سكريبت روحي تعاني بقلم آيه شاكر حصري وجديد وكامل جميع الفصول على مدونة قصر الثقافه
سكريبت روحي تعاني بقلم آيه شاكر حصري وجديد وكامل جميع الفصول على مدونة قصر الثقافه
ولما أقنعتني نتجوز عرفي مفكرتش في كده ليه! دلوقتي جاي تقولي إننا صغيرين على الجواز!! وبعدين بقولك أنا حامل يا إياد!
- ما إنتِ إلي حماره ومبتاخديش بالك أعمل أنا ايه!!
حاولت التبرير:
- والله كنت باخد الحبوب... بس مش عارفه حصل كده ازاي!
- يبقا تنزليه يا شيماء..
- لأ طبعًا مش هعمل كده ولو متقدمتليش دلوقتي هقول لبابا ولعمي كل حاجه وهوريهم ورقة الجواز العرفي وهما بقا يتصرفوا معاك.
- جواز ايه إلي إنتِ عوزاه دلوقتي يا شيماء إنتِ لسه مخلصه تانيه ثانوي وأنا لسه مخلص تالته كليه!
كنت مبرقه عيني وحاطه ايدي على بوقي وأنا بسمع الحوار إلي بينهم بصدمه، مش عارفه ليه دائمًا بسمع كل مصائب العيله دي! يعني أنا كنت ناقصه حاجه جديده تقل نومي وتوجع قلبي! مشيت من المكان ولا كأني سمعت حاجه، ودخلت أوضتي وبكل هدوء وبرود أعصاب فردت ظهري على السرير واتغطيت عشان أنام، وبعد فترة فتحت عيني على صوت ماما:
- قومي بقا يا همسه إنتِ هتفضلي نايمه طول النهار المغرب أذن زمانك مصلتيش النهارده!
فتحت عيني بخمول لقيت ماما قعدت جنبي وقالت بزعل:
- دا شيماء بنت عمك لسه داخله من المستشفى من شويه.
رديت على كلامها بصوت ناعس وأنا لسه تحت تأثير النوم:
-شيماء!!!
لما تذكرت الحوار بينها وبين إياد، قعدت بسرعه وقولت بفضول:
- إيه إلي حصل يا ماما!
- وقعت من على السلم وإياد خدها على المستشفى هو وباباكِ وعمك
قالت جملتها ومشيت وأنا اتنفضت من على السرير وأنا بسأل نفسي هل إياد إلي زقها من على السلم عشان إلي في بطنها ينزل!!
إياد وشيماء ولاد عمي وولاد خالتي في نفس الوقت أصل احنا عيله غريبة قوي، ماما وكل خالاتي ساكنين في نفس البيت ومتجوزين أربعه أخوات بيتنا زي قصر كبير وكل واحد فيهم ليه طابق، كل أسرة عايشه لوحدها ماعدا يوم الجمعه بنتجمع فيه كلنا ودي عادة بابا أصر عليها بما انه كبير العيله.
أنا بقا بهرب منهم بحب أقعد لوحدي بضيع وقتي في القراءة، أو في النوم حبيبي النوم ده أفضل حاجه ممكن يعملها الإنسان! قومت من سريري بكسل رهيب ودخلت الحمام أتوضى عشان أصلي الظهر والعصر وكمان المغرب والعشاء إلي على وشك إنها تأذن.
وقفت على السجادة وبدأت أصلي بسرعة بقرأ الفاتحه كلها في نفس واحد وفي أقل من ثانيه، وطول الصلاة وأنا بفكر في عمل ايه وأروح فين.
وبعد ما خلصت دخلت المطبخ أكل حاجه ما أنا نايمه من الصبح. وأنا باكل لقيت ماما وقفت جنبي وقالت:
- خلصي أكل وابقي تعالي شوفي شيماء دي حالتها حاله.
بلعت الأكل بسرعه وسألت ماما وأنا صوتي بيرتعش:
- حـ.. حالتها حاله إزاي؟!
- اتخبطت في دماغها وخيطت أربع غرز.
هزبت راسي ومردتش الظاهر إن حكايتهم متكشفتش! ولا يمكن اتكشفت الله أعلم!
نزلت وبصراحه عندي فضول أعرف حصل إيه مع شيماء! اترددت كتير أسألها ولا اسكت وخلاص ولا أسألها لأ أسكت! كان وشها أصفر وباين من عينيها إنها عيطت كتير! كنت بصلها وببص لخالاتي الي قاعدين حولينا اقعدت أفكر معقول شيماء صاحبة الوش البريئ ده تغلط غلطة زي دي! خرجت من شرودي على صوت خالتو مامت شيماء:
- قومي يا همسه شوفي بابا وأعمامك يشربوا شاي كده!
طلعت للجنينة أشوفهم، عندنا قدام البيت جنينه كبيره قوي وجميله قوي وفيها حمام سباحه في ركن كده يشبه غرفه، وفيها غرفة تانيه مقفوله بابا بيجتمع فيها مع أعمامي للقرارات المهمة الخاصة بالشغل أو العيله نقدر نقول غرفة مكتب، باقي الجنينة فيها حوالي أربع طاولات كل طاوله يحاوطها خمس مقاعد.
لما قربت من الغرفة سمعت بابا بيقول بحدة:
- يا خسارة تربيتنا فيهم... ليه يتجوزوا عرفي! لو كانوا قالولي كنت جوزتهم.
عمي «والد إياد»:
- المهم هنعمل إيه في الكارثه دي... البت حامل.
والد شيماء بغضب:
- يتكتب كتابهم النهارده قبل بكره هي دي فيها هنعمل ايه منعملش إيه.
حاولت كتير أوقف العطسة دي بس خرجت غصب عني ففتح بابا الباب وهو بيبصلي بغضب ووشه أحمر، سحبني لجوه الأوضه وقفل الباب، رفع سبابته في وشي وقال بتحذير:
- الكلام إلي سمعتيه ده إياكِ حد من العيله ولا من بره يعرف بيه.
- حـ.. حاضر و... والله مش بقول حاجه لحد يا بابا.
اتنفس بارتياح وقال:
- جايه عايزه ايه؟!
بلعت ريقي وقولت بتوتر:
- كـ.. كنت بسأل تشربوا شاي.
قعد على المقعد وقال:
- أيوه اعمليلنا شاي.
التفت عشان أخرج وأول ما فتحت الباب لقيته في وشي فصرخت، بصلي بتعجب وقال:
- ركزي يا أنسه.
ده «هيثم» أخو إياد الكبير مولود في نفس اليوم إلي اتولد فيه أخويا الكبير مراد ما أنا ليا أخ واحد درس مع هيثم إدارة أعمال أكبر مني ب ٧ سنين وشغال في الشركه مع بابا وأعمامي ومع هيثم التقيل جدًا وقليل الكلام ده، غامض محدش عارف إيه إلي جواه عشان كده تلاقوني مركزه معاه لأن البشر بطبيعتهم فضولين، صحيح بخاف منه بس ببقا نفسي أعرف إلي جواه! ساعات بحس إنه شبهي صامت كده ووسيم زي بالظبط.. طبعًا واخدين بالكم أد إيه أنا متواضعه جدًا!، عاوزين تعرفوا أنا مين!!!
أنا «همسه» في أولى كلية فنون جميلة بنوته هادئه وعاقلة وحلوة وخيفة الظل، شايفه إني أحسن واحده في بنات عمي يعني أخلاقي عالية مش بتكلم مع ولاد نهائي وده مش تدين مثلًا لأ هي قلة ثقه بالنفس واحراج! مش بلبس ضيق وحجابي دائمًا طويل وده برده مش تدين أنا معنديش الجرأة ألبس زي البنات إلي هناك دي! عيال عمي محجبين برده بس لبسهم ضيق، مكذبش عليكم أنا من جوايا نفسي أقدر أكون زيهم!
_______________________
تاني يوم اتكتب كتاب شيماء وإياد، وبالليل اتجمعت العائلة عشان نتفق على الحفلة، كنت ببص لشيماء الاقي في عينيها كسـ.رة وذل! معرفش ليه الإنسان ممكن يعمل في نفسه كده! يمكن حبته!! الله أعلم!
وأثناء التجمع العائلي إلي أنا بحبه ده قعد هيثم على الكرسي إلي جنبي في الجنينه.
كنت متوتره وقاعده ألعب في ساعة اليد بتاعتي نسيت أقولكم إني ذكية جدًا ونابغة وبعرف أعمل أي حاجه. ياربي على التواضع إلي أنا فيه مش قادره بقا!
بصيت لساعة إيدي إلي واسعه قوي على معصمي وحاولت أضيقها أهو حاجه أشغل بيها نفسي عشان ميبانش إني مرتبكه! استخدمت أسناني وبدأت أضغط على الحديد عشان أكسـ.ره أيوه والله متستغربوش كنت بحاول أكـ.سر الحديد، وإذ فجأة أحس إن فيه حاجه لزقت في أسناني! يـــاه يا فرحة حماتي بيا سناني قطـ.عت قطعة المعدن بتاعت الساعه أنا مش بس هكسـ.رلها الجوز واللوز لأ دا أنا بقدر أكسـ.ر الحديد! زود يا بابا في المهر ولا يهمك! قعدت أتحسس سنتي بلساني وبصيت في كاميرا الهاتف وهنا كانت المفاجأة، كانو بيتكلموا في شغل وشكله مهم وعلى غير الطبيعي إن يظهر صوتي في أي تجمع قولت بصدمة:
- جماعه أنا طرف سنتي اتكسـ.ر!!
