رواية بين نبضتين بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة قصر الثقافه

رواية بين نبضتين بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة قصر الثقافه
روائي موهوب

 رواية بين نبضتين بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة قصر الثقافه 





رواية بين نبضتين بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة قصر الثقافه 


‎(في الاستقبال.. صوت عالي)

‎آدم (متنرفز وماسك صدره): اااه.قلتلكوا.  مليون مرة.. أنا مش محتاج دكاترة.. سيبوني أمشي! انتو هتعرفو مصلحتي اكتر مني... اانت عارفين اني اتاخرت على اجتماع اد ايه..

‎الممرضة.: حضرتك ملناش دعوة موظفينك اللى جابو حضرتك بسياره الاسعاف ومينفعش تطلع من غير يشوفك الدكتورة، لو مشيت دلوقتي هتعرض حياتك للخطر.

‎آدم (بصعوبة): دكتورة!!! انتي قولتي دكتورة؟! يبقى أموت أرحم من إني آخد أوامر من ست. ولا اسيبها تتحكم فيا وفى حياتي.. 

‎(باب بيتفتح، ليلى داخلة بخطوات سريعة، ملامحها هادية بس جامدة، صوتها بارد)

‎ليلى: هو دا المريض اللى جه فى الاسعاف؟ شخصتي الحالة ولا لسه؟! 

‎الممرضة: أيوه دكتورة، ده رجل الأعمال الكبير آدم الصفدي. 

‎آدم (بص لها بنظرة حادة): اطلعي برا... انا مش محتاجك.. هاتوا دكتور راجل يكشف عليا وطلعوها برا سامعين والا هقفلكم المستشفى دي 

‎ليلى (بمهنيه وصرامه): من سوء حظك أنا اللي موجودة.. وحالتك دقيقة. دلوقتي هنفحص ونبتدي علاج.

‎آدم (ساخر): واضح إنك مش بتسمعي الكلام؟ قولتلك اطلعي برا وملكيش دعوة بحالتي والاعيبكم دي انا عارفها كويس.. 

‎ليلى (بهدوء): أنا مش هنا عشان أسمع كلامك..ولا علشان اعمل الاعيب.... أنا هنا عشان أرجع قلبك يشتغل. وسبق وقولتلك من سوء حظك مفيش غيري.. 

‎آدم (متألم لكنه مصر): أنا ما بثقش في ستات.. فاهمة؟ بتعملوا حاجه ونيتكم وجواكم حاجه تانيه مفكره انا كدا هلين واسمحلك تعملي اللى انتي عايزاها وتتحكمي وتتامري على كيفك تبقى لسه مش عارفه مين هو ادم الصفدي

‎ليلى: كويس.. أنا مش طالبة ثقتك. أنا طالبة تسيبني أعمل شغلي.... وصدقني مش مهتمه اعرف انت مين ولا تقدر تعمل ايه.... انت هنا مريض زي اي مريض عندي وخلاص


‎(بتقرب منه وتمسك جهاز رسم القلب، بتتكلم وهي مركزة في الشاشة)


‎ليلى: النبض مش مظبوط.. الضغط نازل.. محتاج حقنة حالا.... وبعدها راحه لفترة قصيرة ونرجع نشوف استقرار الحاله.. 


‎آدم (ينظر لها بنظرة تحدي):"

إنتي بتتعامليني كدا ليه؟ جهاز قدامك وخلاص؟ مش من حقي اعرف الحقنه دي ايه وحالتي تشخيصها ايه واوافق على العلاج ولا لا..... كلكم واحد بتتحكمو وتصدروا اوامر وبس 


‎ليلى: حضرتك مريض وفي خطر. ولو فضلت   تضيع وقت بالكلام ده ممكن ما تلحقش ترجع اجتماع اللى كنت بتتكلم عليه ولا هيبقى عندك وقت تقلل من شان الستات تاني وتزيد فى تهجماتك دي 


‎(بتدي الحقنة للممرضة وهي تجهزها)


‎آدم (بتنهيدة فيها سخرية): أول مرة

 أشوف ست ما عندهاش أي انفعال.. لا خوف، لا توتر.. ولا حتى ابتسامة. في العاده بشوف حاجات تانيه خالص وخصوصا فى حضوري 


‎ليلى: مظبوط. ماعنديش وقت للحاجات دي.لاني هنا دكتورة وانت مريض ومفيش حاجه اكتر من كدا 


‎آدم (يحاول يستفزها): أصل الستات عادة بيتلذذوا يوروا ضعفهم.. إلا إنتي. شكلك مش عادية.... ولا مش من ضمن جنس الستات؟! 


‎ليلى (بحزم): أنا دكتورة بشرف على علاجك.. مش ست قدامك.عايزه تتود ولا تهمها فى اي حاجه غير انك تكمل شفاك وتتفضل برا المستشفى.. 

‎(الممرضة تدي الحقنة، المؤشرات تتحسن شوية)


‎آدم (يبص لها وهو بيسترد نفسه): عينك غريبة.. 


‎ليلى: تمام كدا عايز فحص إضافي بعد ما ترتاح شوية.


‎آدم: مش قصدي كده. عينك فيها حاجة.. مطفية. كأنك مش عايشة هنا.... ولا دي لعبه وخدعه جديده لجاتو ليها... 


‎ليلى (ترفع عينيها فيه بثبات): مليش دعوة بتحاليلك النفسية.. شغلتي القلب بس.


‎آدم (يبتسم ابتسامة مائلة): أيوه، قلب.. بس شكلك ناسيه من زمان قلبك انتى وبتهتمي بقلوب غيرك.. 


‎ليلى (تقطع الكلام بسرعة): كفاية كلام.. لازم ترتاح.

‎(آدم يضحك بخفة، رغم تعبه، ويستند عالسرير)


‎آدم: ما توقعتش يوم ألاقي ست توقف قدامي كده من غير ما تتلخبط.. ولا حتى تترعش.


‎ليلى: هتلاقي كتير.. بس يمكن عمرك ما ركزت.


‎آدم: لا.. ركزت. إنتي مختلفة.


‎ليلى (بصوت هادي وهي بتكتب الملاحظات): المهم تلتزم بالعلاج. أنا مش موجودة عشان أكون مختلفة.

‎(آدم يفضل يراقبها بعينيه، يحاول يقرأها.. وهي متعمدة ما تبصش فيه)


‎آدم: واضح إنك بتستخبي ورا البرود ده.. بس عنيه بتفضحك.


‎ليلى (بتقف وتبص في ساعتها): خلصنا. الممرضة هتتابعك.


‎آدم (بابتسامة ساخرة): بتجري؟ وبتهربي ليه؟ 


‎ليلى: انا لا بجري ولا بهرب.... بس بشتغل ومع الاسف حضرتك مش الحاله الوحيده اللى عندي غير انى مش بتكلم فى احاديث جانبيه مع المرضي وخاصة اللى زي حضرتك


‎(تخرج وهي ثابتة، تسيبه محتار، مبتسم بنص فم رغم وجعه)

‎(بعد فترة آدم في أوضة الرعاية، متوصل بالأجهزة.. لسه تعبان بس عنده طاقة كلام. ليلى داخلة ومعاها ملف وتقارير)

‎آدم (برفع حاجبه وهو شايفها):

‎إيه ده؟ بنفسك جاية؟ افتكرتي تسيبيني مع الممرضات.

‎ليلى (بنبرة ثابتة):

‎أنا براجع حالتك. جهاز القلب سجل لسه مش مظبوط.... محتاج تقعد فترة تحت الملاحظه اكتر 

‎آدم (ساخر):

‎جهازك ده بيفضحني أكتر من الصحافة.

‎ليلى (تكتب في الملف من غير ما ترفع عينيها):

‎الصحافة مش بتوقف قلبك. الجهاز ده ممكن ينقذك.


‎آدم (مستند على المخدة، يحاول يراقبها) . بتكلمي كإني مجرد ملف. مش بني آدم... انتى بتتعملي مع الكل كدا ولا انا ليا معامله خاصه.... 

‎ليلى (تسند القلم عالملف وتبصله بسرعة):

‎لو كنت هتعامل بعواطف، مكنتش بقيت دكتورة قلب. أنا شغلي أنقذك، مش أتعامل معاك كصديق.

‎آدم (يضيق عينه:

‎يعني مفيش رجالة في حياتك؟ كله شغل وبس؟

‎ليلى (بنبرة حادة):

‎ده مش موضوعك.... ومسمحلكش تتعدى حدودك تاني معايا مفهوم؟! 

‎آدم (بضحكة صغيرة):

‎موضوعي، ما هو أنا قاعد هنا ومحتاج أضيع وقت. قوليلي.. ليه عينك مطفية كده؟

‎ليلى (تشيح بوجهها ناحية الشاشة):

‎ركز على قلبك.. مش على عيني.

‎آدم (يميل لقدام شوية رغم تعبه):

‎القلب والعين مربوطين. العين ساعات بتكشف اللي القلب مداريه. وإنتي.. واضح قلبك مطفي من قبلي بكتير.

‎ليلى (تسكت ثواني، بعدين ترد ببرود):

‎إنت بتحب تلعب بالكلام. بس في الآخر أنا مش لعبة.

‎آدم (يتنهد:

‎وأنا مش متعود حد يرد عليا بالشكل ده. كل الناس.. يا إما بتتملقني.. يا إما بتخاف مني. إنتي ولا دي ولا دي.

‎ليلى (تدون ملاحظات):

‎لأني ما بهمنيش مين حضرتك بره. جوا المستشفى كلنا سوا مريض وطبيب.

‎آدم (بابتسامة فيها شوية سخرية وشوية فضول):

‎طيب.. لو فرضنا إنك مش طبيبة دلوقتي. هتبقي إيه؟ ست عادية؟ ولا برضه مطفية كده؟

‎ليلى (ترد بسرعة من غير تفكير):

‎أنا اخترت أكون طبيبة عشان أهرب من فكرة إني ست عادية.

‎(آدم يلمح ارتباك بسيط في ملامحها، يلاحظ، بس ما يكشفش نفسه)

‎آدم (بهدوء غريب):

‎الهروب مش دايم. في الآخر بييجي وقت وتضطري تبصي جوا قلبك.

‎ليلى (تشد الملف وتقوم):

‎مش هنتناقش في الفلسفة دلوقتي. عندك متابعة بعد ساعة.

‎آدم (يضحك بخفة، رغم الألم):

‎أهو لقيت فيكي حاجة.. مش طبيبة بس. فيكي لغز. وأنا بحب أحل الألغاز.

‎ليلى (تتمالك نفسها وترد بجفاء):

‎إنت مش داخل لغز.. إنت داخل أزمة قلبية. خلي بالك من الأولويات.

‎(تخرج من الأوضة بسرعة. آدم يفضل متسمر مكانه، يضحك نص ضحكة ويقول لنفسه وهو شايف الباب):

‎بردة.. بس النار مستخبية جواها. واللعبة لسه ما ابتدتش.


البارت 2

(بعد فترة في الأوضة.. آدم قاعد على السرير، شايل إزازة الميه ومبيشربش. ليلى داخلة ماسكة جهاز تابلت وتشيك على الأجهزة)


آدم (بابتسامة جانبية):

اتأخرتي. كنت فاكر إنك نسياني.... او هتخلي الممرضه هى اللى تيجي زى ماقولتي.. 


ليلى (وهي بتفحص الجهاز):

انا مش مضطرة اقولك كل شويه ان أنا عندي أكتر من مريض. مش إنت بس.


آدم (ساخر):

كتير ايوا بس أنا الأشهر. المفروض آخد معاملة VIP..... تعرفي انى بحركه منى اشتري المستشفى دى وباللى فيها... 


ليلى (بحزم):

للاسف القلب ما بيفرقش بين مشهور وغلبان.... اللاتنين بيتعبوا وبيجو مكان واحد المستشفى بغض النظر المستشفى باسم مين... زى ما جيت انت كدا... 


آدم (يميل لقدام شوية):

هو إنتي ما بتعرفيش تضحكي؟ ولا بتعرفي حاجه اسمها هزار وكدا؟! 


ليلى (ترفع عينيها وتبصله باستغراب):

هو إيه موضوعك معايا بالظبط؟ علاج ولا مقابلة شخصية؟ انت محتاج تفهم وتبرمج عقلك على انك مريض هنا مش اكتر مش من حقلك تعدى حدودك وتدخل فى حاجات متخصكش..... 


آدم (مستند وبيضحك بخفة):

تصدقي فكره.... مقابلة شخصية أحلى. أصل كل مرة تيجي، بتسيبيني أكتر فضول. عايز أعرف.. إيه اللي مطفيكي كده.... ومتحاوليش تهربي ولا تلجائي للاسلوب العدائي عليا علشان تداري الحقيقه انتى عارفه كويس اوى انى كلامي صح وحقيقي.... 


ليلى (تسكت لحظة وبعدين ترد ببرود):

لا مش صح ولا حقيقي بس الظاهر انك فاضي ومش متعود على كدا.... وبعدين انا مش مطفية دي طبيعتي.


آدم (يهز راسه):

لأ. الطبع مش بيخلي العين تبقى زي لمبة محروقة. ده بييجي من وجع.


ليلى (ترجع تكتب ملاحظات):

إنت بتحب تتكلم كتير.


