرتي.
شيرين: بس انا ماكنتش كويسه معاك ليه هتعمل كل ده.
آدم: وما كنتيش برده وحشه معايا قوي للدرجه اللي تخليني اذيكي.. وبعدين ما انتي اتغيرتي اهو وده الافضل في حد ذاته ياما في ناس بيكون قدامها فرص كثير ومش بتستغلها صح لكن انتي عشان جواكي كويسه برده يا شيرين حاولتي وانا بصراحه اعجبت بيكي اكتر ومش هلاقي ام لاولادي احسن منك.
شيرين بصيتله كتير وهي مش مصدقه اللي هيعمله عشانها، لكنه فعلا بدأ يفتح الشركه من تاني ويرجعها زي الاول وهنا بدات واحده واحده تعجب بيه
وتصدق ان فعلا زي ما في ناس ماقبلتش تغيرها واسفها في برده اللي صدقوها ومستعدين يدوها فرصه ثانيه.
عشان كده شيرين استغلت الفرصه دي بعد ما
بدات تثق في آدم و وافقت على الجواز منه، وهي مقرره ان رحلتها دي مش هتنساها وهتتغير للافضل دايما.
أما رحمه ففضلت عايشه في حقدها وغيرتها عليها اكتر انها رجعت هانم من جديد، وللاسف ما حاولتش تاخد اللي حصل لشيرين عبره وتتغير زيها.. رغم ان كان قدامها فرص كتير لكده.. لكن زي ما في ناس بتستغل الفرصه الثانيه في ناس بتضيعها برده.
النهايه