لقيت خالتو وفاء أصغر واحده في خالاتي عندها ٣٠ سنه بصتلي وقالت:
-اتكـ..سر إزاي!! وريني كده؟
قومت أجري عليها ووريتها سنتي، ضحكت خالتو وقالت:
- متقلقيش مش باينه.
بدأت ألف على خلاتي وعيالهم واحد واحد أوريهم سنتي وماما وبابا وأعمامي وكلهم يقولون مش باينه حاسه إني ظهرت بلهاء شوية! في الوقت ده كنت متابعه هيثم بطرف عيني وهو كمان كان متابعيني بابتسامة، والله الواد ده كان طيب وهو صغير وكان بيلعب معايا بس من ساعة ما سافر يدرس إدارة أعمال بره وهو اتغير وبقا بيتعامل بجدية ورتابه، وأنا مش بحب صمته المبالغ ده!
بصيت لسنتي في كاميرة الهاتف وقولت بضيق:
- بس مضيقاني! أنا شكلي كده مش هتجوز مين هيوافق يتجوز واحده طرف سنتها مكسـ.ور!
رفعت الساعه وحركتها وأنا رافعه حواجبي وقولت بسخريه:
- كنت مستنيه إيه إن الحديده تتكسر مثلًا!!! يا الله كم أنا ذكيه!
لقيت هيثم ضحك والعيله كلها شاركته، طيب ما أنا بعرف أتكلم أهو أومال ليه دائمًا بكون ساكته!! أنا قررت أتغير وأخرج من القوقعة بتاعتي.
بابا بص لهيثم وقال بجدية:
- نكمل كلامنا كنت بتقول إنك عايز سكرتيرة.
هز هيثم رأسه بالنفي وقال وهو بيضغط على كل حرف:
- سكرتير راجل يا عمي.
وهنا ابتسمت... الفرصه جت لحد عندي أنا بجد نفسي أشتغل قوي بدل الإنطوائية الزيادة دي مش بقولكم إني قررت أتغير! وكمان الامتحانات خلصت وقعدة البيت مملة قال يعني كنت بروح الكليه وكده! قولت برجفة في الكلام:
- بابا، مينفعش أنا أشتغل معاكم يعني حتى فترة الأجازة بدل ما أنا قاعده كده.
هيثم بسخرية:
- بقول عايز سكرتير! راجل! هو إنتِ راجل!
والد هيثم رد بخشونه:
- عيب يا هيثم!
هز هيثم رأسه باستنكار وسكت، ضيق بابا عنيه وقال بهدوء:
- بص يا هيثم خليها تشتغل معاك لحد ما نلاقيلك سكرتير راجل..
ابتسمت بحـ.ماس، وهيثم بصلي بغضب فمسحت ابتسامتي بسرعة، بص هيثم لبابا وبملامح عابسة قال:
- يا عمي الشركه مليانه رجاله و....
قاطعه بابا بحزم:
- وهي مالها ومال الرجاله يا هيثم هي هتتعامل معاك إنت.
بابا بصلي وقال:
- من بكره يا همسه تصحي بدري عشان تركبي مع أخوكِ مراد وهو رايح الشركة.
وهنا كنت عاوزه أقوم أصقف بس مسكت نفسي.
أخيرًا هشتغل، لما بصيت على هيثم حسيت إنه بيتوعدني جواه مش عارفه ليه خوفت بس ولو ولو هشتغل يعني هشتغل، مال هيثم ناحيتي وشاولي أقرب، قربت منه فقال بهمس:
- اسمعي يا بت مشوفش وشك في الشركه.
يــــاه يا جماعه للدرجه دي بيحبني وعاوزنى اشتغل معاه
الثاني
- اسمعي يا بت مشوفش وشك في الشركه.
يــــاه يا جماعه للدرجه دي بيحبني وفرحان إني هشتغل معاه! مش هنكر إني خوفت من نظراته بس عملت نفسي قوية، «هيثم» مكررش كلامه وقام مشي وهو مضايق، بابا بصلي وقالي:
- متحاوليش تضايقيه يا همسه واسمعي كلامه في الشغل وأنا هقوله يفهمك الشغل ماشي ازاي.
- حـ... حاضر يا بابا.
قعدوا يتكلموا على تجهيزات حفلة زواج شيماء وإياد وأنا سرحت وقعدت أفكر يا ترى بكره فيه إيه!
تاني يوم صليت الصبح بسرعة أيوه الصبح ما أنا للأسف مكنتش بعرف أقوم للفجر!
نزلت عشان أركب مع مراد أخويا سمعته بيتخانق مع ريهام _أخت شيماء وفي نفس سني بس في كلية أثار_ كالعاده هما أصلًا مش بيبطلوا خنـ.اق، وكانت الخـ.ناقة كالآتي:
- الهدوم دي تتغير حالًا مفيش خروج كده.
- مش مغيره حاجه يا مراد إنت هتتحكم فيا ولا إيه!
- والله العظيم ما إنتِ خارجه إلا لما تغيري الهدوم دي وتلبسي محترم.
شاور للبيت وقال بصرامة:
- اطلعي يا ريهام غيري هدومك وامسحي إلي على وشك ده وإلا والله أديكِ قلمين على وشك عشان تفوقي.
قال كده وهو بيرفع إيده فرجعت ريهام لورا، وعشان ريهام عارفه إن أخويا عنيد ومش هيتنازل دخلت البيت وهي بتنفخ وبتقول بضيق:
- أنا زهقت بقا هو كل يوم!! ما أنا بلبس زي البنات!
كانت لابسه بنطلون جينز ضيق جدًا وعليه تيشرت قصير وطرحه مبينه رقبتها وحاطه ميكياج مغير ملامحها إلي هي أصلًا حلوه! بس طبعًا مش أحلى مني... تبًا لتواضعي إلي إنتوا ملاحظينه ده!
استنينا شويه لحد ما خرجت ريهام لابسه فستان مش واسع أوي بس مش ضيق يعني أرحم من إلي كانت خارجه بيه من شويه وخففت المكياج، ركبت جنبي من غير ولا كلمه ومشينا.
نسيت أقولكم إن ريهام شغاله في الشركه برده في الإدارة.
وصلنا الشركه ومش قادره أوصفلكم السعادة إلي كان «هيثم» فيها لما دخل الشركه وشافني مستنياه قدام المكتب..
- برده جيتِ!... دا إنتِ مصممه بقا... تمام ماشي تعالي ورايا.
وكأنه بيقولي تمام ماشي أنا هوريكِ! كان وشه هينـ.فجر من الفرحة، مخبيش عليكم أنا قلقت! دخلت وراه قعد يشرحلي الشغل وكنت مركزه جدًا بس نفسي أنام وبما إني نابغة وذكية عملت نفسي فاهمه.
- روحي بقا اقعدي على مكتبك وهبعتلك كام فولدر "ملف" على الابتوب تراجعيهم.
- مـ.. ماشي
- وخليهم يعملولي القهوه بتاعتي.
- هما مين دول؟!
وبابتسامة سمجة قال:
- أي حد من العمال يا أنسه.
إيه آنسه دي! بجد شخص مستفز، هزيت راسي كأني فهمت وخرجت، أنا أصلًا معرفش حد من العمال! خرجت بره مكتبي أتلفت حوليا... هو قال أي حد من العمال وأنا فهمتها أي حد شغال في الشركه فدخلت المكتب إلي جنبنا، كان مكتب مشترك بيضم أربع مكاتب؛ واحد عليه بنت والتلاته التانين عليهم شباب فروحت للبنت إلي كان باين عليها الإحترام من طريقة لفتها للخمار إلي لابساه.
- لو سمحتِ اعملي القهوة لمستر هيثم.
بصتلي بدهشه وعمري ما هنسى نظرتها أبدًا وقالت:
- أنا!!!!
- أيوه، مش إنتِ عامله هنا؟
قالت بابتسامة:
- هو إنتِ السكرتيره الجديده ولا ايه!
- أيوه.
رفعت التلفون إلي جنبها على المكتب وهي بتقول بهدوء وبابتسامة:
- ماشي حاضر هطلبله القهوة تحبي أطلبلك حاجه؟
هزت راسي بالنفي:
- لأ شكرًا.
خرجت من المكتب وحاسه إن الشباب بيبصوا عليا وأنا أصلًا بتكسف من خيالي! كان مالي ومال الشغل وحوراته فينك يا سريري كان زماني لسه نايمه!
رجعت عشان أشوف شغلي إلي أنا مش فاهمه فيه حاجه ده بس حاولت أفهم وعملت إلي قدرت عليه...
★★★★★★
مر أسبوع وهيثم بيعاملني بطيبه وإحساس ومدلعني قدام الشركه كلها، اتعرفت على البنوته إلي كل يوم أروح أقولها تعمل القهوه لهيثم وأنا فاكره إن دي شغلتها لحد ما اكتشفت إنها شغاله في الحسابات اسمها «سجى» محترمه جدًا وحبيتها قوي.
استغفروا.
★★★★★
كنت قاعده على مكتبي سمعت صوته العالي وهو داخل الشركه يزعق لكل حد يقابله وشكله متعصب جدًا أنا كان مالي ومال الشغل وحوراته!
ولما وقف قدامي خبط على مكتبي بعنـ..ف وعينه بتشع غضب اتنفضت ووقفت، جز على أسنانه وقال بحدة:
- ورايا على المكتب يا أنسه.
بلعت ريقي برعب، يا فرحة أمي بيا يا ترى عملت إيه تاني؟! والله نفسي أهرب أنا عايزه سريري يا جماعه شغل إيه إلي دبست نفسي فيه ده!