آدم (بنغمة شبه جدية):

علشان الكلام ساعات بيخليني أعيش. غير كده.. السكوت بيموتني.


ليلى (تبصله بسرعة، بعدين تبعد):

أنا دكتورة قلب. مش معالجة نفسية.


آدم (مستفز شوية):

طيب.. آخر مرة حسيتي قلبك دق بجد إمتى؟


ليلى (تضيق عينيها):

السؤال ده غير مهني.... واظن اجابته مش هتاثر لا فى تشخيصك ولا فى علاجك.. 


آدم (يضحك):

طب خلينا نقول.. سؤال إنساني.... واللى اعرفه عن الدكاترة انهم بيحترموا الانسانيه اوى وانها من مبدائهم المقدسة... 


ليلى (بتحاول تقفل الحوار):

أنا مش بدخل حياتي الشخصية هنا... 


آدم (بلهجة متحدية):

بس دخلتي حياتي أنا.. وأنا دلوقتي جزء من يومك. غصب عنك.


ليلى (تتنفس بعمق، وتقول بهدوء):

شغلي بيخليني أقابل ناس كتير. ما بفتكرش حد منهم بعد ما يخرج.


آدم (يضحك بسخرية):

يعني ناوية تمسحيني زيهم؟


ليلى:

أنا بعالج القلوب.. مش بجمعها.


(آدم يسكت لحظة، يبص لها بنظرة طويلة)


آدم (بصوت أخف):

بس واضح قلبك إنتي اللي محتاج يتعالج.


ليلى (تقطع الحوار بسرعة):

خلصنا متابعة. ارتاح دلوقتي.


آدم (وهو شايفها خارجة):

هتفضلي تهربي.. وأنا هافضل ألاحقك بالسؤال.


(ليلى تخرج بسرعة، لكن على وشها لأول مرة في لمحة ارتباك. آدم يبتسم نص ابتسامة ويهمس لنفسه):

الطلقة جت في مكانها. 


(تاني يوم... الأوضة.. آدم قاعد على السرير، الممرضة بتجهز له المحلول. ليلى داخلة بهدوء ومعاها ملف جديد)


آدم (يبص للممرضة وهو بيضحك):

لو سمحتي، قولي للدكتورة تبطل تكلمني زي الروبوت. نفسي أسمع منها كلمة آدم، مش (المريض).


ليلى (تتجاهل كلامه وتبص عالملف):

تحاليلك كويسة.. بس محتاج تلتزم بالأدوية وتخفف التوتر.


آدم (ساخر):

يعني أسمع كلامك وأبطل عصبية؟ طب ده ضد طبيعتي.


ليلى (من غير ما ترفع عينها):

يبقى ضد صحتك كمان.


آدم (بصوت مسرحي):

الله.. إيه الحنية دي؟ أنا حاسس كأني في حضن أمي.


(الممرضة تضحك غصب عنها. ليلى تديها نظرة صارمة فتسكت)


ليلى:

أنا جادة. العصبية ممكن تقتلك.


آدم (يميل لقدام، عينه مركزه فيها):

طب وإنتي؟ إيه اللي ممكن يقتلك؟


ليلى (ترفع عينيها وتبصله بجمود):

أنا مش موضوع للنقاش.


آدم (بضحكة صغيرة):

أنا عارف.. إنتي موضوع مقفول. بس برضه.. عندي وقت كتير أفتح الأقفال.... وزي ماقولتي قبل كدا انا فاضي ودا نادرا ما بيحصل ف عندي وقت كتير افك شفراتك وافتح اقفالك..... 


ليلى (تحاول تغير الموضوع):

هنعمل متابعة ECG كمان شوية..... الممرضه هتجهزك ليها.. 


آدم (يعمل نفسه متألم فجأة):

آآه.. قلبي! صدري مش قادر اخد نفس!! 


ليلى (تتجمد للحظة وتتحرك بسرعة ناحيته):

إيه في إيه؟ ألم جديد؟ براحه... خد نفس 

فين الوجع؟! اشر بعينك لما اوصل لمكان الوجع.... 


(آدم يضحك بخفة):

لأ.. ده ألم من إنك ما ضحكتيش ولا مرة... حرام عليكي متعرفيش ان كسر الخاطر بيوجع القلب زي العصبيه بالظبط... 


ليلى (تتنهد وتبص بعيد):

إنت طفل كبير.... واخرتها انى هتنازل عن حالتك لدكتور تاني يتابع معاك علشان مش فاضيه للعب العيال دا..... ويبقى نحقق طلبك اللى طلبته اول مادخلت... هنجبلك دكتور راجل يتابع حالتك.. 


آدم (مبسوط):

آدي أول كلمة شبه اعتراف. يعني شايفة فيا حاجة غير المريض..... ومين قالك انى عايز حد تاني يتابع حالتي غيرك..... 


ليلى (بجفاء):

شايفة فيك إنك بتضيع وقتي.... وبتحب تلعب وللاسف دا مكانه الملاهي مش مستشفى. 


آدم (يبتسم بنص فم):

بس وقتك أغلى من دهب. وأنا بحب أضيعه... ولو عايزة تعويض مستعد.... 


(ليلى تحاول تمسك نفسها، تكمل كتابة الملاحظات. بس في لحظة، وهي خارجة، وشها يتحرك بحركة شبه ابتسامة، حاجة صغيرة جدا. آدم يلقطها فورا)


آدم (يرفع صوته وراها):

ههه! شفتك! كنتي بتضحكي! أنا كسبت الجولة دي..... ولسه باقي الجولات... استعدي!! 


(ليلى توقف لحظة عند الباب، تاخد نفس، ترد من غير ما تبصله):

إنت مريض صعب... دي الحاجه الوحيدة اللى ممكن اعترف بيها النهاردة. 


آدم (مبسوط أكتر):

شكرا مش اول مره اسمع كدا عن نفسي وعارف دا كويس علشان كدا انا فى مكانتي ومركزي دا.... بس أنتي دكتورة أصعب.


(هي تخرج. آدم يسيب راسه عالوسادة، عينيه فيها لمعة لأول مرة من زمان، ويهمس):

البرود دا مش هيطول... انتي خلاص بقيتي تسليتي يا دكتورة ليلى... 


(بالليل الأوضة هادية، الأجهزة بتصدر أصوات منتظمة. ليلى داخلة وواقفه بجدية كالعادة، آدم مستند بنصف ابتسامة وكأنه مستنيها.)


آدم:

جيتي في معادك بالدقيقة. ما شاء الله، بتعاملي معايا كإني اجتماع مجلس إدارة.


ليلى (تشيك الجهاز):

مواعيد المتابعة مهمة. إهمال دقيقة ممكن يضيع حياة انسان. 


آدم (ساخر):

إنتي أكتر ست قابلتها في حياتي ما بتعرفش تهزر. حتى السكرتيرة بتاعتي أظرف منك.


ليلى (بهدوء):

أنا مش جاي أكون ظريفة. أنا جاي أحافظ على قلبك.ووقتها تقدر تطلع وترجع لظرافه السكرتيرة براحتك... 


آدم (يتنهد، وبعدين يقول بصوت شبه جاد):

عارفة؟ قلبي ده عمري ما حسيت إنه محتاج حد. لا دكاترة، ولا حب، ولا حتى أصحاب.طول عمرنا عايشين لوحدنا انا وهو وكنا مرتاحين اووي.... بس حتى هو خاني 


ليلى (ترفع عينيها بسرعة):

كل قلب بيحتاج حاجه معينه وقلبك مخنش القلوب مستحيل تخون.... هو بس بينبهك وبيديك انذار 


آدم (مبتسم بخبث):

إنتي أول مرة تعترفي بحاجة خارج (البروتوكول)... ودكتورة ومريض وكل دا. 


ليلى (تحاول تسيطر على كلامها):

ده علم. مفيش بني آدم يقدر يعيش من غير ارتباط أو سند....يعنى معلومه علميه وفى حدود اختصاصي.. 


آدم (مستند على المخدة):

لا في أنا عشت. كل الناس حواليا كانت يا بتستغلني.. يا بتخوني.. يا بتحاول تاخد مني حاجة. فتعلمت إن السند الوحيد هو نفسي.


ليلى (تسكت ثواني، وبعدين تقول):

الاعتماد على النفس قوة. بس العزلة مش قوة.... دى هروب. 


آدم (ينظر لها نظرة طويلة):

العزلة أأمن. على الأقل مفيش حد يطعنني في ضهري وأنا نايم... وبعدين انا بهرب فى عزلتي وانتى بتهربي فى الشغل.... 


ليلى (ببرود مهني):

الأمان مش دايم. حتى القلب القوي ممكن يقع فجأة.. زي ما حصل معاك.... وكذا مره اقولك انى بحب اشوف شغلي ومهتمه بيه جدا مش هروب.. 


(آدم يضحك بخفة، يعجب بجوابها)


آدم:

إنتي عندك ردود مش سهلة. حسيت إني قاعد في مناظرة مش عند دكتورة. انتى مش حاسه انك اخدتي الموضوع شخصي يا دكتورة... 


ليلى:

يمكن لأنك بتحاول تجرني لكلام شخصي. وأنا بقاوم.... وانت مصمم تدخل فى شئوني الخاصه وتتعدى حدودك.... 


آدم (بهدوء وهو يراقبها):

بس إنتي سمعتي. وده كفاية بالنسبة لي دلوقتي.... دى تانى جوله اكسبها... حاسس بتغيير جاى بالطريق. 


ليلى (تحاول تقفل الحوار):

خلاص. الممرضة هتيجي بعد شوية تغير المحلول. إرتاح.


آدم (قبل ما تخرج):

أنا قلتلك قبل كده.. فيكي حاجة مطفية. والنهارده، للحظة صغيرة، حسيت إن النور شوي في عينيكي.... متاكدة ان الممرضه هى اللى هتجيلي مش انتى اللى هتيجي معاها؟! 


(ليلى توقف لحظة، ما تردش، وبعدين تمشي. آدم كان واقف عند الشباك، ماسك سيجارة مش قادر يولعها، عينيه تايهة في الشارع.


ليلى (بهدوء رسمي):

اه نسيت اخد ملف....يالهوي..... أستاذ آدم، أنا بكرر للمرة التانية… التدخين بعد الأزمة دي خطر جدا على قلبك. حتى لو سيجارة واحدة، هتضعف عضلة القلب اللي لسه بتتعافى..... مش معقوله كل اللى بنعمله انتى هتبوظه بحركه زي دي... 


آدم (بابتسامة متهكمة):

كل حاجة في حياتي ضعفت… إلا إني عايز أولع السيجارة دي..... متقلقيش قلبي قوى. ياما مر عليه.... 


ليلى (نبرتها صارمة):

وأنا هنا مش بتكلم عن رغباتك… بتكلم عن حياتك. لو كررت ده، هتلاقي نفسك على سرير العمليات قبل ما تفكر حتى ولا تقدر تستوعب.... 


آدم لف ناحيتها فجأة، صوته متغير فيه حاجة من الحدة:

هو أنتي دايما جدية بالشكل ده؟ ولا هو أنا اللي مش مستاهل حتى كلمة خارج كتاب التعليمات بتاعك؟ ولا هتهربي من السؤال زى كل مرة... 


ليلى (ببرود مهني، بتحاول تخفي أي ارتباك):

يا استاذ ادم انت اللى محتاج تفهم انى مش بهرب بس أنا دوري إني أحافظ على حياتك… مش أقدملك كلام تسلية. وأي كلمة هتسمعها مني هتكون في إطار الطب والعلاج.


فجأة، رن موبايل آدم.

بص للشاشة… ووشه اتغير، اتسحب لونه بالكامل. إيده اترعشت.


ليلى (بنبرة ثابتة رغم فضولها):

هو في ايه؟ طب اهدى معلش،ايا كان اللى حصل واللى شفته  أوعى تنفعل دلوقتي. الضغط ممنوع يرتفع، خاصة في وضعك الحالي.


لكنها لمحت الاسم على الشاشة: "هي".

ولأول مرة، آدم ما قدرش يخفي ارتباكه… صوته كان واطي جدا وهو بيكلم نفسه:

المفروض الرقم ده مات من زمان…


البارت 3


في أوضة الاستراحة بتاعة الأطباء.

الهدوء مايل، مفيش غير صوت تكتكة ساعة الحيط.

د. ليلى قاعدة على الكرسي، لابسة البالطو الأبيض، بس حاسة تقيل فوق كتافها.


ليلى (تفكر بصوت واطي):

 إيه اللي بيحصللي؟ أنا ليه كل مرة بدخل أوضته، ببقى متحفزة كأني داخلة حرب؟

ليه عيناه بتفضل تلاحقني بالطريقة دي؟

أنا المفروض أبقى هادية، متوازنة، أتعامل معاه كمريض.. مريض وبس.


تاخد نفس طويل وتخبط بأطراف صوابعها على المكتب.

ليلى:

 أنا عشت سنين بقول لنفسي إن الشغل هو حياتي، هو الملجأ الوحيد من كل حاجة كسرتني.. من غيابه، من الفراغ اللي سببه موته..

بس دلوقتي، الراجل ده، حضوره تقيل.. كلماته مستفزة، وسخريته جارحة.. ومع ذلك، في لحظة، بحس إن جواها حاجة أعمق.

هو مش بيبان عليه إنه بيتألم.. بس أنا بشوفه.

العين متكدبش.


تمد إيدها على النضارة اللي حاطاها قدامها وتلبسها، كأنها عايزة تخبي أي لمعة أو ارتباك ممكن يبان.


في نفس الوقت، في أوضته.

آدم قاعد على السرير، مسنود نص سنده.

الملف الطبي مفتوح قدامه بس هو مش مركز فيه.

باصص في الفراغ، ماسك في إيده موبايله وبيلف فيه من غير ما يفتح حاجة.


آدم (بيكلم نفسه):

 غريبة البنت دي.. قصدي الدكتورة.

كل اللي عرفته في حياتي من الستات إنهم بيدوروا على المصلحة، على اللي يزود رصيدهم.

لكن دي؟ لأ.. مختلفة.

كلامها جاف، تعاملها حاد، عينيها مطفية..

بس لما وقفت فوق راسي في الطوارئ.. حسيت بحاجة. كأنها فاهمة الوجع من غير ما أشرح.

مع إني ماقولتش حاجة.


يرمي الموبايل على السرير ويتنهد.


آدم:

 أنا متعود أخبي.. محدش يستاهل يعرف أنا مين ولا جوة قلبي إيه.

لكن ليه عينيها دي بتسألني كل مرة: "إنت بتخبي إيه يا آدم؟"

هي مش بتسأل بصوتها، بس نظرتها بتعمل كدا.

وأنا.. أنا اللي مش عارف أرد.


يقوم من السرير ببطء، يروح يقف عند المراية.

يبص على نفسه: البدلة مش موجودة، شكله أقل من رجل الأعمال المتماسك اللي الناس عارفاه.

يشوف الخطوط اللي حوالين عينه، التعب.


آدم (بصوت خافت):

 يمكن عشان شايف فيها نفس الكسر اللي جوايا؟

يمكن.. عشان لما تبصلي، بحس إنها بتشوفني.. مش واجهتي، مش اسمي، مش الفلوس.

بتشوفني أنا.


يسكت لحظة، يضحك ضحكة صغيرة ساخرة.

آدم:

 وأنا من إمتى بستنى حد يشوفني؟


ليلى واقفة قدام شباك الأوضة، بصة على نور المستشفى تحس فجأة إن نفسها يخرج من الدايرة اللي بينهم: هو المريض وهي الدكتورة.

بس ترجع تهز راسها.


ليلى (تفكر):

 لأ.. لازم أفتكر دايما: هو مريض وأنا دكتورته.

حدود.. لازم في حدود.

أنا مش مستعدة أكرر أي وجع تاني.

أنا كويسة كدا.. أو على الأقل مقنعة نفسي إني كويسة.


تشد بلوزتها تحت البالطو، تقفل الملف الطبي وتقوم.

ليلى (بحزم لنفسها):

 الشغل وبس. أي حاجة تانية مش هسمح بيها.


آدم في أوضته، يرجع يتسند على السرير.

يفكر في اللي حصل النهارده: مناقشته معاها، ردودها الباردة، وبرغم كدا، ارتباك لحظة لما عينه جت في عينها.


آدم (بهمس):

 يمكن هي مش عارفة، بس هي دخلت دايرة حياتي.

وأنا.. عمري ما حبيت أدخل حد فيها تاني.


يقفل عينه، بس ذهنه مش راضي يهدأ.


ليلى قررت تطلع تشوف أحواله قبل ما تمشي، مجرد مرور عادي كأي طبيبة.

بتفتح باب أوضته بخطوات ثابتة، الملف في إيدها، وعينيها متجنبة تبص فيه مباشرة.


ليلى (ببرود مهني):

 إزيك يا أستاذ آدم؟ عندك أي آلام في الصدر دلوقتي؟ حالتك ايه اخبارها؟! 


آدم يرفع نظره لها، ملامحه فيها تعب بس وراه ابتسامة صغيرة ماكرة.


آدم:

 آلام؟ آه.. موجودة.بس مش في الصدر. والحاله غير مستقره. 


تتجمد لحظة، تبصله باستغراب.


ليلى:

 قصدك إيه؟

(تفتح الملف وتكتب حاجة علشان تهرب من نظرته)

 لو في وجع في أي مكان لازم تقول.علشان نقدر نساعدك ونسيطر على الوضع... 


آدم يضحك ضحكة قصيرة.

آدم:

 مش هتعرفي تكتبيله علاج.الوجع ده.. ملوش دواء. او بالاخص ملهوش دوا فى الطب اللى تعلمتيه.... 


ترفع عينيها ليه بسرعة، تحاول تتحكم في نبرتها:


ليلى:

 أنا هنا أعالج قلبك.. من الناحية الطبية بس...أي حاجة تانية مش تخصني.


آدم يقرب بجسمه لقدام شوية، صوته أوطى بس نبرته جدية:


آدم:

 مين قال إنك مش شايفة او مش تخصك؟

أنا متأكد إنك شايفة أكتر من اللي بتقوليه.

وعشان كدا.. مش قادرة تبصيلي وبتتهربي بتسجيل ملاحظاتك.


ليلى تحس كأن نفسها اتقطع لحظة، لكنها بسرعة ترجع تماسكها.


ليلى (بحزم):

 أنا ببص على اللي يخص شغلي.وبعدين.. أنت محتاج ترتاح. أي كلام زيادة مش في مصلحتك.


تلف و تخرج.


آدم يناديها بهدوء، بس صوته غريب، فيه نبرة مش متعودة تسمعها منه:


آدم:

 هو مين اللي كسر قلبك جواكي .. خلاكي تبني الجدار ده؟


توقف، وظهرها ليه، إيدها على الباب.

قلبها بيدق بسرعة، كأن الكلمة لمست جرح لسه بيوجع.

تاخد نفس عميق، وترد بنبرة متماسكة:


ليلى:

 أنا مش موضوع مناقشة.... واتمنى تقتنع بالجمله دي اريح ليك وليا ومفيد كمان لصحتك قولتلك الكلام زياده غلط عليك

تصبح على خير يا أستاذ آدم.


وتخرج، الباب يتقفل وراها بهدوء.


آدم يفضل ساكت، عينه على الباب.

يمد إيده يلمس صدره بخفة.


آدم (بهمس):

كل الكلام ممكن يكون يضرني الا الكلام دا... أنا مش غلطان.. الكسرة دي أنا شايفها.حتى لو هي مش عايزة تعترف. بس انا اللى هيجنني مين السبب الكسرة دي؟! 


(أوضة آدم – الصبح)

الشمس داخلة من الشباك، والممرضة واقفة تجهز الأدوية.

آدم قاعد على السرير، باين عليه زهق واضح.


آدم (بضجر):

 أنا مش ناقص حبس انفرادي.. طول الليل والنهار بين إبرة وحباية.

(يبص للممرضة)

 فين الدكتورة بتاعتكم؟


الممرضة:

 هتيجي بعد شوية تكشف.وتمر على حضرتك وقت المتابعه... 


(باب الأوضة بيتفتح، ليلى داخلة بخطواتها الهادية، لابسة بالطو أبيض، إيدها شايلة الملف.)


آدم (ساخر):

 أهو جه المدعي العام..... اهلا بسيادة الباشا.. 


ليلى (من غير ما ترفع عينها):

 صباح الخير.

(بتقرب من السرير وهي تقلب في الملف)

 الضغط اتقاس؟


الممرضة:

 آه يا دكتورة، ١٢٠/٨٠.


ليلى:

 كويس.حالتك بدات تستقر وتتحسن.. 


آدم (يتنحنح متعمد):

 مش هتقوليلي صباح الخير؟ ولا مش من حق المريض ان الدكتور يقوله صباح الخير فى المستشفى دي... 


ليلى (ببرود):

لا مفيش قانون يمنع كدا.....بس انا قلتها. يمكن حضرتك ما سمعتش.


آدم (يميل لقدام بابتسامة صغيرة):

 لا سمعت.. بس كان شكلها تحية لواحد تاني مش أنا.


(ليلى ترفع عينيها له لحظة، بعدين ترجع تبص في الورق)


ليلى:

 إزيك النهارده؟ في أي ألم؟


آدم:

 الألم كالعادة.. موجود... بس زي ماقولتلك مش هتلاقي ليه علاج فى الطب بتاعك ولا فى الملف اللى بتهربي فيه... 


ليلى (بجفاء):

وانا أقصد ألم في الصدر.... وقولتلك اي حاجه تانيه متخصنيش وللمره الالف يا ادم باشا انا مش بهرب انا بشوف شغلي... 


آدم (بضحكة صغيرة):

 آه.. رجعنا للمهنية. حاضر، في وجع خفيف.


ليلى:

هنعمل رسم قلب بعد شوية... ونطمن 


(الممرضة بتاخد إذن وتخرج. يتبقى آدم وليلى لوحدهم.)


آدم:

 هو إنتي عمرك ما زهقتي من الجدية دي؟

يعني مفيش لحظة كده تبيني إنك بني آدمه عادية؟


ليلى:

 أنا بشتغل. والمفروض حضرتك كمان تساعدني مش تعطلني..... وبعدين مش حضرتك وراك شغل بردو وعايز ترجعله.... 


آدم:

 بس إنتي مش فاهمة إن سكوتك ده بيخلي الواحد عايز يجرك للكلام غصب؟ وترجعي انتى تزعلي وتهربي زي كل مرة.... وبعدين مين قالك انى مش بشتغل دلوقتي.. 


ليلى (تشد نفس):

 وأنا مش فاهمة إنت مصر ليه تحول كل كشف لحوار جدال؟ ونعيد نفس الكلام وتسمع نفس الردود اللى بتقول عليها بارده ومهنيه تاني.... 


آدم (بهدوء غريب):

 يمكن علشان.. وجودك بيخليني أنسى أنا فين.... وبحس ان وجعي اخف وبتنفس احسن من اى وقت تاني.... 


(ليلى تسيب الملف على الترابيزة وتقرب منه عشان تسمع القلب بالسماعة. بتحاول تبقى مركزة، بس عينه معلقة بيها.)


آدم:

 إنتي عارفة إنك أول ست أبص في وشها من سنين وما حستش إني متراقب أو يتلعب بيا؟


ليلى (تسحب السماعة بسرعة):

كفاية كلام. النبض متذبذب. محتاج تلتزم بالعلاج وتخف التوتر.... وترتاح وتخف تفكير وعصبيه... 


آدم (ساخر):

 يعني ممنوع أتكلم؟ وممنوع اهزر وممنوع اسال عن حاجه؟ هو انا مريض فى مستشفى ولا مسجون فى حبس انفرادي؟! 


ليلى:

لا انا مقولتش كدا.... مسموح بالكلام والهزار.. بس مش معايا.


(تلف وتكتب ملاحظاتها، تحاول تهرب من نظرته.)


آدم:

 هتفضلي كده لحد إمتى؟شايلة صورك جوه ورا قفل كبير؟ وتهربي فى كل مره 


(ليلى تتوقف لحظة، إيدها ترتعش خفيف بس تلحق تمسك نفسها.)


ليلى:

 خليني أفكرك.. أنا دكتورة قلب، مش موضوع فضفضة.... ولا دكتور نفسيه تحكي معاها... لو عايز نقدر نوفرلك دكتور نفسيه ليك


آدم (بابتسامة):

 بس أنا حاسس إنك محتاجة الفضفضة أكتر مني.... انا اللى بساعدك مش انتى اللى هتوفريلي دكتور نفساني يساعدني.. 


(صمتت لحظة. ليلى تلم الملف بسرعة وتقوم.)


ليلى:

 انتهينا. أرتاح شوية.


(تمشي للباب. آدم يسند على المخدة، صوته وراها فيه مزيج من التحدي والصدق.)


آدم:

 إنتي ممكن تهربي مني دلوقتي.. بس مش هتهربي من اللي جواكي.وأنا.. عندي وقت كتير.


(ليلى توقف لحظة عند الباب، نفسها يتقطع، بعدين تخرج من غير ما ترد.

آدم يضحك ضحكة قصيرة، بس عينه فيها لمعة غريبة.. مش عارف إذا كانت وجع ولا بداية حاجة جديدة.) 


(بالليل – أوضة آدم)

الجو هادي، والأنوار خافتة.

آدم نايم نص نوم، فجأة يصحى على وجع شديد في صدره. يتنفس بسرعة، يحاول يوصل لجرس النداء، إيده ترتعش.


البارت 4

الممرضة تدخل بسرعة، تصرخ:

الممرضة:

 دكتورة ليلى! بسرعه!!! الحالة بتتدهور!


(بعد ثواني، ليلى داخلة بسرعة، وشها متماسك بس عينيها فيها قلق خفي.)


ليلى:

 أوكسجين فورا.. حضري حقنة مورفين.

(بتقرب من السرير، تبص لآدم)

 آدم! ركز معايا.. إنت سامعني؟ خليك مفتح عينك ماتقفلهاش... 


آدم (بصوت متقطع):

 سامع.. بس مش قادر أتنفس.بحاول مش قادر.. 


ليلى (بحزم):

 بص في عيني.. خد نفس عميق، واطلعه ببطء. أنا هنا... هتكون كويس.. 