دخلت وراه وبصيت على قبضة إيده ووشه إلي بيدخن من شدة الغضب، حسيت إنه بيحاول يتمالك أعصابه، رفع سبابته وحركها وهو بيقول:
- قولتلك ابعتي للشركه في كندا الملف رقم ٥ ورقم ٧ حصل؟
- حـ... حصل
- ليه بقا تبعتِ الملف رقم١ و ٢ يا أنسة!
اتنحنحت وسكتت فيه حاجه سدت حلقي ومش عارفه أرد! أنا اتلغبطت بين الملفات غلطه مش مقصودة! كنت ببرر لنفسي في سري ولساني متلجم...
- ردي عليــــــــــا... بعتِ ليــــه الملف رقم ١و٢.
اتفزعت من صوته العالي ورديت بنبرة مرتعشة:
- أ... أ... أنا الفتره دي مبنامش كويس فممكن مكنتش مركزه!
- إنتِ عارفه عملتِ إيه بغباءك... إنتِ لغيتِ صفقه مهمه جدًا.
كنت ماسكه دموعي، وبوقي بدأ يتشنج زي الأطفال، بصلي وقعد يخبط على المكتب بصوابعه وهو بيحاول يهدي نفسه وبيقول بخفوت:
- استغفر الله العظيم يارب... استغفر الله العظيم.
وبعدين قال بهدوء:
- ارجعي مكتبك.
خرجت من مكتبه وانفـ.جرت بالعياط، ببص ناحية الباب لقيت تقريبًا الشركه كلها واقفه قدام الباب كالعاده زي كل يوم بس الفرق النهارده إن أنا بعيط، وقفوا قدامي شباب وبنات كل واحد كان بيواسيني بكلمه ويمشي ما عدا «سجى« إللي حضنتني وطبطبت عليا، وواحد كمان قال:....
- معلش يا أنسه همسه متعيطيش المفروض يعني إنك اتعودتِ على طريقته.
قالها «حسام» واحد من الي شغالين في المكتب إلي فيه سجى ومشي...
"ملحوظه مهمه" محدش في الشركه يعرف إني بنت عمه ولا قريبته خالص هما فاكريني بنت عاديه مجرد سكرتيرة!
قالت سجى:
- حاولي تهدي يا حبيبتي وأنا هطلبلك ليمون تروقي أعصابك.
طلبتلي ليمون واستأذنتني عشان تشوف شغلها.
معرفش مر وقت قد إيه وأنا ببكي لحد ما شوفته طالع من مكتبه، مبصش ناحيتي وخرج.
تقريبًا ده وقت البريك لقيت «سجى» وقفت قدامي وقالتلي بذهول:
- إنتِ لسه بتعيطي!!... طيب قومي نتغدى وبعدين نتوضى ونصلي الظهر وهتلاقي نفسك روقتِ خالص.
بصيتلها جامد وأنا بفكر في كلمتها نصلي!! أنا مصلتش النهارده، فسمعت كلامها حرجًا منها..
- يلا نصلي السُنه الأول وبعدين نصلي جماعه.
عملت نفسي عارفه السنن وقلدتها ركعتين كده في السريع مأخدوش مني نص دقيقه، وقعدت أراقبها وهي بتصلي بخشوع وكأنها مستمتعه، سألت نفسي هو فيه حد كده!
لما لقيتها سلمت من الركعتين ووقفت تصلي تاني افتكرت إنها نسيتني وأنا قاعده وراها فقومت صليت الظهر بسرعه على ما هي خلصت ركعتين كنت أنا خلصت الأربعه وقعدت أستناها!
بصتلي وقالت:
- يلا بقا نصلي الظهر جماعه.
- هو إنتِ مصلتيش!! أنا بحسبك صليتِ...
- لأ أنا كنت بصلي السنه قبل الظهر اربع ركعات وبعده بصلي اتنين!
رديت بتلعثم:
- أ.. لا أنا مبصليش السنه طيب صلي إنتِ بقا وأنا هروح مكتبي.
قولت أخر جمله ومشيت معرفش ليه كنت مرتبكة ومحرجه، كنت ملاحظه إنها بتبصلي بدهشة أكيد بتقول إيه السرعة دي؟ بس احنا في عصر السرعة في كل حاجه حتى الصلاة!
لا حول ولا قوة الا بالله.
_____________
باقي اليوم هيثم اتعامل معايا عادي جدًا ولا كأنه مفرج عليا الشركه من شويه!
- يلا عشان هتمشي معايا... ريهام تعبت شويه ومراد خدها ومشي.
- شكرًا أنا همشي لوحدي.
وبمنتهى البرود إلي في الدنيا قال:
- براحتك.
ومشي وسابني! قليل الذوق طيب كان يتحايل عليا! همشي لوحدي ازاي دلوقتي! خرجت من المكتب لقيت سجى خارجه هي كمان قولتلها:
- إنتِ مروحه؟!
- أيوه عايزه حاجه؟
- ممكن أمشي معاكِ لحد بره.
- دا أنا ليا الشرف.
وقفت أستنى أوبر ووقفت جنبي فسألتني بفضول:
- نفسي أسألك مستحمله غلاسة مستر هيثم إزاي! دا بيزعقلك كتير قوي واحده تانيه كانت طفشت.
أخدت شهيق عميق وقولت:
- مستحمله عشان بابا.
- أكيد باباكِ رجل فقير عشان كده محتاجه فلوس... يا حبيبتي.
ابتسمت وحاولت أبرر:
- لأ أصل....
شهقت وقاطعتني:
- يبقا أكيد باباكِ مريض وبرده محتاجه فلوس، يا حبيبتي.
هزبت راسي بالنفي وقولت:
- لأ يا بنتي مش كده...
قاطعتني تاني وهي مبرقة وقالت:
- باباكِ راجل خمورجي وبيخليكِ تشتغلي عشان ياخد فلوسك.
ضـ.ربت سجى كف بكف وهي بتقول:
- لأ حول ولا قوة الا بالله.
ضحكت وقولتلها:
-إنتِ باينلك متأثره بالروايات، لا يا ستي أنا...
قاطعني هيثم لما وقف قدامي بالعربية وقال:
- خلصي اركبي.
رفعت راسي لفوق وقولت بغرور:
- أنا طلبت أوبر مش عايزه منك حاجه.
- اركبي عشان أنا على أخري متختبريش صبري.
وعشان أنا أصلًا مبعرفش أجادل وكمان خوفت منه وافقت، وقبل ما أركب بصيت لسجى وقولتلها بابتسامه:
- عايزه حاجه؟
قالت بصدمة:
- سـ... سلامتك.. مع السلامة.
كانت بتبصلي بذهول أكيد بتسأل نفسها بكلمه كده ليه وبيكلمني كده ليه!
بقلم: آيه شاكر
★★★★★
وصلنا البيت من غير ما اتكلم معاه ولا كلمه في الطريق، فتحتلنا خالتو وفاء وقالت:
- ادخلوا دا الدنيا شايطه على الأخر.
دخل هيثم على الصالون ودخلت وراه.
سمعت عمي والد إياد بيقول:
- من وإنتو صغيرين وإحنا قولنا هنجوزكم لبعض والموضوع ده مفهوش نقاش!
ريهام بعصبية:
- وإحنا ملناش رأي ولا إيه! أنا مش موافقة على الموضوع ده!
شاورت ريهام على مراد أخويا بإزدراء وقالت بدموع:
- أنا لا يمكن أتجوز الشخص ده.
رد والدها بغضب:
- ومين قالك إننا بناخد رأيك... الفرح الخميس الجاي وكل حاجه مترتبه توافقي بقا ترفضي مش مهم.
كل ده و«مراد» متابع الكلام وساكت، صعبت عليا ريهام قوي هتعيش إزاي مع واحد مبتحبوش! ريهام حضنت خالتو وفاء وعيطت ربنا يكون في عونها والله!!
والد هيثم قال:
- وإنت يا هيثم إعمل حسابك فرحك هيتعمل الخميس الجاي معاهم!
هيثم بصدمة:
- يا بابا أنا قولت لحضرتك لسه بفكر في الموضوع تقوم تقولي فرحك الأسبوع الجاي!
رد والده ببرود:
- فكر براحتك معاك إسبوع كامل تفكر وتوافق عشان مفيش رفض.
سألت نفسي هو هيثم خطب امته؟! ولا مين عروسته! دا ربنا يكون في عونها «هيثم» ده شخص صعب جدًا، وعليه نظرات بتخوف!!
كنت هخرج من الأوضه أصل وقفتي ملهاش لزمه لفيت ظهري فناداني بابا:
- وإنتِ يا همسه!
اتفزعت... إيه وإنتِ يا همسه دي!! هو أنا كمان هيجوزوني ولا إيه!! لأ أنا مش عايزه أتجوز، بصيت لبابا بخوف فكمل بهدوء:
- إحنا عايزين نفرح بيكوا كلكوا في يوم واحد بما إن فرح إياد وشيماء الخميس فخير البر عاجله.
رديت بنبرة مرتعشة:
- لأ يا بابا أنا مش عايزه أتجوز.
بصيت لماما وأنا بهز راسي بنفي وبقول:
- أ... أنا كده كويسه وكمان مش عايزه أتجوز وأسيبكم.
رد بابا:
- ومين قال إنك هتسيبينا... إنتِ هتتجوزي هيثم.
محستش بنبرة صوتي إلي اترفعت وأنا بقول بصدمة:
- لأ.. مستحيـــــــــــل.
الثالث
- ومين قال إنك هتسيبينا، إنتِ هتتجوزي هيثم.
- لأ.. مستحيـــــــــــل.
محستش بنبرة صوتي إلي اترفعت وأنا بقولها؛ فوقف بابا وقال بنبرة مرتفعة وبحدة:
- بــــنـــت، إنتِ بتعلي صوتك عليا!!