(آدم يحاول، عينيه معلقة بيها رغم الألم. الممرضة تدي الحقنة، الجهاز يبتدي يثبت تدريجي.)


ليلى تمسك إيده من غير ما تاخد بالها، تضغط عليها وهي بتراقب الشاشة.


ليلى (بهمس):

 متسيبش نفسك.. متسيبهاش تفلت منك.... انا ادم باشا القوي.... اتمسك وخليك زي ما بيقولو عنك.. 


(آدم يفتح عينيه ببطء، صوته واطي لكنه واضح:)

آدم:

 أول مرة أحس إن حد عايزني أعيش بجد. ولاول مره اختبر ان الاحساس دا حلو ومريح بجد. 


(ليلى تنتبه إنها ماسكة إيده، تسحبها بسرعة وترجع تتكلم ببرود مصطنع.)


ليلى:

 الاستقرار رجع. لازم تلتزم بتعليماتي بالحرف.... المرة الجايه ممكن منقدرش نسعفك... 


آدم (بنبرة مرهقة بس فيها سخرية):

 هو انتي كده دايما؟ تدي دفء لحظة.. وبعدين تلبسي التلج تاني؟


ليلى:

 أنا ماعنديش وقت أضيعه في تحليل الكلام واللعبه اللى انت بتلعبها دي.... انت هتسمع التعليمات وتلتزم بيها بالحرف انا مش مستعده افشل فى علاج حاله انا عمري ما فشلت.... 


آدم (بضحكة واهية):

 طب وأنا عندي وقت.. كتير. وهفضل أسألك لحد ما ألاقي إجابة.... وبعدين انتى اللى تاعباني وتاعبه قلبي معاكي وترجعي تشتكي.... 


(ليلى تتنهد، تلف تكتب في الملف. بس ملامحها مش زي العادة، متوترة أكتر.)


ليلى:

 هاقعد أتابعك الليلة كلها. أي تغير لازم أكون موجودة... 


آدم (يبص لها مطول):

 يعني مش هتهربي مني النهارده.


ليلى (تحاول تصده):

 أنا قاعدة عشان المريض.. مش الشخص.... يعني وجودي هنا مهني وكدكتورة ومريض مش اكتر.... 


آدم (بصوت واطي وهو يغلق عينه):

بس المريض.. هو نفس الشخص.... وزي ما بتقولي واجبك راحتي وحالتي تستقر... 


صمتت. ليلى تبص له لحظة طويلة، بعدين ترجع تبص للجهاز.

هي نفسها مش عارفة ليه قلبها بيدق بسرعة أكتر من الطبيعي.


(الليل ماشي ببطء. أوضة آدم هادية غير صوت الأجهزة. ليلى قاعدة على الكرسي، عينيها على الشاشة كل شوية، ماسكة الملف في إيدها. آدم صاحي، عينه بتراقبها من غير ما تتكلم.)


آدم (بنبرة واهنة بس فيها سخرية):

 هو إنتي ناوية تقعدي كده طول الليل؟ ساكتة.. عاملة زي كاميرا مراقبة؟ انا زهقت ومليت.... 


ليلى (من غير ما تبص له):

انا مش بمزاجي قاعده كدا دا شغلي بيتطلب كده. لازم أتابع كل تغير في حالتك.... لو حضرتك بتلتزم بالتعليمات مكناش وصلنا لهنا... 


آدم (يميل على المخدة):

 طب يعني مش هتملي؟ ساعة، اتنين.. خمسة.. ولا حياتك كلها كده جداول ومتابعة؟ 


ليلى (تكتب ملاحظة في الملف):

 حياتي كلها التزام. ودي مش أول مرة أسهر الليالي عشان مريض... وانا مش هنا علشان تسليتك قولتلك قبل كدا... 


آدم (يضحك بخفة):

 بس أنا مش مجرد مريض عادي. اعترفي... ومش هتعرفي تهربي لانك ملزمه بمراقبه حالتي.. 


ليلى (تبص له بثبات):

 أنت مريض محتاج رعاية طبية دقيقة. لا أكتر ولا أقل... واى حاجه تاني دى فى دماغك انت متخصنيش... 


آدم (بصوت غامض):

متاكده انها متخصكيش؟! غريبة… عينيكي بتقول حاجة تانية.


(ليلى تتجاهل، تقوم تعدل جهاز الأوكسجين، وترجع تقعد.)


ليلى:

 ركز في نفسك، مش في عيني... وعلى صحتك والتزامات الطبيه اكتر من اسئله بتاعتك دي... 


آدم:

انا نفسي زهقت مني. نفسي عايز صوت غير صوت الأجهزة. قوليلنا حاجة، أي حاجة. إيه آخر كتاب قريتيه؟ فيلم؟ حتى نكتة!


ليلى (تتنهد):

انا ما عنديش وقت للنكت.... وممكن تنام وترتاح وتضيع وقت فى النوم... 


آدم (ساخر):

تصدقي؟ لو كنتي موظفة عندي، كنت طردتك من أول يوم. الجدية المبالغ فيها دي بتقتل.


ليلى (بحزم):

 وأنا لو كنت تحت إدارتك.. كنت قدمت استقالتي من أول ساعة.


(آدم يضحك بصوت أعلى، وبعدين يسكت فجأة، يبص لها بتركيز.)


آدم (بهدوء):

 إنتي ليه مخبية نفسك ورا الحواجز دي كلها؟ انا كاشفك من اول يوم والحواجز والقناع دا مش عليا.... 


ليلى (تشيح بوجهها):

دا مش قناع ولا حواجز.... لأن ده شغلي.


آدم:

 لأ. ده خوف.وكبير كمان... 


(ليلى تسكت لحظة طويلة، وبعدين تحاول تغير الموضوع.)


ليلى:

 نبضك ثابت. دي حاجة كويسة.... الحاله بقيت تستقر.. 


آدم (بإصرار):

 إنتي بتردي بجمل جاهزة.. بس في لحظة معينة بتتسربي من غير ما تحسي. لما مسكتي إيدي وأنا بتألم… كان فيكي حاجة مختلفة. ومتقدريش تنكري دا.. 


(ليلى تتوتر، تحاول تخفي ارتباكها.)


ليلى (بجدية):

دي كانت استجابة طبيعية لظرف خطير. مفيش أي معنى وراها.... ومسكت الايد علشان نشوف النبض مش اكتر.. 


آدم (يميل شوية ناحيتها، عينه مثبتة عليها):


 طب والليلة دي؟ قاعدالي هنا كأن حياتك مرتبطة بيا. برضه مجرد "ظرف طبي"؟


(ليلى تسكت. ثواني من الصمت. بعدين تقرر تكسر الجدال بسؤال مباشر.)


ليلى (بصوت هادي لكنه حاد):

 اللي يرنلك الساعة 3 الفجر.. وتقوم تبص في الشاشة كأنك شفت شبح… ده برضه مجرد ظرف عادي؟


(آدم يتجمد لحظة. ملامحه تتغير، الضحك يختفي. يبص لها طويلا من غير رد.)


آدم (بصوت منخفض):

 كنتي صاحيه وقتها؟ وشفتي الفون؟ 


ليلى (بنبرة حاسمة):

 أنا براقبك طول الوقت. وأنا دكتورة قلب… مفيش حاجة بتعدي من غير ما ألاحظها.


(آدم يبتسم ابتسامة غامضة، يخبي قلقه ويميل راسه للمخدة.)


آدم:

 إنتي أذكى مما توقعت.


ليلى (تضغط كلامها):

 السؤال مازال قائم. مين اللي بيتصل في نص الليل… ويخليك تتوتر بالشكل ده؟


(آدم يسكت، يلف بوشه للنحية التانية. يكتفي بجملة واحدة، صوته غامض كأنه بيحكي لنفسه مش ليها:)


آدم:

شبح من أشباح الماضي.. اللى ما بترحمش.


(الصبح بدري – أوضة آدم. الشمس داخلة من الشباك، بس الجو لسه ثقيل. ليلى قاعدة مكانها من الليل، شكلها مرهق بس لسه متماسكة. آدم صاحي، بيبص لها بابتسامة نصها سخرية نصها فضول.)


آدم:

 شكلك ما نمتش ثانية واحدة. صح؟ خايفة عليا للدرجة دي؟


ليلى (بنبرة عملية):

 أنا ما بخافش. دي متابعة. حتى ولو كنت نايم، كان ممكن يحصل تدهور من غير ما أحس.


آدم (بهدوء):

 ومين قال إني عايز أعيش أصلا؟ انتى بتتعبي على الفاضي انا وقلبي بينا عهد... 


ليلى (ترفع عينيها فيه بسرعة):

 ما تكررهاش. المريض اللي يفكر كده بيضيع مجهود كل اللي حواليه.


آدم (بابتسامة باهتة):

 يعني إنتي متضايقة عشان مجهودك هيضيع… مش عشاني أنا؟


ليلى (تصمت لحظة، وبعدين تقول بجدية):

 المريض عندي هو حالة. وأنا مسئولة عن الحالة دي.وانا ولا مرة اهملت ولا خسرت حاله... الا واحده بس ومن وقتها في بيني وبين نفسي عهد انى مخسرش حالات تانى.... 


آدم (يضحك بخفة):

 نفس الكلام المحفوظ. بس عينك دلوقتي مش في الحالة… عينك فيها فضول. كسرة ومطفيه انطفاء انا عرفه كويس... 


(ليلى تحاول تتجاهله وتكتب ملاحظات في الملف. فجأة، موبايل آدم على الكومودينو يرن. الصوت عالي، الشاشة منورة. ليلى ترفع عينيها عليه، تشوف اسم المتصل: "رقم مجهول".)


ليلى (بهدوء شديد):

 هترد؟ ولا زى كل مرة هتهرب؟ 


آدم (يحاول يمد إيده للموبايل، بس سرعان ما يوقف نفسه. يطفي الشاشة من غير ما يفتح.):

لا مش مهم. وانا مش بهرب يادكتورة.... انا بس بحافظ على باقي فيا.. 


ليلى (بصرامة):

المريض محتاج هدوء نفسي قبل أي حاجة. وده مش هيتحقق طول ما في مكالمات بالنص التاني من الليل وبالصبح. وخصوصا اذا كانت بتاثر على حالتك بالشكل دا شوف ضغطك ارتفع تانى ازاى بعد ما كان مستقر.... 


آدم (ينظر لها بنظرة طويلة):

 إنتي بتراقبيني حتى وأنا مش في أجهزتك الطبية..... خير يا دكتورة اسمى دا اهتمام؟! 


ليلى (بجدية):

لا اهتمام ولا حاجه تانيه....بس لو في ضغط خارجي بيأثر على حالتك، لازم أعرف.... 


آدم (ساخر):

 إيه ده؟ قلب وبطارية وحياة شخصية كمان؟ 


ليلى (تنفعل لأول مرة):

 كل حاجة بتأثر على القلب. حتى اللي بينجرح بأبرة.


(آدم يسكت لحظة، عينه تركز فيها. صوته ينخفض:)

 أحيانا الجرح بيكون أعمق من أي رسم قلب.... وقولتلك قبل كدا ان علاجي مش هتلاقي فى الطب اللى درستيه ولا فى الملف دا.. 


(ليلى تحاول ترد، لكن فجأة الموبايل يرن تاني. المرة دي أعلى، وإصراره غريب. الشاشة منورة: "رقم مجهول". آدم يمد إيده يطفيه بسرعة، بس ليلى توقفه.)


ليلى (بصرامة):

 سيبه ليه بتطفيه.... طالما مش مهم. 


(آدم يبص لها، للحظة يبقى بين أنه هيتحدى. بس الموبايل يفضل يرن… لحد ما يسيبه يرن لآخره. بعدها يقوم شوية، يبتسم ابتسامة غامضة.)


آدم:

 في ناس ما بتعرفش تسيب الماضي ينام.... لانها بتفضل تطاردنا دايما.. 


ليلى :

 والماضي ده… ممكن يهدد حياتك دلوقتي؟


(آدم يسكت. يلف بوشه ناحية الشباك، صوته واطي لكن فيه نبرة خطيرة:)

مش بس حياتي دا ممكن يهدد كل حاجة.


الموبايل وهو بيرن للمرة التالتة، الشاشة منورة وسط الصمت… وليلى واقفة، عينها على الجهاز، وقلبها بيدق أسرع من العادي، مش عارفة هي خايفة على المريض… ولا من الحكاية اللي لسه هتنكشف.


البارت 5


(بالليل. أوضة آدم في المستشفى، بس الجو هادي. ليلى قاعدة على الكرسي جنب السرير، موبايلها في إيدها بتراجع شغل. فجأة صوت خبط خفيف على الباب. ليلى ترفع راسها.)


ليلى:

اتفضل.


(الممرضة تدخل، معاها ورقة صغيرة.)

الممرضة:

دكتورة… لقيت الورقة دي تحت باب القسم. باسم المريض آدم.


(تمدها لليلى وتمشي. ليلى تمسك الورقة، تفتحها بسرعة. مكتوب بخط غير منتظم: "هو لسه عايش…؟" ليلى تتجمد، تبص لآدم اللي نايم نص صاحي.)


ليلى (بهدوء، لكنها متوترة):

استاذ آدم… في حاجة عايز تقولها ليا؟ مقولتش عليها امبارح... 