وقف والد هيثم وقال بعصبية:
- إنتوا بتعارضونا! وكمان بتعلوا صوتكوا علينا وتعصوا أوامرنا... يا خسارة تربيتنا ليكم!
كلنا بصينا في الأرض بخجل وقال بابا بصرامة وهو بيحرك سبابته علينا واحد واحد:
-.اسمعوا بقا الكلام خلص والنقاش انتهى الفرح يوم الخميس الجاي...
خرج من الأوضة ووقفنا كلنا نبص لبعض بصدمة وبعدين خرجنا من الأوضة، ببص على هيثم لقيته بيبصلي بتركيز وكأنه بيقول هعيش مع البنت العاقلة النابغة دي إزاي!
طلعت أجري من قدامه... أنا عايزه سريري هنام وإن شاء الله لما أصحى يكون كل ده كان كابوس وانتهى...
لا حول ولا قوة الا بالله.
★★★★★★
- يا بنتي حرام عليكِ، ارحمي نفسك كفايه عياط.
قالتها ماما الي قاعده جنبي على السرير والناحية التانيه قاعدة خالتو وفاء وأنا متغطيه ونايمه على ظهري.
بقالي يومين عامله زي اللي والدة، مبخرجش من الأوضه إلا للحمام، خالتو وفاء قالت:
- والله يا همسه الواد هيثم ده محترم وراجل وحنين متقلقيش صدقيني هيعاملك كويس.
هزيت راسي وقولت بسخرية:
- أيوه طبعًا ما أنا مجربه معاملته الكويسه إنتِ هتقوليلي!
بصيت في ساعة موبايلي وقولتلهم:
- اطلعوا بقا وسيبوني أنام إنتوا جاين تصحوني الساعه ٨ الصبح عشان تقولولي كده!
زفرت ماما وقالت بنفاذ صبر:
- لأ قومي عشان هتروحي مع أخوكِ الشركه بقالك يومين نايمه! وباباكِ سأل عليكِ قولتله يسيبك تريحي...
مسحت دموعي وقولت بحزم:
- مش رايحه في مكان أنا عاوزه أنام!
قالت خالتو وفاء وهي بتحسس على شعري بحنان:
- قومي يا همسه إنتِ مش صغيرة للي بتعمليه ده! دي ريهام بتروح الشغل ولا كأن فيه حاجه! اتعلمي منها متدخليش الشغل في الحياة الخاصة.
قعدت وقولت بسخرية:
- بس المفروض إني عروسه وأقعد في البيت بقا لحد... لحد ميعاد دبـ.حي.
قولت كده وبكيت، طبطبت ماما عليا وقالت:
- يا حبيبتي بابا عارف مصلحتك وبكره تشكريه على قراره ده.
خالتو وفاء بابتسامة:
- قومي يا حبيبتي صلي الصبح عشان تروقي كده وتروحي الشغل عشان تخرجي من حالتك دي!
مش عارفه ليه بابا كان مُصر إني أروح الشركة! شغل إيه ده إللي محتاجني فيه!
وبعد شويه وقفت أصلي وأنا بفكر في جملة خالتو "صلي عشان تروقي!!" عايزه أقولكم إني بقالي يومين مصلتش! نفسي أعرف ليه دايمًا رابطين الصلاة بإني أروق أو إني أكون أحسن مع إني لما بصلي، بيزيد ارتباكي وقلقي وتوتري.
ساعات بسأل نفسي هو أنا بصلي ليه أصلًا!
نفضت الأفكار من راسي وصليت بسرعة كعادتي، لكن كان جوايا سؤال، هو أنا ممكن أكون بصلي غلط؟
ومع ذلك خلصت بسرعه وخرجت عشان مراد مستنيني.
★★★★★★
- لازم نقنعهم يا مراد أكيد إنت كمان مش عايز تتجوزني!
كان مراد ساند ظهره على العربية وريهام واقفه قدامه، ولأول مرة أشوفهم بيتكلموا بهدوء من غير خنـ.اق، بص مراد لريهام وأشاح نظره بسرعه عنها وسكت، فقالت ريهام:
- مراد رد عليا أنا بقالي يومين بحاول أتكلم معاك!
- عايزاني أعمل إيه يا ريهام! مفيش في إيدي حاجه، بابا وعمي قرروا وأنا لا يمكن أعارضهم! الأحسن لنا نحاول نتعايش مع الوضع ده ونتقبله.
رفعت ريهام صوتها وقالت:
- إنت جبان يا مراد ومش عارف تدافع عن حقك!
رفع صوته زيها وقال بحدة:
- احترمي نفسك ومتعليش صوتك يا ريهام.
بصتله ريهام وحاولت تتفاوض معاه فقالت بهدوء:
- يا مراد إزاي تقبل تتجوز واحده مش عايزها وإزاي هتعيش مع واحده مش بتحبها؟
قال بنبرة لينة:
- ومين قالك إني مش عايزها ومش بحبها!
ولما بص وراه وشافني ركب العربية وشغلها، ابتسمت على كلامه، مراد طيب وحنين قوي عليا وأكيد هيكون حنين علي ريهام، والله لايقين على بعض عكسي أنا وهيثم خالص! أتمنى يحصل أي حاجه والجوازه دي تتفركش!
وقفت ريهام تبصلي شويه وتبص على مراد شوية بصدمة، وبعدين ركبنا العربية في صمت تام لحد ما وصلنا الشركة.
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير."
★★★★★★
وفي الشركة قعدت ساعتين على مكتبي وهو مش موجود أومال فين الشغل إلي أنا المفروض جايه علشانه!! سمعت صوته وهو واقف قدام المكتب حاطط إيد في جيبه والتانيه رافع بيها الموبايل وبيتكلم:
- يعني لو كنا دخلنا الصفقه دي كنا هنخسر مش هنكسب.
سكت شويه بيسمع الي بيكلمه وقال بابتسامة وسخرية لطيفة:
- على كده السكرتيره بتاعتي لازم تاخد مكافأة على الخطأ اللي أنقذنا ده.
معنى كلامه إن أنا بذكائي وخبرتي أنقذتهم من الخسارة، مش قولتلكم إن أنا نابغة! سمعت صوت ضحكته! طيب ما هو بيعرف يضحك أهوه أومال دائمًا مكشر في وشي ليه! دخل المكتب مبتسم ولما شافني اختفت الإبتسامة، للدرجه دي فرحان إنه شافني!
وقف قدامي يبصلي شوية فبصيت في الأرض، أكيد بيتأمل في جمالي أصل أنا جميلة قوي، الحمد لله على نعمة التواضع، اتنحنح وقال:
- لو سمحتِ خليهم يعملولي قهوة يا أنسه.
قولت لنفسي بهمس: برده أنسه!!!
دخل المكتب وأنا قعدت أفكر... هيثم ده غامض قوي! وكل ساعه في حال! دا حتى مقالش السلام عليكم!
طلبتله قهوة وقعدت أقرأ رواية تقريبًا الشغل إللي محتاجني ده كان إني أطلبله القهوه!
الظهر أذن ولقيته خرج من المكتب ومشي ولا كأنه شايفني! أد إيه بيحترمني وبيعاملني بكل حب! واضح طبعًا إننا ثنائي مثالي!
سبحان الله وبحمده.
★★★★
روحت لسجى إللي كانت متغيره ودا كان باين من كلامها وردودها المقتضبه وملامحها الجامدة، قولت:
- مش هنتغدى ولا إيه!
- أنا اتغديت خلاص.
- طيب هنصلي الظهر؟
- أيوه هقوم أتوضى ونصلي.
قامت اتوضت ورجعت قعدت أتأمل فيها مش بتضحك زي كل يوم، مسكتها من ذراعها وسألتها بابتسامة:
- مالك يا سجى؟!
بصتلي شويه وقالت:
- إنتِ ركبتِ مع مستر هيثم من يومين؟!
قولت بعدم فهم:
- أيوه إيه المشكله مش فاهمه؟
رفعت حاجيبها وهي عاقدة ذراعها حول صدرها وسألتني بسخرية:
- ويا ترى بقا كان بيكلمك كده ليه!
- مش فاهمه!؟
- يعني سكرتيره بتكلم مديرها بالطريقة دي! يبقا أكيد بينهم علاقة!!... أنا فكرت كتير لحد ما استنتجت إنك أكيد على علاقة بيه وزمانكم كمان متجوزين عرفي! ولا شوفي بقا حكايتكم إيه!!
ضحكت جامد وقولت:
- إنتِ بتقولي إيه!! والله شكلك متأثرة أوي بالروايات.
قعدت على الكرسي إلي ورايا وقولتها:
- يا ستي مستر هيثم يبقا ابن عمي...
شهقت سجى وبرقت عينيها وشاورت عليا بصدمة، وقالت:
- يعني إنتِ....؟
قاطعتها وأنا بهز راسي لتحت وبقول:
-إسمي همسه منصور الشامي.
قعدت سجى على الكرسي إلي قصادي وقالت بدهشة:
- بنت صاحب الشركه!!
هزيت راسي بالإيجاب فخبط هيثم على المكتب فتحتله فبصلي وقال:
- تعالي يا أنسه عايزك.
كلمة أنسه دي بتعصبني جدًا! قولت بجمود:
- مش فاضيه إحنا في بريك لما يخلص هبقى أجيلك!
بصلي من فوق لتحت بازدراء، جز على أسنانه وبعدين قال بعصبية:
- لا والله! وفاكراني هستناكِ... لأ متجيش تصدقي أنا غلطان أصلًا!!