آدم (يفتح عينه نص فتحة، بنبرة ساخرة):

قصدك عن إيه؟ عن الورق ؟ ولا عن اللي بيرن من غير ما يتكلم؟ وانتى ليه مهتمه مش بتنجزي شغلك وبس... 


ليلى (بحزم):

أنا بتكلم بصفتي الدكتورة المسؤولة. أي تهديد ليك لازم يتبلغ بيه.... علشان سلامتك الصحيه امبارح نفد من ازمه باعجوبه وانا كدكتورة مش حابه يتكرر دا تاني.... 


آدم (يضحك بخفة باهتة):

والله انا مستغربك متاكده انك بتتكلمي علشان انتى الدكتورة المسؤولة… ولا الست الفضولية؟


ليلى (تتنفس بعمق، تحاول تسيطر على أعصابها):

مش هسمحلك تستهتر. أي ضغط عصبي ممكن يدمرك دلوقتي.... وانت محتاج تفهم النقطه دي كويس وبعدين نبقى نشوف دكتوره ولا فضول..... وانا مش مضطره استحمل اسلوبك وطريقتك دي معايا... 


(آدم يرفع راسه شوية من على المخدة، يبص لها بعينين فيها تعب وحاجة أعمق.)

آدم:

إنتي فاكرة التهديد بيخوفني؟ أنا متعود. الخوف عندي بقى زي أي دقة ناقصة في رسم القلب. وبالنسبه للمعامله والاسلوب هو دا اللى عندي اذا كان عجبك.... 


ليلى (بتحاول تقرأ في عينيه):

بس التهديد مش عادي. اللي يكتب جملة زي دي… يبقى قريب منك.... وعلى العموم انا هحاول اطلب من المستشفى توفر دكتور تاني لحالتك لانى مش عجبني يا استاذ ادم.. 


آدم (ساخر):

ممكن يكون بعيد… بس حافظني أكتر من اللازم.... متتعبيش نفسك حتى لو مستشفى وفرت دكتور تاني مش هقبل بيه انا عايزك. انتى واتعامل باللى انا عايزه وانتى مش من حقك تعترضي اصلا متعرفيش كدا ولا ايه..... يلا يا دكتورة شوفي شغلك ومتزعجنيش اكتر من كدا... 


( ليلى تمسك الورقة، تطبقها وتحطها في جيب البالطو. بعدها بصوت ثابت:)

من دلوقتي، كل اللي يوصلني بيتسجل رسمي. ومفيش حاجة هتتخبى.... شئت ام ابيت... 


آدم (بابتسامة مرة):

جربي… بس لما تدخلي الدوامة دي، مفيش رجوع... ومتقوليش انى محذرتكيش.. 


(ليلى ترد بسرعة، لأول مرة بصوت فيه تحدي واضح:)

أنا دخلت خلاص. مش لسه هدخل وهخرج منها وانت معايا وهتشوف... 


(آدم يسكت، يفضل يبصلها فترة طويلة. فجأة الموبايل اللي على الكومودينو يرن تاني. ليلى تمد إيدها بسرعة وترد قبل ما يلحق.)


ليلى:

ألو؟ مين معايا؟


(صوت راجل غامض، واطي، كأنه متعمد يشوش صوته.)

الصوت:

قوليله… النوم مش أمان.... وقريب اوى هيكون كمان مش امان وهو صاحي... 


(الخط يتقطع فجأة. ليلى تفضل ماسكة الموبايل، قلبها بيدق بسرعة. تبص لآدم، تلاقيه بيبتسم ابتسامة باهتة وكأنه عارف مين ورا الصوت.)


آدم (بهدوء غامض):

قلتلك… الماضي ما بينامش.... واشباحه بتفضل تطاردك... 


ليلى (بحزم):

واللي بيرن ده… من الماضي؟ زى سلمى من الماضي؟! وانت عملت ايه فى ماضيك مخليه يطاردك بالشكل دا.... 


(آدم يتنهد، يلف يمسك دراعها بقوة صوته يطلع واطي، متكسر بين الجد والوجع.) 


اللى عملته فى الماضي وليه بيطاردني دى حاجه متخصكيش يا دكتورة ومن هنا ورايح تهليكي فى حدود شغلك وبس علشان متشوفيش منى الوش التاني انتى سامعه..... يلا اطلعي برا مش عايز اشوف وشك دلوقتى لما اعوز اتسلى هبقى ابعتلك.... غوووري


ليلى وهي واقفة، عينها عليه وعلى الموبايل، كأنها محتاجة تختار: تسيب الموضوع يروح زي ما هو… ولا تدخل أعمق في حياة ادم اللي واضح إن وراه حكاية أكبر من مجرد مرض قلب فجأة الباب يتفتح، الممرضة تدخل.)


الممرضة:

دكتورة ليلى، الحالة مستقرة. المدير بيقول  إننا ممكن نجهز أوراق الخروج بكرة لو كل حاجة تمام.


(آدم يرفع حاجبه، يبتسم بنص سخرية.)

آدم:

أخيراً… الحرية.


ليلى (بجدية):

الخروج مش حرية. معناها مسئولية أكبر. لازم تلتزم بالعلاج، والمتابعة.


آدم (ساخر):

يعني من سجن لسجن تاني.


ليلى (تضيق عينيها فيه):

الفرق إن ده السجن اللي ممكن ينقذ حياتك.


(الممرضة تخرج. ليلى تكمل كتابة الملاحظات، بس في توتر واضح. آدم يراقبها، وبعدين يقول فجأة:)


آدم:

لو خرجت بكرة… إنتي هتكوني موجوده؟


ليلى (تتظاهر بالانشغال بالملف):

حضرتك لسه طاردنى ومش عايز تشوف وشي وعنفتنى وطلبت التزم بحدود شغلي وانا دوري بينتهي عند المستشفى.


آدم (بابتسامة غامضة):

بس انتى دخلتى فى دوامتي وحياتى والدور اللي بدأ دا… مش هينتهي هنا.... وعلى فكره قولت بردو انى عايزك انتى مش دكتور تانى ومستعد ادفع اى مبلغ تطلبيه وكمان متنسيش انا مش بحب الرفض ولا انى اعيد كلامى..... برضاكى او غصب عنك هتكوني الدكتورة اللى بتابع معايا حتى بعد ما اخرج من هنا.... 


(ليلى ترفع عينيها، تحاول تقرأ قصده. بس قبل ما ترد، الموبايل يرن تاني. المرة دي الرقم ظاهر: "مخفي". ليلى بسرعة تاخده في إيدها، تبص لآدم.)


ليلى (بحزم):

انا هرد.


آدم (بصوت هادي لكنه فيه تحذير):

لو رديتي… هتتورطي.


(ليلى تضغط زر الإجابة، بصوت ثابت:)

كدا كدا متورطه معاك... ألو؟


(صوت نفس الراجل الغامض، أهدى من قبل، بس واضح إنه متعمد يخوف.)

الصوت:

هو لسه عندك… بس بكرة هيكون برة. قولي له… العيون مستنياه.... هو واللى معاه.. 


(الخط يتقطع تاني. ليلى تتجمد مكانها. آدم يضحك ضحكة قصيرة، كأن اللي سمعه متوقع.)


آدم:

شوفتي؟ حتى الحرية… مش ببلاش.


ليلى (بتشد نفسها):

أنا هبلغ الأمن فورا.... مينفعش نسكت اكتر من كدا... دا تهديد صريح ليك واللى معاك... هو اه صحيح يقصد مين باللى معاك؟! 


آدم (بسرعة، بعينين حادة):

لامش هتبلغي حد وملكيش دعوة بقصده فى حاجات ملكيش تعرفيها احسنلك.... 


ليلى (بتتحداه):

بس ليه ممبلغش؟ 


آدم (بهدوء خطير):

لأن اللي بيتكلم… مش عايز الأمن. هو عايزني أنا. ولو دخل الأمن… هيدخل الناس الغلط.... ووقتها الموضوع هيكبر وناس ملهاش ذنب هتروح فى النص.... 


(ليلى تبصله بتوتر، مش عارفة تصدقه ولا لأ. تاخد نفس عميق.)


ليلى:

طيب قولي على الاقل… إيه اللي مستنيك برة؟


(آدم يسكت لحظة، بعدين يبتسم ابتسامة غامضة، صوته هادي جدا:)

اللي مستنيني برة… هو اللي خلاني هنا.... وبما انك هتطلعي معايا يبقى مش هرجع هنا تانى انا متاكد... 


( ليلى تحس إنها بتدخل في حكاية أكبر من الطب. تحاول تغير الموضوع.)


ليلى:

المهم دلوقتي… تلتزم بالعلاج. أكتبلك كل التعليمات واضحة.


آدم (يضحك بخفة):

إنتي متأكدة إن اللي هيقتلني… هو القلب؟


(ليلى تتوقف لحظة، تبص له بنظرة مطولة. بعدها تقوم تقفل الملف وتقف.)


ليلى:

بكرة هتخرج. بس أنا مش هسيب الموضوع يعدي كده.


آدم (بهدوء، وهو يتابعها بعينيه):

إنتي خلاص… بقيتي جوا اللعبة.


(بعد يومين ليلى فى شقتها ومعاها قطتها وفجاة تسمع خبط على الباب) 


ليلى: غريبه مين اللى هيجلي فى الوقت دا؟! 

(تفتح الباب وتتفاجا) 


ليلى: انتى؟؟؟؟ 


البارت 6

ليلى: انتى؟؟؟؟ خير حصل حاجه.. 


هدى: كان لازم يحصل حاجه علشان اجي اشوفك ولا ايه؟ ااه ما انتي نسيتي ان ليكي ام واب وعيله وبيت تسالي عليهم وتزوريهم..... مبقناش نشوفك غير فى المناسبات العامه اللى نادرا ما بتحضريها اصلا او بتحصل مصيبه وحد تعبان.... هو احنا قصرنا معاكي يابنتى فى حاجه... 


(ليلي تاخد نفس هى عارفه انها داخله على تقاش طويل وحاد مع امها كالعاده) 


ليلى: طب ادخل نتكلم جوا يا ماما مش معقوله نقف كدا على الباب..... مش عارفه تصبري لما تدخلي علشان تبدائي المرشح بتاع كل مره تشوفي فيها وشي... 


(تدخل هدى وتقعد على الكنبه وتبص للقطه بتهجم) 


هدى: انا مش قولتلك كذا مره تمشي القطه دى ومتجبيش قطط تاني..... هو لحد امتى هتفضلي عناديه كدا ولا فاكره نفسك خلاص كبرتي علينا.... 


ليلى: يا ماما يا حبيبتى ايه الكلام اللى بتقوليه دا بس.... انا لا بعندك ولا كبرت عليكى.... بس زى ما انتى شايفه ياماما انا فى البيت لوحدى والبيت بيفضى عليا اخر الليل بعد دوشه المستشفى والمرضى والعيانين جبت حيوان يسلينى وفى نفس الوقت يكون هادى علشان ميعكرش صفو البيت بعد دوشه المستشفى.... فهمتينى يا حبيبتى... 


هدى: وانتى ايه اللى جبرك تقعدى لوحدك ولا تحسي ان البيت فاضي عليكي... ياما اتحيلنا انا وابوكي علشان تيجي تقعدى معانا وتتونسي بينا واحنا نتونس بيكي وانتى بترفضي حتى قولنا ننقل نقعد معاكى اتحججتى بشغلك وانك مش هتعرفي تهتمى بينا ورفضتي.... وانا قولتلك مليون مره قبل كدا قطط لا انتى دكتورة وعارفه انها بتاثر على موضوع الحمل والخلف ازاى وبردو بتعاندى.... 


ليلى: تانى ياماما هنفتح فى الموضوع دا.... اولا انا لما باجى اقعد معاكم بيكون البيت بعيد عن المستشفى ودا بيزود تعب وارهاق اليوم ولما برجع مش بسلم من لسانكم ونقدكم ليا انى بتاخر فى الشغل وان الشغل واخد كل وقتى وحياتى وكلام كتير يا ماما اناى عارفاه.... وكمان مش بتحترموا خصوصياتى ولا قراراتي الخاصه وبتجيبو عرسان وبتحطونى ادام امر واقع وبتحرجونى وبتحرجوا نفسكم كل مره وبردو مفيش فايده..... اما بقى انكم تعيشوا معايا انا مش همنع يا ماما بس هلاقي نفس الحاجات اللى بتحصل هتحصل هنا كمان وساعتها هيكون الاحراج مضاعف لان دا بيتى وجيرانى ياماما وبالنسبه لموضوع الحمل والخلف فانتى بردو عارفه راي فيهم اذا كنت برفض الجواز يبقى هحمل واخلف منين بس.... 


هدى بحنيه: انتى بتحسبينا على خوفنا واهتمامنا بيكى احنا يا حبيبتى مش عايشين ليكى العمر كله ومن حقنا نطمن ونفرح بيكي ونشوف عوضك ونشيله... 


ليلى بحزن: وانا جربت نصيبي مره واحده وخلاص يا ماما ولو سمحتى تتفهمي انى مش عايزه دا وانتو ربنا يخليكم ليا ويطولي فى عمركم.... وبصي بقى يا ست الكل انا واخده اجازة من المستشفى ويومى مقتصر على الحالات اللى بتابعها فى البيت ايه رايك تيجي انتى وبابا ونقعد سوا الفتره دى ونعوض الغياب..... 


(اما بقى فى ناحيه التانيه عند ادم باشا كان الوضع غير تماما) 


ادم ينزل من جناحه بكل عصبيه وصوته اللى مالي القصر كله عمل رعب لكل الموظفين والخدم.... 


ادم بكل عصبيه: انا كام مره قولت مش عايز صوت عالي ولا ازعاج..... ايه مفكرين علشان غبت يومين الدنيا هتسيب والنظام هيخرب ولا ايه؟ 


واحد من الخدم بيتكلم بخوف: العفو منك يا باشا... بس حسب اوامر حضرتك محدش يخلف طلب للباشا الكبير وهو اللى عامل حفله صغيرة فى الجنينه تحت.... 


ادم يبص له بعصبيه يطلع منها النار: تغورو من وشي دلوقتى وتمشو كل الكلاب اللى تحت وتقفلوا الحفله دى.... انا عايز اطلع جناحى البس الجاكيت بتاعى وانزل ملقيش حاجه والا متلوموش غير نفسكم سااااالمعين... 


(الخدم كلها بتجري بخوف علشان تنفذ اللى قاله ادم باشا هما عارفين ممكن يحصل ايه لو كلامه ماتنفذش... وادم طلع لبس الجاكيت البدله بتاعه ونازل بكل عصبيه وعينه عارفه هي هتروح في ولمين) 


يدخل من باب القصر راجل كبير على كرسي متحرك ويتكلم بعصبيه ويزعق لادم: انت ازاى تخلي الخدم يتعاملوا مع ضيوفي كدا انت اتجننت..... ولا نسيت انك الباشا الصغير وانا لسه مموتش يا ادم.... 


ادم يقرب منه: لسه مومتش علشان انا لسه مقتلتكش واحمد ربنا على كدا ومتتعشمش كتير فى صبري عليك.... وانا الباشا هنا وفى كل مكان غصب عنك دا خلاص انتهى زمنك يا صفوت باشا ودا بقى زمني انا دلوقتي..... وضيوفك دول لو شفتهم بيقربوا بس من سور القصر هخلي الحرس يقتلهم.... انت عايش فى القصر دا للاكل والشرب والنوم وبس لحد ماربنا يفتكرك غير كدا لا وانت عارف.... 


صفوت: وايه اللى منعك اتفضل اقتلني ولا انت فاكر نفسك انك مش بتقتلنى بكل لحظه وكل يوم فى السجن الانفرادى اللى معمول من دهب دا..... وانا اللى بقولك يا ادم انت اضعف من انك تنهي حياتى انت بس عايز تتحكم فيها ولا مش مكفيك انك خلتنى عاجز لباقي من عمري.... 


ادم بهدوء بارد: تحمد ربنا انى خليتك عاجز بس وقتها مش ناهيت حياتك.... وانت عارف كويس اوووى ايه اللى منعنى انى اقتلك بس مش معناه انى اتسلى بيك يا صفوت واذا كان مش عجبك السجن الذهبي دا من عينيا ليك..... 


يصرن بكل صوته: ررررررررعد ياااااا رعد.... 


يدخل عليهم رجل طويل وعريض من الحارسلت الخاصه ويبان عليه قوى الجسم وحاد الملامح ودا رعد دراع ادم باشا اليمين وظله.... 


رعد: امرك يا باشا... 


ادم: تنقل صفوت للمخزن اللى ورا القصر وتحبسه فيه والاكل يدخله بالكميات اللى يحتاجها وفى طبق واحد على الارض وممنوع حد يساعده ولا يعمله حاجه يخدم نفسه بنفسه.... 


رعد: بس... الباشا يعنى... 


ادم بعصبيه: انت اتجننت يا رعد..... مافيش باشا هنا غيري واللى قولت عليه يتنفذ يلااااا.. 


رعد: اسف يا باشا بس اقصد اقولك ان صفوت بيه يعنى... عاجز فمش هيعرف يخدم نفسه ولا ياكل على الارض زى ما طلبت حضرتك.... 


ادم بشر: عارف يارعد ودا هو المسلي فى الموضوع اشوفو بيتذل على اللقمه علشان ياكل ويعيش مذلول علشان لما ارجعه للقصر تانى يحمد ربنا باللى هو فيه وميقولش عليه سجن تانى ولا يعترض على اسلوب العيشه فيه..... نفذ يارعد من غير نقاش.... 


رعد: امرك يا ادم باشا... 


(يروح رعد علشان ياخد صفوت ويحركه بالكرسي ناحيه المخزن ويطلع بيه من القصر) 


صفوت وهو خارج بصوت عالي: اوعى تفتكر ان اللى بتعمله دا هيغير حاجه يا ادم ولا هتعرف ترجعها مهما عملت خليك عايش فى اوهامك كدا كدا انا ايامى قليله وامشي بس انت اللى هتفضل مجروح وعايش طول عمرك بالحاله دى ودا اللى هيخلينى اموت وانا مرتاح وانا عارف ان حياتك فى الدنيا كلها عذاب يا ادم..... 


بعد ما يخرج ادم ينفجر فى غضبه ويبدا يكسر فى كل حاجه وهو يصرخ.... 


ادم: لييييييييه خلتينى اوعدك انى مش اقتله..... لييييييييه سايبانى فى العذاب دا.... انا بكرررررررهك وبكررررره......


البارت 7


فى شركه ادم الباشا داخل بكل هيبته وفخره ووراه رعد الحارس اللى مستعد يضحى بحياته علشانه.... 


داخل مكتب ادم باشا السكرتيرة داخله وتقوله على مواعيده واجتماعاته النهارده وهو بيكتب على الاب توب.... 


ادم: الغي اي حاجه بعد الساعه 8 وهكمل باقي الشغل اون لاين من البيت علشان مش هكون متواجد فى الشركه وبلغي كل الاقسام بكدا..... وكمان حضري اجتماع ضروري مع كل رؤساء الاقسام عايز اشوف الشغل فى الفتره اللى غيبت فيها... 


ريهام السكرتيرة: تحت امركيا باشا حالا هبلغ بالاجتماع والمواعيد الجديده.... بس ياباشا... يعني.... 


ادم من غير ما يبص ليها: انتى عارفه ياريهام مبحبش الطريقه دي عندك حاجه قوليها على طول يا اما تغوري على مكتبك... 


ريهام تنزل التاب وتمشي ناحيته بدلع ومياصه ولحد ماتقرب من اول المكتب... 


ربهام بصوت مدلع: انا بس كنت عايزه يا باشا مش كنت ريحت اكتر ومنزلتش الشغل دلوقتي وانا كنت هجبلك الشغل لحد عندك فى الفيلا....(تميل اكتر ناحيه ادم وتحط ايدها على كتفه وتكمل كلامها بهمسات) احنا اللى يهمنا صحتك وراحتك وتحت امرك فيها.... 


لكن فجاة ادم يمسكها من دراعها ويلويها ورا ضهرها ويبص ليها بشر.... 


ادم بغضب: انا مش قولت قبل كدا اوعى تخطي حدودك ياريهام...(يضغط على ايديها اكتر) انتى مش عارفه انى مبحبش اعيد كلامي مرتين.... 


يزقها وتوقع على الارض ويبص لها بكل استحقار.... 


ادم: اتفضلي اطلعي برا.... برا الشركه دا اخر يوم ليكي هنا وهكتب خطاب توصيه لكل الشركات الكبيره منها قبل الصغيره محدش يوظفك عنده وانتى عارفه كلمه الباشا فى السوق..... 


ريخام تعيط فهى دلوقتي عرفت انها عملت غلطه بس مش اى غلطه دا ادم باشا..... تزحف وتقرب من رجله... 


ريهام بتوسل: بالله عليك خلاص انا اسفه والله مش هكررها..... يا باشا انا شغاله عندك بقالى 6 سنين ولا عمري عملت غلطه واحده..... السماح المره دي بالله عليك خلاص والله مش هعيدها ياباشا.... 


ادم يمسكها من شعرها ويقرب منها... 


ادم: وانتى غلطتي الغلطه اللى بالفوره كلها ياريهام.... وانتى عارفه ان فرصه تانيه دي مش فى قاموسي وكان لازم تعرفي كدا بعد 6 سنين شغل معايا... 


ريهام بالم: عرفت ياباشا والله عرفت واوعدك مش هتلاقي ولا ربع غلطه مني.... بالله عليك انا اللى بصرف على امي وبوفر ليها الدوا لو مشيت هنموت انا وهي..... حضرتك عاقبني باي حاجه تانيه انا راضيه والله بس بالله عليك بلاش امى تحاسب على اغلاطي.... 


ادم قلبه رق لما سمع حكايه امها وهو فعلا ان امها عندها مرض مصاريفه غاليه وريهام دي اول غلطه تعملها وهو مش مستعد يستغنى عنها على الاقل دلوقتي.... اتماسك ومبينش لين قلبه معاها عمل ملامح صارمه وجاحده على وشه وبص ليها.... 


ادم: غوري واطلعي كملي شغلك وخليكي فاكره ان الغلطه الجايه براسك يا ريهام.... 


تقوم ريهام من الارض بفرحه وتعدل شعرها وهدومها.... 


ريهام: تحت امرك ياباشا... صدقنى بعد كدا هبقى عند حسن ظن حضرتك.... 


وتخرج وادم يقعد على مكتبه ويبص على صوره على المكتب ويسرح فيها بحزن والم وبعدين يرجع على الاب توب ويكمل شغل..... ولكن فجاة بعد فتره يقتحم مكتبه شاب فى اوائل الثلاثينات وجسمه رياضي وبدلته الكلاسيكيه توضح مكانه الاجتماعيه وريهام وراه بتحاول تمنعه.... 


ريهام: يا استاذ مينفعش تعمل كدا.....(توجه نظرها لادم بخوف) والله ياباشا حاولت امنعه بس هو اقتحم المكان بقوه... 


ادم بكل غرور ياشر بايده لريهام انها تطلع... ويحط رجل على رجل ويبص للي دخل بكل كبرياء واستعلاء..... 


ادم: خير يا رضوان دي داخله تدخل بيها... مع انى كنت عارف انك جاي... 


رضوان بعصبيه زى النار: طالما انت عارف انى جاي يبقى اكيد عارف السبب.... انت ازاى تعمل كدا انت عارف اللى عملته دا هيعمل فيا ايه؟ 


ادم بهدوء: طبعا يارضوان عيب عليك حتى احنا كنا صحاب زمان واكيد عارف انى مش بعمل حاجه غير لما اكون دارسها كويس اووى.... وقولتلك الجمله دي من 5 سنين "احذر مني علشان نهايتك هتكون على ايدي" ودلوقتي انت انتهيت يا رضوان.... 


رضوان بيطلع سلاح ويوجهه ناحيه ادم ويتكلم بانفعال: زي مانت ماقولت يا ادم كنا صحاب وعارفين بعض كويس وانت عارف انا لما بقع مش بقع لوحدي وعليا وعلى اعدائي يا ادم..... 


ادم بكل هدوء: طب نزل اللعبه اللى فى ايدك دي يا شاطر وخلي اللى وراك دا يتكلم ولا هي دايما كدا بتصدرك وتستخبى هي.... 


تطلع من ورا رضوان بنت فى منتصف العشرينات جميله وقوامها رشيق وشعرها طويل وناعم..... تقرب من دراع رضوان وتنزل ايده بالسلاح وتبص لادم بنظرات تملك.... 


سلمى: اهدى كدا يا رضوان عمر الدم ماهيرجع اللى حصل... وانت ياحبيبي مش ههون عليك اتسجن مش كدا...(تكمل كلامها بدلع اكتر وتقرب منه) اهون عليك الشرطه تيجي تشدني من ايدي الصغيرة دي وترميني فى السجن يادومي... 


ادم بيرجع بالكرسي لورا ويبص لها بعدم مبالاه: انتى اللى عملتي فى نفسك كدا يا قلب ادومك.... متجيش تعيطي وتشكي دلوقتي.... كنت مفكرين انى وقعت ونسيت بس شكلكم انتو اللى نسيتو مين هو ادم باشا انا استنيت 5 سنين بحالهم علشان بس اشوف نظره الذل دي فيكم... ولسه انتقامي هيتحقق لما تعفنو انتو الاتنين فى السجن... 


سلمى باستغراب: واهون عليك يا ادم دا انا حب عمرك دا انا الوحيده اللى سكنت قلبك وملكته.... انا عارفه انك زعلان منى ومتعصب بس انا الوحيده اللى قلبك ميعرفش يقسى عليها.... القناع اللى انت لابسه دا تلبسه على غيري انا عارفاك كويس (تقرب وتشد وشه ليها) انا عايشه جواك يا ادم انا الوحيده اللى كسرت حصون قلبك واستقريت فيه.... انت عايز تنتقم منه حقك وانا اساعدك ولو عايزني اشهد ضده في المحكمه هعملها.... انا مكانى معاك انت وجمبك انت... احنا ملناش غير بعض يا ادومي... 