سابني ومشي! حنين قوي هيثم ده ومش عصبي خالص!
كنت حاسه إني عايزه أعيط أنا هتجوز الراجل المستفز ده إزاي!!!
اتوضينا ووقفنا نصلي الظهر جماعه...
وقبل تكبيرة الإحرام قالت سجى:
- صلي صلاة مودع.
- مش فاهمه يعني إيه مودع!
- يعني كأنك هتصلي وملك المـ.وت مستنيكِ يقبض روحك.. شوفي بقا عايزه أخر صلاة ليكِ تكون إزاي!
وقفت للحظه أفكر... أمـ.وت!! هو أنا ممكن أمـ.وت في يوم من الأيام! بس أنا عمري ما فكرت في كده!! أنا لسه صغيره!
وبعد تكبيرة الإحرام دخلنا في الصلاة حاولت أقلدها وأقرأ الفاتحه بهدوء وأستشعر معنى الآيات زي ما قالتلي، وأتخيل إن أنا فعلًا ممكن أخلص الصلاة وأمـ.وت!
وبعد الصلاة لأول مرة أحس إني مرتاحه ونفسيتي بعد الصلاة غير قبلها نهائي! لأول مره أحس إني ممكن أكون فاهمه الصلاة غلط! ومتخيله إنها عـ ـقاب!
علاقتي مع سجى اتطورت بسرعة واتبادلنا أرقام الموبايلات وعرفت إنها متزوجه ومعاها ولدين، لكن أنا كنت غامضه شويه بحب أكون الرفيقة الصامته إلي بتسمع وتبتسم وتعلق على الكلام فقط لكن مش بحكي أي تفاصيل عن حياتي الخاصة... كفايه إنها تعرف إني بنت صاحب الشركه! وبنت عم هيثم!
استغفروا❤️
★★★★★★
مرت الأيام وجه يوم الزفاف كنا لابسين الفساتين البيضاء تلت عرايس قاعدين في أوضه واحده...
- أنا مش عارفه انتوا الثلاثه عاملين كده ليه؟
قالتها ماما وهي بتبص علينا أنا إلي بعيط وريهام إللي منهـ.ارة وشيماء الصامته إلي محدش عارف مالها غيري!
قربت مامت ريهام منها وقالتله:
- يا بنتي بطلي عياط وخلي البنت تحطلك حاجه في وشك.
قالت كده وهي بتشاور على الميكب أرتست إلي بقالها ساعه مش عارفه تشتغل بسببنا!
ريهام ببكاء:
- بالله عليكِ يا ماما أنا مش عايزه أتجوزه.
قالت مامتها بعصبية وبنبرة مرتفعه:
- أنا تعبت منك والله تعبت ارحميني بقا!
خرجت مامتها من الأوضه وسابتنا، وحضنتها خالتو وفاء كمحاوله إنها تهديها!
بصيت أنا لماما وقولتلها ببكاء:
- أرجوكِ يا ماما إعملي أي حاجه، بابا بيسمع منك حاولي تقنعيه.
- أقنعه إزاي يا همسه... يا حبيبتي المأذون بره والمعازيم مستنينكوا تطلعوا.
كملت بكاء وأنا بقول:
- مش عايزه أتجوزه... أنا بخاف منه مش هعرف أعيش معاه.
سمعنا صوت زعيق بابا وأعمامي بره الأوضه عشان اتأخرنا والجو بقا متكـ..ـهرب على الأخر، دخل بابا بالدفتر ووقف قدامي وقال بحده:
- طلما مش عاوزين تخرجوا امضي بقا خلينا نخلص إجراءات كتب الكتاب المأذون زهق من الإنتظار.
معقول همضي وهتجوزه خلاص! هو الأكسجين اختفى من الجو ولا أنا إلي نسيت بيتنفسوا إزاي! وقلبي ده ماله بيدق جامد ولا كأنه دخل سباق من غير ما يقولي!
البيدج بتاعتي كتابات آيه شاكر
الرابع
- مش عايزه أتجوزه، أنا بخاف منه مش هعرف أعيش معاه.
سمعنا صوت زعيق بابا وأعمامي بره الأوضه عشان اتأخرنا والجو بقا متكهرب على الأخر، دخل بابا بالدفتر، وقف قدامي وقال بحده:
- طلما مش عاوزين تخرجوا امضي بقا عشان نخلص إجراءات كتب الكتاب المأذون زهق من الإنتظار.
معقول همضي وهتجوزه خلاص! هو الأكسجين اختفى من الجو ولا أنا إلي نسيت بيتنفسوا إزاي! وقلبي ده ماله بيدق جامد ولا كأنه دخل سباق من غير ما يقولي!
انتهت الإجراءت وبقينا متزوجين رسمي أنا من «هيثم» و«ريهام» من «مراد».
حاولنا نتماسك وخرجنا للحفلة بعد ما أخدنا شوية زعيق وبهدلة من بابا وأعمامي.
«ريهام» و«شيماء» كانوا حلوين قوي بس طبعًا مش أحلى مني! اللهم زدني تواضع ادعولي يا جماعه...
الحفله كانت في الحديقة، والمعازيم كانوا من أقاربنا ومعارفنا وأصدقاء بابا وأعمامي.
مسك «هيثم» إيدي أكتر من مره وكنت بسحبها منه بعصبية ولما لاحظ بابا بصلي بحدة فاضطريت أستسلم وأسيبه يمسك إيدي!
الحمد لله مفيش حد حضر من الشركه إلا واحد أو اتنين! وأنا معزمتش «سجى» يا ترى هيكون رد فعلها إيه لما تعرف؟!
خرجني من شرودي لما مال ناحيتي وقال بابتسامة مصطنعة:
- ابتسمي شويه الناس بتبص علينا!
ابتسمت بتصنع واتسعت ابتسامتي لما بصيت ناحية «ريهام» و«مراد» حلوين قوي مع بعض! ياريت لو كان مراد أخويا هو إلي عريسي والله كنت هوافق أخويا زي القمر أصلًا.
بصيت ناحية هيثم أتأمله للحظة هو كمان وسيم بس أنا بخاف منه! ولما بصلي تلقائي اتحولت نظراتي للحدة وبصيت للإتجاه التاني، حسيت إني عايزه أعيط أنا بقيت مراته وهكون في بيت واحد معاه!!!
سبحان الله وبحمده 🌹
★★★★
انتهت الحفله وكل واحد دخل شقته، وبعد ما اتقفل باب الشقه بصلي بنظرات غامضة وأنا واقفه أعيط وبعدين دخل أوضته وسابني بدون كلام!
دخلت أنا الأوضه التانية قعدت على طرف السرير أفكر يا ترى ريهام بتعمل إيه دلوقتي! أكيد بتعيط ومراد بيحاول يراضيها! طيب وشيماء!!! تقريبًا كده أنا بقيت فضولية زياده عن اللزوم!
حاولت أفك الفستان معرفتش وأكيد مش هروحله أنا أصلًا بتكسف من خيالي! كلمت خالتو وفاء...
- يا خالتو تعالي أنا مش عارفه أخلع الفستان لوحدي
- قومي لـ هيثم يساعدك يا همسه.
قولت بصوت مخنوق:
- والله ما يحصل أبدًا أنا مرعوبه منه أصلًا.. تعالي يا خالتو عشان خاطري.
- طيب يا زنانه طالعالك.
دقائق وجرس الباب رن خرجت من أوضتي أفتح لقيته سبقني وفتح، قال بابتسامة:
- تعالي يا فوفه.
كان بينادي خالتو بإسمها عادي! قفل الباب وراها، فقالت خالتو:
- أومال فين همسه؟
قال ببرود:
- معرفش تلاقيها قاعده تعيط في أي ركن.
- والله يا هيثم إنت بتستعبط... يا بني البنت خايفه منك.
قال بسخرية:
- خايفه مني ليه إن شاء الله؟!
- يا هيثم يا حبيبي هي ملهاش ذنب زي ما هي اتفرضت عليك إنت اتفرضت عليها.
أخد شهيق طويل وزفره ببطئ وهو بيقول:
- أنا محتاج أستوعب الي حصل يا وفاء! محتاج فتره أتقبل وجودها في حياتي وياريت تفهميها كده.
- أنا مليش دعوه إبقى فهمها ولا إنت حر معاها!
ابتسمت خالتو وهمست ليه بكلام معرفتش أسمعه والإثنين ضحكوا بصوت عالي! مش عارفه قالتله إيه عشان يضحك كده! الفضول هيجنـ.ني، بصيت عليه وهو بيضحك شخص غريب قوي بيضحك مع كله إلا أنا!!
خرجت من شرودي على صوت خالتو وهي بتدفع هيثم بخفة وبتقول:
- وسع كده خليني أدخل للبت إلي مش عارفه تخلع الفستان دي.
لفت خالت في الشقه وهي بتنادي عليا وأنا عملت نفسي مسمعتش حوارهم خالص! أنا كنت أصلًا بعيط في أوضتي!
ساعدتني خالتو أخلع الفستان وهي بتديني سيل متدفق من النصايح إزاي أتعامل مع الكائن الغريب العجيب المريب ده!
- إنتِ إلي بإيدك تجذبيه ناحيتك أو تكرهيه فيكِ.
لمعت في دماغي فكره فسألتها وأنا بجاهد إن ابتسامتي متظهرش:
- أ.. أكرهه فيا إزاي؟ هو يعني ممكن يكرهني!
- طبعًا لو لقاكِ طول الوقت مكشره وكلامك زي الدبش ولبسك مبهدل أكيد هيزعق منك، إنما بقا لو دلعتيه وزغللتيه هيحبك ويمسك فيكِ.