ادم يحط ايده على خدها: انتى عارفه كويس انك ملكتي حياه ادم باشا يا سلمى قلبي.... انتى فعلا متهونيش عليا ولا ارضى انك تتحبسي بس..... 


سلمى تقرب اكتر منه وتمسك ايده بحب: بس ايه ياقلب سلمى انت.... قول ياحبيبي كل حاجه انا معاك انت... وملكك انت... 


ادم بحب وصوت هادي: انتى كنتى شريكته فى كل حاجه وهو لو وقع هيسحبك معاه ومش عارف هطلعك منها ازاى وانا مستحيل انقذه ولا مخلوش يتحبس.... 


سلمى بحب ودلع: انا واثقه ان ادومي هيلاقي حل علشان ينقذني واكون ملكه ومن حقه.... 


ادم: مفيش غير حل واحد انك تعترفي عليه وعلى كل صفقاته الوسخه والمشبوه اللى عملها وانه كان بيهددك علشان تشاركيه ويستغل فلوسك.... 


سلمى بدون تردد: موافقه طبعا دا كل بلاويه معايا وكنت حاضره كل الاتفاقات المشبوه اللى كان بيعملها وعارفه كل اماكن الاجتماعات وارقام التليفونات وعناوين المخازن كمان..... انا اصلا مكنتش واثقه فيه وكنت عامله حسابي وكنت بسجله اى اجتماع او اتفاق بيعمله علشان لو غدر اوديه ورا الشمس..... 


وهنا انفجر رضوان غاضب وسحب سلمى من شعرها ويهزها بعنف.... 


رضوان: يانهار ابوكي اسود..... كل دا يطلع منك انتى يا حشره.... والله ماهسيبك انتى ازاى كدا..... بتبعيني فى ثانيه يا حيوانه.... انتى نسيتي انك شريكتى فى كل حاجه وكل حاجه كانت تحت اشرافك وافكارك اصلا.... مش انتى اللى دايما بتقوليلي انى لازم انتقم من ادم لانه احسن مني وخلتيني اكره من كتر ما بتقارنيني بيه وبتقولي هو بيقول عليا ايه فى ضهري وبيعاملني ازاى..... مش دا اللى كنتى عايزه تكسريه وتذليه وتجيبيه الارض دلوقتي بتبعيني وبتروحي ليه.... ولا دي خطه منكم من الاول علشان توقعوني..... 


يرميها على الارض ويشد سلاحه ويوجه لسلمى وادم... 


رضوان: لا ماهو انا لو وقعت مش هقع لوحدي وطالما كدا كدا رايح فى داهيه يبقى اخدكم معايا...... 


فى اللحظه دي حصل اللى معملش رضوان وسلمى حسابه واللى اتفاجئو بيه.....


البارت 8


دخلت الشرطه واقتحمت مكتب ادم وقبضت على رضوان وسلمى واخدوا السلاح بقوة من رضوان..... 


سلمى وهي خايفه مرتبكه: ادم الحقني يا ادم..... متسيبهمش ياخدوني ياحبيبي... 


ادم يقرب من رضوان وسلمى بكل بردو وهدوء وهما بيحاولو يفلتو من الشرطه بقوة..... 


ادم: انتى خلاص انتهيتي يا حبيبتي.... الحاجه الوحيده علشان انتقامي منك يكمل انتى عملتيها بسذاجتك.... انا كان عندي كل الدلايل على رضوان ومكنتش محتاجاك فى حاجه والصفقه اللى انا سبتهالكم دي وفكرتو علشان معايا ازمه قلبيه وفى المستشفى هكون ضعيف ودا الوقت الانسب لتضربوني ومتعرفوش دا فخ مني وخليتكم تدفعوا كل اللى تملكوه وكمان تكتبوا على نفسكم شيكات بفلوس مش معاكم للتجار علشان تكسبوا الصفقه وفى الاخر رست عليا وانتو خسرتو... اما انتى بقى يا حبيبه قلبي فكنتى اذكى منه وكنتى واخده كل احتيطاتك ومعنديش دليل مادي عليكي وعلشان كدا انتى اعترفتي بلسانك بكل حاجه وهو اعترف عليكي وكل دا اتسجل ومع النيابه... اه اصلي نسيت اقولكم انى بلغت عنكم وهما كانو واقفين برا بيسمعو كل حاجه صوت وصوره ومستنيين اشاره منى.... 

اما انت يارضوان فانا اغبى منك مشفتش.... بتصدق واحده رخيصه زى دى وتعمل كدا فى صاحب عمرك اللى مشفتش منه غير كل خير وبعدين انت كنت مستغرب انها خانتك وباعتك.... امال كنت متوقع ايه مش انت بردو اللى خانتنى معاه وكام مره اقولك اللى يخون مره يخون كل مره... 


سلمى بعصبيه: لاااااا انا مش هقع يا ادم..... من امتى كنت قاسي كدا عليا انا بالذات.... ايه اللى مقوي قلبك كدا (تضحك بشر) هي مش كدا..... الست الدكتورة هى اللى قوت قلبك عليا..... متفرحش كتير اووى كدا نهايتها قربت يا ادم... انت لو مكنتش ليا مش هتكون مش هسمح بحد تاني يدخل قلبك غيري انت سامع.... 


ادم يقرب منها بعصبيه وغضب:  انتى عارفه لو لامستي شعره منها انا ممكن اعمل فيكي ايه..... هخليكي تشوفي الموت بعينيكي كل يوم وتصرخي علشان ارحمك ومش هرحمك..... 


تدخل الشرطه وتفصل بينهم.... 


الشرطي: ادم باشا بنشكرك على التعاون ومساعدتنا فى القبض عليهم بس مينفعش تهددهم ولا تتعرض ليهم كدا ومتقلقش هما معانا واحنا هنتابع الموضوع... 


ويخرج وهو العناصر بتاعت الشرطه وهما ماسكين سلمى ورضوان... 


رضوان بضحك سخريه: هههههههه متنساش تودع حبيبه القلب يا ادم علشان ايامها بقت معدوده من دلوقتي.... 


يخرج ادم زي المجنون من الشركه ووراه رعد ويروح الجراج ويركب عربيته.... 


ادم: سوق بسرعه يا رعد لازم اوصلها فى اسرع وقت..... 


رعد: امرك يا باشا بس نروح فين... 


ادم: بيت الدكتورة ليلي بسرعه يارعد طير بالعربيه عايز اوصل فى اسرع وقت..... 


يشغل رعد العربيه وفعلا فى لمح البصر كانو وصلو تحت عماره ليلى... ينزل ادم من العربيه ويجري يدخل العماره ويخبط على شقه ليلى بقوة زي المجنون.... 


هدى وهى صوتها عالي: براحه ياللى على الباب هى الدنيا هتطير... استغفر الله العظيم براحه هتكسر الباب.. 


تفتح الباب ادم يزق هدى ويقتحم الشقه.... 


ادم: ليلى..... يا ليلى.... ليلي فين؟ 


هدى باستغراب وحدة: خد هنا انت رايح فين هى وكاله من غير بواب انت مين وبتعمل ايه هنا وعايز ليلى في ايه؟ 


ادم بتوتر وخوف: ياستى مش وقت اسالتك دي قولى انطقي ليلى فين؟ 


هدى: لا مش هقولك هي فين.... انت مين اصلا علشان تسال عن بنتى كدا.... انت اتهبلت هتقول انت مين وعايز بنتى فى ايه ولا ابلغ عنك البوليس... 


بعد ما فقد الامل ان هدى هتقوله وترد عليه بشكل مباشر عن مكان ليلى قرر انه يعمل عليها خدعه.... 


ادم بيصطنع القلق والخوف: امي يا طنط تعبانه اووي وهى مريضه عند الدكتورة ليلى وجيت علشان اشوفها لوالدتي.... ارجوكي دليني على مكانها والدتي حياتها فى خطر.... 


هدى بحزن وتعاطف: لا حول ولا قوة الا بالله الف سلامه لوالدتك يا حبيبي.... ليلى راحت تعمل متابعه لمريض اسمه..... كان اسمه ايه قالتلى عليه بس نسيت والله يا بنى... اه افتكرت ادم باشا وهتيجي على طول ان شاء الله.... 


بس ادم سمع منها كدا اخد بعضه وجرى لتحت وركب العربيه وزعق فى رعد على البيت بسرعه يا رعد.... ومسك فونه وبيحاول يرن على ليلى بس محدش بيرد.. 

وصلو قصر الباشا ودخل يجري ليلاقي ليلى موجوده فى الصالون وفى ايديها كوبايه عصير.... يجري عليها ويشدها ويمسكها من دراعه بقوة..... 


ادم بخوف وعصبيه: انتى مبترديش على تلفونك ليه ها؟.. لازمته ايه معاكي وانتى مش بتردي... 


ليلى بتحاول تفلت ايديها منه وتتكلم بوجع: انا كنت سايقه العربيه والفون فى الشنطه ومعرفتش ارد ودخلت القصر وسيبت فوني فى العربيه علشان مياثرش على انتباهي مع المريض.... اااه اوعي سيب ايدي انت بتوجعني... 


ادم ينتبه لايده وهي قابضه عليها ويتركها: دي كلها مش مبررات انك مترديش عليا ساااامعه.... 


ليلى تقوم وتحاول مش تبين دموعها: انا ماشيه وهبقى اكلم المستشفى انها تبعت دكتور تاني يتابع حالتك انا مستحيل استنى دقيقه واحده مع واحد مجنون زيك..... للاسف افتكرتك اتغيرت وبقيت بنى ادم شويه بس طلعت غلطانه.... 


يمسك ادم بايدها ويمنعها تخرج: استنى هنا هو انتى مين سمحلك انك تمشي اصلا.... انتى دلوقتي فى قصر الباشا محدش بيعمل حاجه من دماغه هنا كل حاجه تحت امري انا... انا وبس وانتى مش هتمشى من هنا ومش عايز غيرك يتابع حالتي قولتلك قبل كدا..... هو انتى ليه مصممه تخليني اعيد واكرر كلامي معاكي.. 


ليلى بوجع: اوعى سيب ايدي انت مجنون.... انا مستحيل ابقى معاك دقيقه كمان وانا حره وانت متقدرش تحبسنى انت فاهم..... اااه سيب ايدي يا ادم وجعتني ااه.. 


رق قلب ادم لما سمع اسمه لاول مره منها ورخى قبضته عليها ومسكها براحه وحنيه.... 


ادم: لوسمحتى يا ليلى متمشيش انا مقدرش اسيبك تمشى.... صدقني مقدرش 


ليلى بتوتر واستغراب: ليه.... ليه عايزني ممشيش وليه بتعاملنى كدا طالما عايزني اكون موجوده انا مابقتش فاهماك.... شويه تكون قاسي وجاحد وشويه تكون هادي ومجرح.... مبقتش عارفه انت انهى واحد فيهم.. 


ادم يتنهد: انا كل دول يا ليلى.... بس الاهم دلوقتي انى بجد عايزك تبقى ومش عايزك تمشي واللى انتى عايزاه هيكون.... 


ليلى: ليه التمسك الفظيع دا بيا فى دكاتره احسن مني بكتير ليه انا بالذات... 


ادم بعفويه: فى دكاتره كتير ايوا بس محدش زيك انا عايزك تبقى علشان بح.... 


ويقطع كلامه دخول رعد بسرعه وعليه علامات التوتر.... 


رعد: ادم باشا.... صفوت بيه.... صفوت بيه واقع فى الارض وقاطع النفس خالص... 


ليلى بس تسمع الكلام دا تجري لبرا وتصرخ فى رعد انه يدلها على مكان المريض.... 


ادم اشر بعينه لرعد انه يدل ليلى وهو مشى وراهم بكل هدوء وبرود..... تدخل ليلى لمخزن صغير وراه القصر المكان فاضي تماما واضائه ضعيفه ومفيش غير مرتبه على الارض وصفوت واقع فى الارض جنب الكرسي المتحرك بتاعه.... 


تجري عليه ليلى وتحاول تعمله الاسعافات الاوليه وقدرت انها تخفف من حده الذبحه الصدريه اللى كان بيعاني منها وساعدته هي ورعد وقاعدته على الكرسي... 


ليلى بغضب: انت ايه اللى جابك هنا ياعمو المكان دا مش مناسب لصحتك حضرتك نهائي (توجه نظرها لادم ورعد) انا هوديكم فى داهيه انا لو كنت اتاخرت شويه كمان كان مات فيها انتو ازاى سيبينه فى مكان زي دا.... مفيش عندكم رحمه ولا انسانيه... 


ادم ببرود: يبقى هو محظوظ انك كنتى موجوده ولاحقتيه و من سوء حظي انا انى هضطر استحمله واشوفو يوم زياده كمان.... يلا اتفضلي معايا يا دكتوره هو دلوقتي كويس... 


ليلي تقرب منه بانفعال: انت ايه معندكش دم... معندكش رحمه ولا احساس بقولك مينفعش يفضل فى المكان دا اكتر.... انت كدا بتلعب بحياه بنى ادم وبتحكم عليه بالموت ودا عمري ما هسمح بيه..... اعتبره ابوكي يا اخي ايه الجحود اللى انت فيه دا.... 


ادم وبيحاول يتحكم فى اعصابه: انا مش بعمل حاجه غير انى برد دين قديم عليه... ومش عايز اعتبره زي ابويا لانه هو فعلا ابويا يا دكتورة....