غمزتلي بمكر وأنا ابتسمت افتكرتني سمعت نصايحها بس أنا كان تركيزي في حته تانيه خالص! "أكرهه فيا" اتنحنحت وقولت بتلعثم:
- طيب وهو لو كرهني وزهق مني.. مـ.. ممكن يسيبني؟
- أكيد ممكن يسببك ويروح يشوف واحده تدلعه.
بعد فترة خرجت خالتو وكان كل تركيزي إزاي أكرهه فيا عشان يسيبني! قعدت أخطط كتير وأتخيل حاجات كتير ممكن أعملها وربنا يقدرني على فعل الخير، وأنفذ، أنا عمري ما خطط لحاجه ونفذتها إلا النوم...
الساعه ٣ قبل الفجر خرجت من أوضتي أروح الحمام، واتفاجئت لما لقيته بيصلي!
معقوله بيصلي العشاء! وقفت أتابعه فتره وهو بيصلي بهدوء وسكينه وبيطول قوي في السجود! الظاهر كده إن أنا الوحيده إلي بصلي بسرعه! ولما لقيته بيسلم رجعت غرفتي بسرعة عشان ميشوفنيش!
★★★★★
مر شهر على جوازنا وفي خلاله متكلمناش كلمتين على بعض ولو اتقابلنا صدفه في الشقه بيبصلي ويمشي وأنا محاولتش أكرهه فيا ولا حتى أحببه فيا!
كان بيصلي كل ليلة بالليل وخصوصاً قبل الفجر مكنتش عارفه بيأخر العشاء قوي كده ليه! كان بيخبط على أوضتي كل يوم الفجر وهو بيقول:
"الفجر... قومي صلي."
في الأول كنت بطنش بس بعد كده بقيت أقوم أصلي، أول مرتين كنت بصلي بسرعه يعني مش بكمل دقيقتين وأكون مخلصه الفجر والسُنه بس قررت أقلده وأحاول أصلي بهدوء، كنت بصلي مره بسرعه لو مشغوله ومره بهدوء وهكذا مرت الأيام..
كنت بنام كتير وبهرب من أي تجمع عائلي ولو حد سأل عن حياتي الخاصه بقول الحمد لله...
لا حول ولا قوة الا بالله.
★★★★★
- وأنا بقا إيه إلي يضمنلي إن إلي في بطنك ده مني.
شيماء بدموع:
- حرام عليك يا إياد والله ما حد قربلي غيرك
- إنتِ عايزه إيه دلوقتي يا شيماء اتجوزتك وخلاص خلصنا عايزه مني إيه!
قالت ببكاء:
- عايزاك تعاملني كويس والله أنا بحبك..
نفخ بضيق وسابها ومشي ووقفت هي تعيط.
سمعت حوارهم كله أصل أنا دائمًا الحوارات بتيجي لحد ودني من غير أي جهد! مش عارفه بيتكلموا في الجنينه ليه! المفروض يتكلموا في شقتهم!
روحت أقعد في غرفة حمام السباحه _غرفة محاوطة بسور من جميع الاتجاهات ومفتوحة السقف_ اتفاجئت لما لقيت مراد وريهام واقفين يتخانقوا! كالعادة....
- اسمع يا مراد أنا حاولت ومعرفتش أ... طلقني و... وكل واحد يروح لحاله.
- أطلقك! عايزاني أطلقك بعد شهر من جوازنا إللي متمش أصلًا!!
حاولت ريهام استعطافه فقالت:
- يا مراد أنا مش عارفه أتقبل وجودك في حياتي! و.. وكمان خايفه إنت مبتسمعش إن جواز القرايب الأطفال ممكن تكون فيها تشوهات و....
زفرت بقـ.وة وكملت:
- أرجوك افهمني يا مراد...
قال بنفاذ صبر:
- افهميني إنتِ بقا! أنا بقالي شهر بحاول معاكِ بالحُسنى... وطلاق مش هيحصل حاولي بقا يا حلوه تتقبليني بمزاجك إلا هخليكِ تتقبلي ده غصب عنك!
قالت بنبرة مرتفعة:
- أنا مش طيقاكِ
مشيت بسرعه قبل ما يخرجوا ويشوفوني بعد ما سمعت كلامهم وراضيت فضولي، كان نفسي أعرف حياتهم عامله ازاي! مش عارفه ليه حاسه إني بقيت حشريه قوي وفضولية قوي قوي! لأ أنا لازم أتغير!!
استغفر الله وأتوب إليه 🌹
★★★★★
وفي المساء
اجتمعت العائلة، ولأول مره بعد الزواج أقعد معاهم، دخل هيثم من الشغل وقعد جنبي، قالي بابتسامة غير معهودة:
- عامله إيه؟
هزيت راسي بابتسامة صغيرة وقولت:
- الحمد لله.
كنت عارفه إنه أكيد بيكلمني كده قدام العيله! بصيت لبابا وقولت:
- بابا بعد إذنك أنا عايزه أرجع أشتغل في الشركه
رد هيثم بعبوس:
- شغل إيه!! لأ طبعًا وبعدين أنا جبت سكرتير!
بصيت لبابا وقولت:
- بس أنا عايزه أشتغل ومش عايزه أكون سكرتيره ممكن أشتغل في الإداره مع ريهام! أو أي حاجه...
بصلي هيثم بحدة وسكت، فقال بابا بهدوء:
- سيبيها يا هيثم تشتغل، إحنا كنا محتاجين موظف في الحسابات!
ابتسم هيثم وقال بسخرية:
- حسابات! هو حضرتك عايز تخرب الشركه ولا إيه!!
دي إهـ.ـــــانه! قصده إيه! دا أنا نابغة هو ناسي لما أنقذتهم من الصفقه إلي كانت هتخسرهم!
بابا قعد يتكلم معاه كتير لحد ما اقتنع إني أنزل الشغل.
بصت خالتو وفاء لشيماء وقالت بابتسامة:
- وإنتِ يا شوشو مش عايزه تشتغلي معاهم؟!
تلعثمت شيماء ورسمت على شفتيها ابتسامة زائفة وقالت:
- كان نفسي أشتغل بس آآ أصل...
بلعت ريقها وكملت بحرج:
- أنا حامل.
بدأت المباركات تنزل عليها زي المطر من ماما وخالاتي وطبعًا مباركات مصطنعة من بابا وأعمامي! قالت ماما وهي بتبصلي أنا وريهام:
- عقبالكم يا حبايبي... عاوزيكم تملولنا البيت عيال.
قولت في نفسي عيال!!! دول بيحلموا باين والأحلام مبتتحققش! صح ولا إيه؟ ساعات الأحلام بتتحقق!
★★★★★
رجعت الشغل، وكان هيثم بيعاملني بكل حب زي ما انتوا شايفين! متجاهليني تمامًا ولا كأني موجوده.
شخص غامض جدًا! وناجح جدًا في شغله وأهم صفة لفتت نظري ليه إنه محافظ على صلاته في ميعادها ما عدا العشاء مش عارفه بيأخرها عن وقتها لحد قبل الفجر ليه! ولا يكون فيه صلاة كمان بتكون الساعه ٣ وأنا معرفش!!
صلوا على خير الأنام.
★★★★
في يوم أثناء البريك سألت سجى:
-.هو.... هو يعني مش الصلاة المفروضة علينا هي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء.
بصتلي سجى بتعجب وقالت:
- أيوه... ليه السؤال الغريب ده!
تجاهلت سؤالها وقولت:
- طيب لو حد بيصلي الساعه ٣ قبل الفجر كده يبقا بيصلي إيه؟!
- قصدك صلاة القيام!
قولت بتدقيق:
- أنا حاسه إني سمعت عن الصلاة دي! تقريبًا بتكون شكل صلاة التراويح اللي في رمضان؟
- بالظبط، وصلاة القيام بتبدأ من ركعتين من بعد صلاة العشاء لحد قبل الفجر... أنا ساعات بصليه وساعات لأ... ربنا يرزقني ويرزقك لذة قيام الليل.
قولت بشرود:
- يارب.
بصيت بتركيز لـ نقطه وهمية في الفراغ وقولت لنفسي:
- معنى كده إن هيثم كل ليلة بيصلي قيام الليل!!
سرحت جامد وأنا بفكر فيه! ميبانش على هيثم الإلتزام أو التدين هو مش صلاة القيام دي بيصليها الملتزمين!!!
معظم موظفين الشركه عارفين إننا اتجوزنا لكن سجى متعرفش! أنا مقولتلهاش وهي ملهاش كلام مع حد في الشركه عشان كده معرفتش بس أكيد هقولها يومًا ما!!
★★★★
انتهى البريك ووقفت أستنى الأسانسير "المصعد" عشان أرجع مكتبي وكل ما يقف ألاقي موظف "راجل" راكب فيه فمش بركب! مره واتنين وتلاته وأربعه! وبرده واقفة مكاني وبرفض أركب! مش تدين ولا حاجه ولا مثلًا خايفه تكون خلوة وحرام! بس بتحرج جدًا! وفي المره الخامسة كنت خلاص هطلع على السلم نفخت بضيق وأنا ببص واريا؛ فشوفته ساند ظهره للجدار وبيبص عليا بابتسامة! قرب مني وسألني بابتسامة وهدوء مش متعوده عليه:
- رايحه فين؟
- طـ.. طالعه المكتب.
وقف الأسانسير كان فيه موظف برده، وإذ بغتة لقيته مسك إيدي وألقى السلام على الموظف ووقف جنبه، وخلاني أقف الناحية التانية! مسابش إيدي فسحبتها منه.
في الطابق الي بعده نزل الموظف، بصلي هيثم وقال بجدية:
- كنت عايزك تراجعي حسابات شهر ٦ و٧حاسس إن فيه غلطه!
- حـ.. حاضر
بصلي جامد ومد إيده ناحية وشي افتكرت إنه هيضـ.ربني ورجعت وشي لورا بخوف، لكنه فاجئني لما سحب حجابي لقدام ودخل خصلتين من شعري وهو بيقول:
- ابقي خلي بالك شعرك طالع من الحجاب.
قولت بارتباك وأنا حاسه إن فيه نـ.ار بتطلع من وشي:
- مـ... ما... مأخدتش بالي والله.
ابتسم وقال بلين:
- عارف والله.
مش عارفه ماله ده!!! زي ما يكون اتبدل خالص!!! لأ أنا مش متعوده على كده! ولا ده هدوء ما قبل العاصفة أنا خايفه...
استغفر الله وأتوب إليه.
★★★★★
-والله يا إياد هقولهم كلهم مش هسيب حد في العيله إلا وهقوله... أقولك على حاجه كمان أنا هكتب على الفيس.
- إنتِ باين اتجـ ـننتي رسمي!!
قالت بنبرة مرتفعه:
- أيوه اتجـ ـننت عشان مبقتش مستحمله الإهـ ـانه بتاعتك دي!
مسكت موبايلها وهي بتقول:
-وهنشر على الفيس حالًا.
مسكها إياد من إيديها بعنـ.ف وهو بيقول:
- هاتي الموبايل ده.
شيماء بزعيق:
- مش هتاخده.
بالليل كانوا واقفين في ركن بعيد في الحديقة وأنا كنت بتمشى بعيد عن تجمع العيله...
مش عارفه ليه دائمًا نصيبي أسمعهم بيتخانقوا! لفيت ظهري ولسه همشي سمعت صرخة شيماء لما ضـ.ربها إياد على وشها! استفزني جدًا ومحستش بنفسي إلا وأنا واقفه قصاد إياد إلي كان مصدوم من وجودي وقولت بنبرة مرتفعة:
- إنت مش راجل!! عشان مفيش راجل بيمد إيده على مراته!
قال بحدة:
- لو سمحتِ يا همسه متتدخليش بينا.
مشيت شيماء خطوتين وهي بتقول:
- والله لقولهم كل حاجه يا إياد.
جري وراها ومسكها من ذراعها بعنـ.ف فصرخت، وقبل ما يمد إيده عليها تاني كنت وقفت قدامه فصرخ فيا:
- ابعدي عن وشي يا همسه.
قولت بتحدي:
- مش هبعد.
اشتد الشـ.جار بينا وشتمته قولتله:
- إنت منـ ـفلت ومتغـ ـطرس وعديم الأخلاق وصـ ـفيق وأبـ ـله وأحـ ـمق...
والله ما قصرت معاه! لحد ما أثرت غضبه بشدة، وصوتنا ارتفع.
قال إياد بعصبية:
- همسه لو مبعدتيش عن وشي هضـ.ربك.
لقيت هيثم وقف قدامي وقال بغضب:
- هتعمل إيه يا حبيبي!!! هتضـ.ربها!! طيب ابقي اعملها.
مش عارفه ليه قلبي فرح من دفاع هيثم عني ولولا هول الموقف كنت صقفتله، خلاص لما أطلع الشقة هدخل أوضتي وأصقفله بيني وبين نفسي!
إياد بحدة:
- مراتك شتمتني يا هيثم، مره تقولي إنت مش راجل ومره تانيه إني معدوم الأخلاق وملتفت ومحملق ومتقرطس.
قاطعته وأنا بصحح إلي قاله:
-منـ ـفلت وأحـ ـمق ومتغـ ـطرس!
هيثم بصلي بذهول، ورجع بص لإياد بحدة وقال بغضب:
- أكيد مش هتقولك كده إلا لما تكون إنت عملت فيها حاجه!
وقف عمي بينهم وهو بيقول:
- بس إنت وهو إنتوا كمان بتعلوا صوتكم وإحنا واقفين!! لأ ونعم التربية فعلًا!!
مامت إياد بقلق:
- فيه إيه يا ولاد!... إنت إيه إلي معصبك كده بس يا إياد!!
وقبل ما حد تاني ينطق بكلمة قالت شيماء:
- أنا هقولكم إياد متعصب أوي كده ليه!
الخامس
- أنا هقولكم إياد متعصب أوي كده ليه!
- شيمـــــــاء... إيــاد همسه ورايا على المكتب.
قالها بابا بحدة، وسبقنا للمكتب مع أعمامي؛ والد إياد ووالد شيماء. قعدو جنب بعض زي القضاه إللي هيحاكموا المتهمين، وطبعًا أنا مكنتش خايفه خالص.
- إنت جاي ليه يا هيثم! هو أنا قولتلك تعالى!
سأل بابا فرد هيثم بصوت مهزوز:
- جـ.. جاي مع مراتي.
- طيب اطلع بره.
قالها بابا فوقف هيثم يبصلي! دا زي ما يكون خير اللهم اجعله خير كده قلقان عليا!!
تصرفاته بقت عجيبه ونظراته أعجب وأغرب!! وبالنسبه ليا هو شخص غامض ومخيف!! كنا بنبص لبعض لفترة فقطع اللحظة صوت بابا الحاد:
- إنت مسمعتش يا هيثم قولتلك اطلع بره.
اتنهد هيثم وخرج بدون تعقيب..
بابا بصلنا وقال:
- بتتخانقوا ليه!!
إياد بارتباك:
-أنا... أنا كنت بتكلم مع شيماء عادي و... وهمسه اتدخلت وشتمـ.تني.
حاولت أبرر:
- لأ والله يا بابا دا كان بيضـ.ربها.
والد شيماء بصدمة:
- بيضـ.ربها!! الكلام ده حصل يا شيماء؟
شيماء بدموع:
- حصل.
اتدخل والد إياد بحدة:
- إنت بتضـ.رب مراتك يا إياد!!
إياد بنبرة مرتفعة:
- عصبتني يا بابا و... وأنا زهقت منها ومن قرفها.
ارتفع نحيب شيماء وقالت:
- كل شويه يقول إن إللي في بطني مش ابنه!!! محدش لمسني غيره والله، هو اللي أقنعني إن كده جواز وأنا صدقته زي الهـ.ـبله... أنا باقيلي شوية وهمـ.وت نفسي عشان أرتاح من معاملته دي!
حضنت شيماء وطبطبت عليها، كنت مشفقه جدًا على إللي هي وصلتله! كلنا بنغلط بإختلاف درجات الغلط.
يعني أنا مثلًا مهملة في صلاتي!!! ونفسي أنتظم بس فيه حاجه بتصدني عنها!
بابا بأمر:
- اخرجي إنتِ يا همسه.
كان نفسي أستنى عشان أعرف هيعملوا إيه مع إياد بس طبعًا خرجت بناءًا على رغبة بابا!
لقيت هيثم واقف قدام المكتب ومجرد ما شافني قرب مني وقال بلهفة أول مرة أشوفها:
- حد زعلك؟!
قلت بغرور:
- لأ... أنا محدش يقدر يزعلني أصلًا.
ضحك وقال:
- أحلى حاجه فيكِ ثقتك بنفسك.
رفعت ذقني لفوق وقلت بابتسامة:
- لأ أنا كل حاجه فيا حلوه.
- ربنا يزيدك تواضع.
ضحكنا، معقوله أخد باله من تواضعي المفرط ده!!
سألت نفسي، أومال فين المعامله الخشنه الناشفة الجافة؟ لأ أنا مش متعوده على كده، الظاهر إن فيه حاجه غلط في الموضوع!
مرت الليلة هاديه من غير أحداث تانية سوى إني طلعت شقتي دخلت أوضتي ونمت...
استغفر الله وأتوب إليه.
★★★★★
مرت الأيام بروتينيه وبدأت الدراسة، كنت منظمة وقتي بين إني أشتغل وأدرس وأنام.
هيثم بقا بيعاملني كويس يعني يبتسملي وأبتسمله يقولي "صباح الخير" أقوله "صباح النور" بس مفيش مره قعدنا نتكلم مع بعض ولا حد فينا حاول يقرب من التاني!
قلدته مرتين وصليت قيام الليل كنت بغير منه لما ألاقيه بيصلي وأنا لأ!
وبعدين رجعت تاني كل صلواتي أصليها بسرعه لأني مشغوله ومضغوطه وساعات مبصليش أصلًا!
لا حول ولا قوة الا بالله.
★★★★
- يلا بس يا ريري والله جايبلك حاجه حلوه هتحبيها!
- سيب إيدي يا مراد مش عايزه منك حاجه.
في غرفة حمام السباحة كانت ريهام واقفة قصاد مراد بملابس السباحه، هي بتحب السباحه من صغرها عشان كده وقت فراغها بتكون هناك.
وطبعًا أنا شايفه ريهام جريئة جدًا عشان تقف كده قدام مراد!!!
قال مراد باستعطاف:
- تعالي بس والله هصالحك.
شدت ذراعها وبعدت عنه فكمل بابتسامة:
- طيب أنا آسف مش هزعقلك تاني.
- كل مره بتتأسف وبترجع تعلي صوتك عليا.
- إنتِ إلي بتعصبيني يا ريهام! يعني فيه واحده تقول لجوزها حبيبها طلقني! مش اتفقنا هنكون أصحاب لحد ما تحبيني زي ما بحبك!
- قول لنفسك! هو فيه صاحب بيطلب من صاحبته إللي إنت طلبته امبارح.
-.طيب قومي نطلع شقتنا ونكمل كلامنا بدل ما حد يشوفنا ولا يسمعنا.