البارت 9 والاخير 

ليلى بصدمة وذهول: ايييييييه؟ ابوك؟ 


ادم ببرود: ايوا وهو بيدفع ذ اسنانه: انا مش بتهدد يا دكتورة ولا باخد اوامر منك واللى بقوله بيتنفذ.... 


ليلى عارفه كويس ان ادم مش بيرجع فى كلامه وعنيد جدا ولازم تلجا لحاجه تانيه تساعد بيها الراجل الغلبان دا.... لحد ما جاتلها فكره ومتعرفش ليه حاسه بقوه من نجاحها.... 


ليلى بهدوء: حتى لو قولتلك علشان خاطري يا ادم؟! 


ادم اتصدم من طلبها وطريقتها: ايه؟ انتى قولتي ايه؟ 


ليلى بخجل وهدوء: بقولك علشان خاطري طلعه من هنا.... 


ادم اتصدم اكتر واستغرب بس حب يستغل الموقف.... 


ادم: همممم ماشي موافق بس انا ليا شرط فى المقابل... 


ليلى باستغراب: ايه؟ شرط؟ شرط ايه دا؟! 


ادم: هقولك عليه بعد الكشف والمتابعه بتاعتي..... يلا بينا على القصر.. 


ليلى تقف: بس... عمو.. 


ادموهو مديها ضهره: انا قولتلك خلاص واديتك كلمتى رعد هيساعدو وهينقلو على اوضته اللى فى القصر.... يلا. 


داخل القصر، وبالاخص فى جناح ادم باشا هو نايم على السرير وليلى بتكشف عليه وبتطمن على مؤشراته..... 


ليلى: حاله القلب مستقره الى نوعا ما.... بس ممنوع الاجهاد والانفعال ودا دوا علشان الضغط لانه مرتفع..... هشوفك فى معاد المراجعه الجايه... 


ادم وهو بيتعدل من على السرير: استنى رايحه فين؟ 


ليلى: خلصت المتابعه وماشيه ولا حضرتك عايز ومحتاج حاجه... 


ادم ينفخ: يخربيت حضرتك دي... مش كنتى بتقولي ادم من شوي ولا لازم نكون فى المخزن يعني وبعدين انا لسه مقولتش شرطي علشان تمشي... 


ليلى بخجل: احم ما علينا مش مهم دلوقتي..... اتفضل حضرتك قول الشرط... 


ادم: لا مهم ومهم اوى كمان.... بس بعدين نتكلم فى الموضوع دا..... شرطي انك تعيشي معايا هنا فى القصر... 


ليلى بذهول وصدمه: نعععععععع؟! اعيش معاك ازاى يعني؟ واعيش معاك ببتاع ايه اصلا..... انت اتجننيت... 


ادم يقوم يوقف: احترمي نفسك يا ليلى واحفظي لسانك..... دا شرطي والا ارجع صفوت للمخزن تاني وانا بتمنى ترفضي وارجعه واخلص منه... 


ليلى: هو انت معندكش قلبىمش بتقول انه ابوك مش بيصعب عليك وعندك استعداد تشيل ذنبه كدا.... انت ليه بتعمل فيه كدا ليه؟ 


ادم بعصبيه: لا مش ابويا هو اسم ورا اسمي فى الاوراق وبس ولا مش بيصعب عليا ولا اي حاجه اما بقى حكايه ليه بعمل كدا ف دا ميخصكيش.... ها هتنفذي الشرط ولا لا؟ 


ليلى بتحدي: لا يخصني ولازم اعرف وافهم قبل ما اقول قراري فى الشرط.... ياما همشي ومش هتشوف وشي تاني وهكتفي ان ابلغ عنك علشان حابس ابوك.... ها قولت ايه؟ 


ادم استسلم ادام عناد ليلى وهو كمان حس انه عايز يشاركها الحمل اللى فى صدره يمكن يخف شويه.... 


ادم تنهد: طب اتفضلي اقعدى وانا هحكيلك كل حاجه..... بس عايز منك وعد... انا لاول مره هثق فى حد من 5 سنين متكسريش الثقه دي لانى وقتها قلبي مش هيتحمل ولا هتعرفي تنقذيه يا دكتورة.... 


ليلى قعدت بهدوء وفضول: بوعدك اتفضل احكي.... 


ادم رجع راسه واره وسند ضهره وملامحه عليها الحزن والوجع وهو بيفتكر اللحظات اللى هيحكي عنها.... 


ادم: انا وعيت على الدنيا وفى بوقي معلقه دهب زي ما بيقولو بس مكنتش مبسوط ولا مرتاح..... امى الله يرحمها اتعذبت كتير اوووى مع صفوت.... صفوت اتجوز امى وهى من طبقه متوسطه وكانت موظفه بالشركه اقنعها بحبه واتجوزها بس بعد شويه زهق منها وبقى يعاملها معامله وحشه ولولا انها كانت حامل فيا ب ولى العهد اللى بيستناه سابه فى القصر ومرمهاش بس سابها فى اوضه البدروم.... ولبس الخدامين وبواقي السفره بتاعه... وكان كل يوم يجيب ستات البيت وادامها ويخونها.... حتى ضيوفو مكنوش يعرفو ان دي مراته بيفتكروها الخدامه بتاعت القصر وهى مكنتش تنطق وتقول غير كدا لانه بعد ما اتولد شرط عليها كدا والا ياخدني ويسافر بيا ويرميها فى الشارع ومتعرفش تشوفني تاني.... وبعدين كبرت شويه وعرفت ان امي صايبها مرض شديد وهو رافض يقدملها العلاج ولا حتى دكتور يشوفها انا اتحايلت عليه كتير ينقذها ويساعدها همس فى وداني بكلمه عمري ما هنساها ابدا"اوعى قلبك يكون ضعيف وقت ماقلبك يضعف اعرف ان نهايتك قربت" وماتت امي وخلتني اوعدها انى مقتلوش ولا اصيبه باذى ودا اللى مخليني مش قادر اقرب منه وانتقم وحتى هو محضرش جنازتها ولا دفنها سابنى انا ابن 18 سنه اغسل وادفن امي لوحدي..... 


ليلى بدموع وحزن: ياااااه كل دا شايله فى قلبك يا ادم... انت عشت وجع وظلم كبير اوووي.... 


ادم بصوت مكتوم: مكنش طول الوقت كدا كان فى شخصيه فى حياتي كنت بحس انها شباك الحياه وورده العمر اللى عطرها مالي المكان وعمرها ما تدبل هى اللى كانت بتهون عليا مرار الايام ولما ماتت امى لاقيته فيها الحنيه وكنت بقول عليها انها عوض ربنا ليا على كل القسوة دي..... 


ليلى بفضول: وراحت فين البنت دي؟! 


ادم بقهر وحزن: للاسف مسمعتش كلمه ابويا لما قالي لما اضعف هتكون نهايتي قربت..... البنت دي اكتشفت خيانتها ليا مع اقرب صديق ليا ودراعي اليمين وكانت بتوهمني حبها واهتمامها علشان بس تسحب منى فلوس وتستفيد من نفوذي وسلطتى ويبقى ليها مكانه فى المجتمع زيها زي ما عمل صفوت مع امي...... 


ليلى بصدمه: يانهار منيل..... بس ربنا بيحبك على فكره خلاك تكتشف خيانتها قبل ماتتجوزها ويبقى فى طفل بالنص زي حاله مامتك...... انا بس دلوقتي عرفت اسلوبك وطريقتك سببهم ايه وليه بتعامل الستات كدا وليه قاسي على ابوك بالشكل دا..... بس اسمحلي يا ادم بنصيحه الانتقام عمره ما بيريح صاحبه ولا بيطفي نار غضبه لما تسامح وتبدا من جديد دا احسن وافضل حل ليك ولكل اللى اذوك لان فى رب كريم عمره ما بيرضى بالظلم ابدا وعقاب ربنا احسن مليون مره من اي حاجه هتعملها..... 


ادم: انا مش قادر على النار اللى جوايا يا ليلى كل يوم بتزيد اكتر من اليوم اللى قبله منظر امى وهى ضعيفه وماتت لا حول ليها ولا قوة ومنظر حبيبتى سلمى وهى في حضن اعز اصحابي مش بيفرقنى لحظه..... 


ليلى بصدمه: سلمى؟ نفس البت اللى كانت بتتكلم فى المستشفى.... 


ادم بكسرة: ايوا هي... 


ليلى بحزن: طب اعتبر نفسك محظوظ وعندك حد تقول عليه دا السبب وتنتقم منه فى غيرك معندهوش الرفاهيه دي وصدقني اول ماتكون واثق وراضي بقضاء الله وقدره وانه هيجيبلك حقك وانت هترتاح ونارك هتهدى وتطفى..... ومتحاولش تعمل حاجه تضيع بيها اخر حته نقيه وسليمه فى قلبك يا ادم متكونش نسخه من ابوك اللى بتكره.... 


ادم: انا حكيتلك وجعي ووثقت فيكي.... انتى مش واثقه فيا وتحكيلي وجعك؟! 


ليلى بارتباك: لا فى وجع ولا حاجه بس بتكلم بحكم خبرتي كدكتورة قلب وياما بنشوف في حياتنا وبيمروا علينا.... 


ادم لاول مره يتجرا ويمسك اديها ويتكلم بنبرة حنونه: فيكي تثقي فيا يا ليلى وعن خبرة انا كمان مشاركه الوجع بتخفف حمله فى القلب انا حسيت بكدا بعد ما حكيتلك اللى بقلبي.... 


ليلى وتنزل منها دموع وتسحب ايديها بكل هدوء: انت وجعك كان فى الخيانه... ابوك خان امك وخانك واتخلى عنها وحبيبتك وصحبك خانوك..... دول ناس تقدر تحملهم الذنب وتزعل وتغضب منهم...... بس انا كمان وجعي خيانه..... الموت هو اللى خاني وسحب منى اعز انسان على قلبي.....(بتاخد نفس) كنت متجوزه يوسف وكنا عايشين حياتنا مبسوطين جدا والكل بيحسدنا على حبنا و سعدتنا لحد ما في يوم خبط على بابنا السرطان ودخل جسم يوسف وهده وقتل فرحتنا وسعادتنا..... وبالرغم من انى دكتورة يوسف مات بين ايديا ومقدرتش انقذه ولا اعمله حاجه.... 


وتحط ايديها على وشها وتبكي بقهر وحزن... 


ادم يقرب ليها كوبايه المايه: اتفضلي اشربي واهدي شوي..... بصي انا مش بعرف اواسي ولا اقول كلام يريح بس اللى اعرفه وسمعته من شيخ وانا بدفن امى..... "الاموات راحو عن دنيتنا دي بجسدهم بس بس لسه روحهم حوالينا وبتشوفنا ولازم نرضيها لترتاح فى قبرها".... 


ليلى بعدم فهم: يعني ايه؟ مش فاهمه... 


ادم بهدوء وحنيه لاول مره يكون فيهم: يعني يوسف لسه عايش فى قلبك وذكرياتك معاه وهو موجود وشايفك وانتى لازم تعملي الحاجات اللى كامت بتسعده وتفرحه علشان يرتاح فى قبره ويكون سعيد.... تفتكري لو شافك بحالتك واسلوب حياتك اللى بقيتي فيه هيكون مبسوط ومرتاح؟! 


ليلى تفكر شويه فى الكلام وتهز راسها بالنفي.... 


ادم يبتسم على عفويتها: يبقى اعملى اللى كان عايزه منك علشان يكون مرتاح ومبسوط.... انا هقوم اطلب من الخدم عصير علشان تريحي اعصابك.... 


ليلى فجاة وهو واقف وضهره ليها: وانت مامتك هتكون مبسوطه ومرتاحه وانت حالتك كدا واسلوب حياتك بقى كدا؟! 


ادم ولاول مره بيرتبك ويتوتر: انا التزمت بوعدي ليها ومقدرش اكتر من كدا..... 


ليلى تقوم وتقف جمبه وتعيد السؤال تاني بنره اهدى واحن: هتكون مبسوطه وهى شيفاك كدا؟! 


ادم ينفجر فى البكى: لا لا لا مش هتكون مبسوطه بس انا مش عارف اعيش حياتي طبيعي واعمل الحاجات اللى تخليها مبسوطه ومرتاحه.... 


ليلى بهدوء: ولا انا عارفه يا ادم بس هحاول...... تحب نساعد بعض؟! 


ادم يبص فى عينيها: انتى بجد هتساعديني ولا هتخوني وتبعدي؟! 


ليلى: مستحيل اوجع حد بوجعي يا ادم لانى عارفه اد ايه صعب.... وايوا هساعدك بشرط انت كمان تساعدني.. 


ادم: موافق يا ليلى.... هنساعد بعض نتخطى ونبدا صفحه جديده فى حياتنا.... تقبلي تكوني رفيقه دربي الجديد... 


ليلى بخجل تمد ايدها وتصافحه: موافقه اكون يا ادم.....


                               تمت 

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.
تم اكتشاف AdBlock!
لقد اكتشفنا أنك تستخدم المكون الإضافي adblocking في متصفحك.
تُستخدم الإيرادات التي نحققها من الإعلانات لإدارة هذا الموقع ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.