- مش هاجي معاك.
- طيب هقولك حاجه... اعتبريني صاحبك زي ما اتفقنا وتعالي احكيلي جوزك ده مزعلك في إيه وأنا هشدلك ودانه.
كنت واقفه قدام أوضة حمام السباحه، المفروض كنت أمشي لما سمعتهم لكن أعمل إيه في الفضول بقا! ساعدها مراد تلبس المنشفة، وبعدت أنا عن المكان بسرعة عشان محدش يشوفني.
بيعجبني قوي علاقة مراد وريهام على الأقل في طرف بيحاول عشان التاني مش زيي أنا وهيثم مفيش حد فينا بياخد الخطوة الأولى!
سبحان الله وبحمده.
★★★★
تاني يوم في الشركه تحديدًا وقت البريك وإحنا قاعدين على سجادة الصلاة...
- يعني قصدك إن الخمس صلوات رحمه لينا مش عقاب زي ما أنا فاكره.
سجى بابتسامة:
- بصي يا همسه أنا بعتبر نفسي زي الموبايل إلي بيفصل شحن وبيحتاج يريح شويه وهو بيشحن عشان نحافظ على بطاريته، وبعد الشحن تلاقيه بقا بيشتغل أسرع وأفضل. وإحنا بنصلي محتاجين ننسى الدنيا ومشاغلها ونركز على هدفنا الأساسي إللي مخلوقين عشانه وهو عبادة الله، ساعتها بس هنقدر نشحن طاقتنا من جديد!
هزيت راسي باعتراض وقلت:
- لأ لا أنا عمري ما حسيت براحه بعد الصلاة ولا... ولا بقيت أفضل! ولا شحنت طاقتي زي ما بتقولي بالعكس أنا طاقتي بتنفذ!
سجى بمرح:
-.يبقا بتوصلي الشاحن غلط يا فالحه.
- مش فاهمه!!!
خدت شهيق عميق وقالت:
- ما إنت لو حطيتِ الشاحن جنب الموبايل وقعدتِ تلعبي فيه وتقولي دا بيشحن مش هيشحن بالعكس البطاريه هتخلص! متصليش بسرعه يا همسه...
قالت أخر جمله وهي بتبص في عيني وبطبطب على كتفي، ارتبكت وقولت بتلعثم:
-.أ.. أنا ساعات بكون مشغوله فبصلي بسرعه و ..
قاطعتني:
- لو هتصلي بسرعه يبقا متصليش، لأنك مش هتكوني صليتِ وصلاتك مش مقبوله لأنها مش صلاة!
بصيتلها وفكرت شويه صلاتي مش مقبوله! يعني أنا بقالي ١٢ سنه بصلي غلط!! هل ممكن تكون صلاتي مش مقبولة؟ بس أنا بصلي!
قعدت تشرحلي إزاي أصلي صح وإزاي أصلي بسكينة، ونصحتني أحفظ آيتين من القرآن يوميًا وأصلي بيهم واقتنعت إني أعمل كده يمكن أرتاح زي ما بتقول، أنا نفسي أرتاح في الصلاة، كنت عارفه إنها بتشد عليا عشان شيفاني مستـ ـهتره.
قعدنا على المكتب نكمل كلام فقالت سجى:
- احكيلي عنك يا همسه أنا طول الوقت بتكلم وإنتِ بتسمعي لكن معرفش عنك حاجه!
- عشان مبعرفش أتكلم عن نفسي.
- حاولي تتكلمي عايزه أتعرف عليكِ
قولت بمرح:
- أنا اسمي همسه في تانيه كلية فنون جميله وأنا جميله محترمه وحلوه وذكية، وفوق ده كله متواضعة .
ضحكت سجى وقالت:
- وبعد كل ده متواضعه!
ضحكنا وافتكرت ضحكة هيثم لما قالي "ربنا يزيدك تواضع"
كنت لسه هقولها إني متزوجه من هيثم بس قاطعنا دقات الباب وقامت تفتح دخل حسام إلي عرفت مؤخرًا إنه زوجها _طلعت هي كمان بتخفي حاجات_ وتبعه اتنين موظفين بعد ما صلوا الظهر كنت باصه ناحية الباب ولسه هدور وشي رقبتي اتشنجت ومعرفتش أحركها فقعدت أتأوه بخفوت وأنا باصه ناحية الشمال.
مش عارفه أحرك رقبتي كنت أول مره يحصلي كده! قربت سجى مني وقالت بقلق:
- مالك يا همسه ؟
- مش عارفه يا سجي وجع غريب أوي مش عارفه أحرك رقبتي.
- طيب اهدي حركي رقبتك براحه هتلاقيه شد عضلي بيحصلي كتير.
وكل لما أحاول أتحرك أحس بألم، قلت بضحك:
- شكلي مش هشوف اليمين تاني يا سجى.
سجى بضحك:
- ليكِ نفس تهزري وإنتِ في الحالة دي!!
الحمد لله الموظفين الرجاله مكنوش مركزين معانا.
وبما إني باصه ناحية الباب شوفت هيثم وهو معدي وشافني وأنا بتوجع دخل للمكتب بهيبه، وقف قدامنا وسأل:
- فيه إيه؟!
اتكلمت سجى باحترام:
- دا همسه رقبتها متشنجه.
شاور هيثم للموظفون الرجاله وقال:
- معلش يا جماعه أستأذنكوا تخرجوا شويه.
طلعوا من المكتب متعجبين وطبعًا سجى مسابتنيش لوحدي ووقفت جنبي بعد ما استأذنت زوجها! قفل هيثم الباب وبدأ يخلعني الحجاب، فقولت بحده:
- إنت بتعمل إيه.. اوعى ايدك!
وبما إنه بيسمع كلامي إتجاهلني ولا كأني اتكلمت وكمل فك الحجاب، وعشان رقبتي بتوجعني سكتت، سألني:
- إنتِ أول مره يحصلك كده!؟
- أ.. أيوه.
بدأ يدلك رقبتي وهو بيردد "بسم الله"
وسط نظرات سجى وضيقها من تصرفات هيثم إللي نزل من نظرها خالص!
وبعد فترة قال هيثم:
- حركي رقبتك يمين وشمال كده.
حركتها بمرونه، تدليكه جاب نتيجه الحمد لله وقف وقال بأمر:
- إلبسي حجابك وتعاليلي على المكتب عشان نمشي.
خرج وبصيت لسجى إلي واقفه بعيد بتبصلي بذهول، قربت مني وقالت باندفاع:
- حتى لو ابن عمك مينفعش يشوف شعرك ولا يمد إيده عليك كده!!
قولت بتبرير:
- ما أنا عارفه... يا بنتي افهمي هو مش ابن عمي وبس هو كمان يبقا....
قاطعتني وقالت بأعين متسعة:
- أخوكِ في الرضاعه صح؟
كنت محرجه منها جدًا بلعت ريقي وقولت:
- لأ... جوزي.
- جوزك!!!!!!!!
- والله كنت هقولك.. بس... بس مجاش فرصه.
قالت بسخرية:
- لأ والله!!
سجى زعلت مني عشان مقولتلهاش من البداية بس هي طيبه وأنا عرفت أراضيها بسهولة...
رجعت معاه للبيت ومتكلمناش زي العادة.
هيثم ده غريب وغامض مش هيتغير وبرده لسه بخاف منه!!
استغفر الله وأتوب إليه.
★★★★
وفي المساء وقفت قدام المطبخ أسمع الحوار ده....
- يعني إنتِ حامل يا وفاء؟
- أيوه بس متقوليش لحد دلوقتي يا أم مراد.
- مش قايله متقلقيش عقبال همسه وريهام يارب.
- همسه وريهام! تعالي لما أحكيلك عاملين في أزواجهم إيه!!
مش بقولكم الحوارات بتيجي لحد ودني! خالتو وفاء الفتانه جرجرتني في الكلام وقالت إنها مش هتقول لحد أبدًا وحكيتلها بسذاجه عن طبيعة علاقتي مع هيثم! وهي حكيت لماما!! وطبعًا ماما هتحكي لبابا...
يارتني ما قولتلها حاجه دا أنا كمان بغبائي حكيتلها عن مراد وريهام، جماعه أنا ولا طلعت ذكيه ولا نابغه ولا نيله.
كنت لازم أشوف حل للموضوع ده تربصت لخالتو وفاء ولما لقيتها قاعده لوحدها قعدت معاها وقولتلها أد إيه علاقتي أنا وهيثم بقت مثاليه وبقينا نتعامل زي أي زوجين بكل مودة ورحمه وأد إيه أنا بحبه وهو كمان بيحبني، وإني نفسي جدًا أبقى أم وإن شاء الله ربنا يحققلي أمنيتي الشهر ده، سألتني:
- يعني إنتِ بتحبي هيثم؟!
وبابتسامة مصطنعة وصوت ناعم قلت:
-يا خالتو قولي بعشقه، دايبه فيه، دا أنا بحب هيثم أوي، ده جوزي وحبيبي وكل حياتي.
خلصت كذب وببص ورايا مكان ما بتبص خالتو وبتبتسم... لقيت هيثم واقف مبتسم همست لنفسي:
"يا نهار أزرق أكيد سمع كل الكلام ملامحه بتقول كده"
رجعت بصيت لخالتو إلي نظراتها خبيثه وكأنها كانت قاصده تسمعه إلي أنا قولته! قالت متخابثة:
- تعالى يا هيثم كنا لسه بنجيب في سيرتك.
قرب مننا وكان كل خطوه بيقربها قلبي بيدق قصادها عشر دقات ومتسألونيش إزاي!!!
❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺
