المنحوسه والشبح للكاتبة خديجه السيد حصريه وجديده في مدونة قصر الثقافه
المنحوسه والشبح للكاتبة خديجه السيد حصريه وجديده في مدونة قصر الثقافه
الدكتور قرب على الدوشه اللي بره وسالهم هو ايه اللي بيحصل هنا
فوزي قرب من الدكتور وقاله بخوف: الحقني يا دكتور مراتي بتولد خلاص وتعبانه على الاخر انا خايف لابعض الشر يحصلها حاجه وحشه.. اعمل كل اللي في ايدك عشان تولدها دي حملت بعد 15 سنه لف على الدكاتره ومش بعد ما ربنا يكرمنا يروح العيل من قبل ما اشوفه كده.
الممرضه قالتله: يا استاذ ما انا قلتلك روح وديها مستشفى ثانيه حظك النهارده ان النور فاصل بسبب ان الكابلات فرقعت ولولا ساتر ربنا ماعملش حريق.. وهم لسه بيصلحوه
الدكتور: هي معاها حق فعلا مش هنعرف نولدها هنا وانت بتقول حالتها صعبه يعني لا قدر الله حصل حاجه مش هنعرف نلحقها روح بسرعه اقرب مستشفى لينا من هنا
فوزي: ما انا رحت اتنين مش واحده كمان.. أول واحده كانت قريبه من بيتي وقالوا لي الدكتور اللي كانت بتابع معاه مراتي مات
وباقي الدكاتره عندهم ظروف وما فيش ولا واحد توليد.. والمستشفى الثانيه في عماره قريبه منها اتهدت وسده الطريق.. يعني دي المستشفى الوحيده اللي متاحه قدامي
الممرضه: لا حول ولا قوه الا بالله ده ايه الحظ ده.. ما احنا برده مش هنعرف نولدها هنا انت مش شايف مولعين كشافات وقاعدين على الشموع ازاي
فوزي: يعني ايه هتسيبوا مراتي تموت وانتم سامعين صراخها.. لحد ما تروح فيها ما تعملوا حاجه يا ناس بقولكم بقيلي 15 سنه محروم من الخلفه انا وهي وده اول عيل لينا.
في اللحظه دي ابتدت مراته تصوت جامد وواحده من الناس قالت: يا لهوي دي خلاص شكلها هتولد اعملوا حاجه يا ناس الوليه هتروح فيها..
الدكتور ما لقاش قدامه حل غير انه يولدها هنا رغم الظروف الصعبه.. وطلب منهم ينقلوها على جوه .
وفوزي فضل رايح جاي وهو عمال يدعي وحاسس بالقلق لحد ما الممرضه طلعت تصوت وتقول: يا خسرته في الموت مات في عز شبابه.. ربنا يصبر اهله علي فراقه.
فوزي: هو مين ده اللي مات ابني! يا حبيبي يا ابني مات من قبل ما اشوفه لله الامر من قبل ومن بعد.. يعني بعد كل السنين دي كلها تحمل وبرده قلبي يتقهر عليه.. اللهم لا اعتراض.
الممرضه: انا بتكلم على الدكتور اللي دخل يولد مراتك، بعد ما خرج العيلين اتكعبل وهو مش شايف حاجه من الضلمه ووقع على دماغه مات فيها .
فوزي: هي مراتي جابت توام.. يا ما انت كريم يا رب الحمدلله على عوض ربنا
المنحوسه والشبح للكاتبة خديجه السيد حصريه وجديده في مدونة قصر الثقافه
وهنا الممرضه التانيه طلعت وقالت وهي بتصوت برده: الحقوا يا جماعه الست اللي جاب توامين ولد وبنت.. الام ماتت والعيل كمان.. والبنت هي اللي عاشت.
فوزي اتصدم من كلام الممرضه، فقربت منه عشان تديله الطفله فبص عليها وهي شايلاها وابتسم بحزن لكن بعد كده مسك قلبه فجاه ومن الزعل والفرحه مات بالسكته القلبيه.. تحت صدمه وذهول الجميع .
الممرضه: ده الراجل مات هو كمان.. ده اليوم اللي كله حوادث ده.. بقي الدكتور والوليه وجوزها وابنها يموتوا في يوم واحد والبنت الصغيره بس اللي تعيش.. يا نهار ابيض لا تكون وشها نحس وهي السبب في موت الناس دي كلها.
**
الجده عايده كانت قاعده بتعمل تريكو وفي نفس الوقت دخلت حفيدتها سندس اللي كان عمرها ١٢ سنه وهي بتعيط، فسالتها بقلق: مالك يا سندس في ايه يا حبيبتي بتعيطي ليه.
سندس: انا مش هروح المدرسه دي تاني، زمايلي عمالين يتريقوا على أسمي وفي الفسحه بيقولوا لي يلا يا سند أقفي جون.. ولما اقولهم انا عاوزه العب بالكوره زيكم يقولوا لي انتي اسمك سند يبقى مكانك هنا تقفي تسدي الاجوان.. هو انتم ليه سميتوني كده يا تيتا من قله الاسامي يعني.
عايده: يا حبيبتي انتي كان المفروض يكون اسمك سندس أصلا بس الراجل وهو بيكتب اسمك وبيسجله بشهاده الميلاد.. مات قبل ما يكملك الاسم وبعدها رحت بكام يوم عشان اعدل الاسم المبنى كان هيحصل في حريقه ومره تانيه كان هيقع فوق دماغي بيكي.. وكل يوم يحصل مصيبه لحد ما اتكتب كده واضطرينا نقبل بالامر الواقع امال انا ليه بناديكي سندس.. بس في شهاده الميلاد اسمك سند هنعمل ايه بقى ايه اراده ربنا.
سندس: يبقى البنات معاهم حق بيقولوا عليا وشي نحس يا تيته من اول يوم ولادتي وناس كتير ماتت بسببي.
عايده: قطع لسان اللي يقول عليكي كلمه وحشه دي اراده ربنا يا حبيبتي والناس دي كانت مكتوبلها تموت في اليوم ده يعني كانوا هيموتوا سواء اتولدتي ولا ما اتولدتيش.. فما تخليش حد ياثر عليكي ولا تفكري بالطريقه دي تاني..
سندس قعدت مكانها تعيط وقالت: يعني مش كفايه بكره احتفل بعيد ميلادي عشان بابا وماما ماتوا في اليوم ده اكون انا السبب في موتهم ووشي نحس عليهم..
عايده: وبعدين بقى بلاش الكلام ده انتي لو وشك نحس فعلا كان هيكون على طول كده ومع كل الناس لكن اهو كبرتي وانا ربيتك والحمد لله ما فيش حاجه حصلت.. وبعدين كله قدر ومكتوب.
بدات تمور الأيام والشهور والسنين لحد ما سندس كبرت واتخرجت من الجامعه..
وكمان اتقدملها ابن خالتها ورغم اعتراض وقلق الجميع لان البعض بيقول وشها وحش عليهم الا ان أسامه كان مصمم انه يخطبها.. وبالفعل جه اليوم وتمت الخطوبه تحت فرحه وسعاده الكل..
سندس كانت بتحضن جدتها وهي فرحانه وسعيده فقالتلها عايده بحب: عشت وشفت اليوم ده يا حبيبتي اخيرا كبرتي وبقيتي عروسه زي القمر.. شفتي بقى مش قلتلك اللي حصل زمان كان نصيب وانتي وشك هيكون حلو على الكل
سندس: انا مبسوطه قوي يا تيته ربنا يخليكي ليا وما يحرمنيش منك أبدا وبقيت متاكده فعلا ان اللي بيحصل ده قضاء ربنا وانا مش وشي وحش ولا حاجه زي ما كانوا بيقولوا لي زمان.. والدليل اهو ما فيش حاجه حصلت.
وفي نفس اللحظه اللي خلصت فيها سندس الكلام فجاه عايدة حد من الاولاد حدف عليها صاروخ مشتعل من الالعاب الناريه.. خلاها تتخض وترجع لورا بخوف وتوتر لحد ما رجليها فلتت وسندت جامد على البلكونه اللي كانت معموله من الخشب فوقعت منها وماتت..
والخطوبه هنا اتحولت لصدمه قويه للكل وفرحتهم قلبت لتعاسه وحزن ودموع.
المنحوسه والشبح للكاتبة خديجه السيد حصريه وجديده في مدونة قصر الثقافه
سندس كانت قاعده في العزاء عماله تعيط علي جدتها إللي ماتت لأن هي اللي ربتها، وكانت بالنسبه لها الأم والاب فعلاً، قربت منها واحده من العيله وطبطبت عليها وقالت: كفاياكي يا سندس عياط عينيك يا حبيبتي هتروح.. ادعيلها انتي كده بتعذبيها واللي بتعمله ده مش هيرجعها.
سندس: اول مره احس ان انا يتيمه فعلا النهارده.. يا حبيبتي يا تيته هعمل ايه دلوقتي من غيرك.
واحده من قرايبها اللي موجودين في العزاء لوت وشها وقالت: يا اختي اللي يسمعك كده ما يعرفش انك السبب في موتها.. انا قلتها زمان البنت دي ادامها نحس علينا لا وابني الفالح راح يتجوزك.. الحمد لله ان كل حاجه اتكشفت قبل ما يتدبس فيكي اكتر.
سندس: انتي بتقولي ايه يا خالتي ما تحاسبي على كلامك.. وانا مالي ومال موتها ده عيل من العيال الله يسامحه هو اللي فرقع الصاروخ في وشها خلاها تتخض وترجع بضهرها وهي مش شايفه فوقعت من سور البلكونه..اللي من زمان كنت بقعد اقولها خلينا نوضبها ونجيب طوب بدل ما هو خشب كده وممكن يوقع اي حد.. لكنها كانت تقولي خليني احوش الفلوس اللي بتطلعلي من المعاش ليكي اوفر.
= يا سلام يعني سور البلكونه من زمن كده واليوم اللي تتخطبي فيه تموت.. مش ملاحظه انها صدفه غريبه شويه.. طب بلاش جدتك.. يوم ولادتك ده انتي اتسببتي في موت ٤ اربع اشخاص بحالهم يا مفتريه.
سندس اتصدمت من كلامها اللي وجعها وواحده تانيه قالتلها: يا بنتي احنا عارفين انه مش بايدك بس في ناس كده بتبقى أقدام.. لا مؤاخذه يعني في كلمه ما تزعليش بس انتي من هنا ورايح لازم يكون في بيننا مسافه.. واحنا لولا حبنا لستك وده الواجب برده ماكناش جينا واحنا قلقانين لاتحصل حاجه.
سندس: في ايه حرام عليكم هو انتوا جايين تخففوا عني ولا جايين تحرقوا دمي اكتر.. انا مش وشي وحش على حد واللي حصل ده قضاء ربنا وكان هيحصل في اي وقت عادي.. وتيته طول عمرها كانت بتقول كده.
= كانت بتجاملك يا حبيبتي انما هي اكيد كمان كانت بتشوف حاجات منك لكن مش عايزه تقولهالك في وشك عشان ما تزعلكيش.. اكمنك يعني وحيده لكن اكيد لو كانت تعرف انك السبب في موتها ماكانتش خدتك
سندس: بقولك ايه منك ليها اللي تقعد هنا تقعد بادبها وتحترم نفسها هو انتم جايين تهزقوني في بيتي ولا ايه وطالما انا وشي نحس اوي كده ليه بقيلكم كثير قاعدين عمالين تعزه ومافيش حاجه حصلت عشان تعرفوا ان العيب مش فيا وانتم بتقولوا اي كلام.
الكل بصلها وسكت وبعد دقائق اتصدموا ان البيت بيتهز بيهم فواحده صرخت وقالت:
يا نهار ابيض هو ده زلزال ولا ايه.. يا لهوي يا ناس الحقونا هي القيامه قامت.
= ده مش زلزال دي العماره شكلها بتقع فوق دماغنا.. كله يهرب بسرعه بدل ما نموت.. وزعلانه عشان قلنا قدمك نحس علينا ده انتي طلع قدمك فقر علينا كلنا.. وهنموت بسببك.
سندس اتصدمت من اللي بيحصل لكن بعد شويه حاولت تفوق نفسها وجريت معاهم على تحت لكن لاجل الحظ كل اللي في العماره ماتوا الا سندس بس اللي لحقت نفسها ونجت.
**
سندس بصيت ناحيه شنطها والدبله اللي قلعها أسامه وقالت بدموع حزن: صدقت كلامهم وهتسيبني انت كمان يا اسامه.. معظم العيله كلها خلاص راحوا ومابقاش غيري انا وانت وفي الاخر تسيبني لوحدي .
المنحوسه والشبح للكاتبة خديجه السيد حصريه وجديده في مدونة قصر الثقافه
أسامه: يعني عاوزين اعملك ايه يا سندس استنى لما انا كمان تخلصي عليا.. يا شيخه حرام عليكي بقى كنا جايين عشان نفرح بخطوبتنا تتحول لميتم بسبب جدتك اللي ماتت.. وبعد ما كانت كل العيله جايه تعزي في واحده بقى الكل تحت الانقاض وراحوا فيها.. وخلصتي على باقي العيله وكل ده ومش عاوزاني اصدق كلامهم.
سندس: جايز معاك حق بس في النهايه دي حاجه مش بايدي.. وماتعملش زيهم وتظلمني وتقولي ان وشي وحش.. انا كنت فاكراك بتحبني بجد
أسامه: انا بحبك فعلا يا سندس وحاربت اهلي قبل ما يموتوا رغم انهم حذروني منك ومافرقش معايا كلامها لكن اكتر من كده مش هقدر استحمل.. وربنا يسهلك بعيد عني.. ويصبرني على اللي راحه.
سندس: يعني انا كمان مش زعلانه على اللي راحوا خصوصا تيتا بعد ما خلاص بقيت لوحدي.. خلاص يا اسامه مش هحملك مسؤوليتي وهشوفلي بيت اسكن فيه لوحدي بعيد .. اشوف وشك بخير يا ابن خالتي.
**
سندس خدت شنطها وراحت تدور على مكان تسكن فيه.. لكن في الاول ماكانتش لاقيه مكان بسعر مناسب ليها لحد ما واحده صديقتها في الشغل قالتلها: في بيت كده كان ساكن في واحد بس بعد كده عمل حادثه وتقريبا مات.. المهم يعني البيت ده معروض للبيع دلوقتي.. ايه رايك تروحي تشوفيه.
سندس: هو انا يعني عندي حل تاني بعد الشغل لما نخلص يبقى نروح ونشوفه.
ريهام: هاه! لا بصي انا هكون مشغوله ماما طالبه مني حاجات كتير اجيبهالها فانا هديكي العنوان.. واللي فيه الخير يقدمه ربنا بس لو سكنتي في العماره دي ماتجيبيش سيرتي عشان يعني لو حصل حاجه لقدام مايقولوش انا السبب واللي جبتيها تسكن .
سندس فهمت انها خايفه تروح معاها لا يحصلها حاجه هناك، ففي اللحظه دي صعبت عليها نفسها قوي وعيونها دمعت وقالت بحسرة: ماشي يا ريهام
**
سندس راحت لوحدها فعلا عشان تشوف الشقه وعجبتها واتفقت على سعرها مع البواب واستغربت انها ماشافتش اي حد من اصحاب الشقه والبواب هو بس اللي بيتعامل معاها لكن ما اهتمتش بالموضوع.. كل اللي كان فارق معاها انها تلاقي ساكن كويس وخلاص.
وعدت أيام وهي ساكنه في الشقه والامور ماشيه تمام.. لكن في يوم اتفاجئت بالنور قطع عليها.
سندس: يوووه هو انا كنت ناقصه يعني.. يا ترى بقى قاطع عندي لوحدي ولا قاطع في الشارع كله ما انا عارفه حظي النحس.. اهي كملت حتي موبايلي خلاص فاضله 1% ويفصل هو مافيش شمع في ام البيت ده
في اللحظه دي تليفونها فعلا كان فصل، فابتدت تدور على عود كبريت وشمعه لحد ما لقيت ولاعه ولاعتها وقالت: وفين الشمعه بقى.. انا متهيالي لمحتها يعني معقول اللي كان ساكن قبلي ماكانش محتفظ باي شمع.
=لا مين قال كده الشمع عندك في درج النيش.. على ايدك الشمال ثالث درج..
سندس راحت بتلقائيه تدور بالمكان وولعت فعلا الشمعه وقالت بابتسامه عريضه: أهي فعلا.. متشكره جدا يا.. يا نهار اسود ومنيل انت مين يا جدع انت وبتعمل ايه في البيت عندي .
الشخص ده زعق فيها وقال: انا اللي مفروض اسالك السؤال ده بتعملي ايه في شقتي ومين اداكي المفتاح وباي حق قاعده فيها وعماله تستخدمي حاجتي ده انا هوديكي في 60 داهيه دلوقتي.
سندس اتصدمت وهي مش فاهمه ده حرامي ولا بيتكلم بجد فردت وقالت بقلق: انت يا بني ادم انت هو انت حرامي وبتستعبط ولا ايه الشقه دي انا اجرتها من البواب من ثلاث ايام يعني دلوقتي شقتي وماضين كمان عقد فاتفضل يطلع بره بدل ما الم عليك الناس.. واعرفك ازاي تدخل على واحده ست لوحدها.
= لا انتي باين عليكي اتجننتي عايزه تطرديني من شقتي وازاي اسماعيل الزفت ده ياجرلك الشقه من غير ما يرجعلي انا دلوقتي هجيبه وهزقه.. اسماعيل انت يا حيوان تعالى هنا حالا.
سندس: ما تنادي عليه يا اخويا يعني هتخوفني خليه يعرفك مين صاحب الشقه فينا
الشخص ده بصلها بكل قرف وغضب وفضل ينادي على اسماعيل لكنه ماكانش سامعه فقرب عشان يفتح الباب ويطلع ينده عليه لكن اتصدم لما لقى نفسه مش عارف يمسك الباب وايده دخلت جوه الاوكره ذي ما يكون شبح!. مش بني ادم بحق وحقيقي.
لكن كانت الصدمه من نصيب الاثنين.. الشخص ده وقف يبص على ايديه وهو مذهول من اللي حصل وبيحاول يمسك اي حاجه مش عارف وسندس لما شافت المنظر ما قدرتش تستحمل واغمى عليها من الخوف.
**
سندس فتحت عيونها ولقيت نفسها في الارض واول ما افتكرت اللي حصل صرخت برعب وقالت: يا نهار ابيض هو العفريت اللي هنا راح فين يعني من حظي النحس الشقه تطلع مسكونه.. لا انا مش قاعده هنا دقيقه واحده.. يا اسماعيل انت يا حارس الغبره
اسماعيل طلع على صوتها ولاقيها فاتحه الباب وعماله تبص حواليها رعب فسالها باستغراب: مالك يا ست هانم بتزعقي كده ليه؟
سندس: تعالى هنا هو انت ليه ماتقوليش ان الشقه مسكونه.. وانا اقول ليه سعرها حنين كده اتاريكم عاوزين تلبسوها في اي واحد عشان فيها عفريت.
اسماعيل: مسكونه ايه وعفريت ايه اللي انتي بتقوليه عليه ده، الشقه دي كان ساكن فيها دكتور محترم وابن ناس وكان بيساعد الكل ودائما بيحبوا.. لحد ما حصلت الحادثه اياها والكل زعل عليه.. وفي الوقت ده اخواته ما يقدروش يقعدوا في الشقه وهو مش موجود عشان كده كان عايزين يبيعوها بسرعه..
سندس: انت هتستعبط يا راجل انت امال اللي انا شفته ده ايه.
اسماعيل: يا ست هانم مافيش عفاريت وعمر ما حد اشتكى من حاجه زي كده في العماره الا انتي.. يمكن بتهيالك ولا حاجه عشان اول مره تسكني هنا.. والدليل اهو واقف معاكي وما فيش حاجه.
سندس بصيت حواليها وهي عماله تدور على اي حاجه فبعد كده قالت لنفسها بحيرة: معقول يكون مش حقيقي وبيتهيالي.. بس ازاي ده وقف وكلمني وقال إن الشقه بتاعته.. زي ما يكون حقيقي بالظبط.. بس يمكن فعلا كنت بحلم ولا حاجه.
**
سندس قفلت الباب وهي بتتنهد براحه لكن فجاه اتنفضت اول ما سمعت صوت بيقول:
يعني ايه اخواتي اجروا الشقه ليكي وهم عارفين ان انا قد ايه الشقه دي عزيزه عليا.. واشتريتها منهم بعد موت بابا وماما مخصوص عشان ذكرياتنا اللي فيها..!.
سندس: بسم الله الرحمن الرحيم انصرف طب اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. انت بتطلع منين يعني انا مش بتهيالي أهو وانت عفريت مش كده.. يا اسماعيل انت يا بني ادم
سندس جريت فتحت الباب واسماعيل مكنش لسه نزل فرجع تاني وقالها: لا اله الا الله في ايه يا ست هانم ايه اللي حصل تاني
سندس شاورت عليه لانه كان لسه واقف وقالت بخوف: العفريت هناك اهو انت مش شايفه عشان تعرف أنك كداب والشقه مسكونه اهي.
اسماعيل رد عليها بتعجب وهو عمال يبص على الشقه من جوه: هو فين العفريت ده هو انتي برده مصممه ان الشقه مسكونه طب اطلعي لاي حد بالعماره واساليه عن اي حاجه زي كده ولو قالوا لك اه يبقى ليكي الحق.. لكن مافيش اي حاجه انا شايفها قدامي... انتي متاكده ان الشقه هي اللي فيها عفاريت ولا انتي اللي جايباهم معاكي.
سندس لحظه ان الشخص ده عمال يشاور لاسماعيل عشان يشوفه هو كمان فقالت بخوف شديد: جيبيهم معايا منين هو انت شايفني قدامك مخاويه ولا بتاعه اعمال ما اهو قدامك واقف انت ازاي مش شايفه.. ده عمال يشورلك
اسماعيل: انتي هتلبشي جدتي ليه معاكي انا قلتلك مش شايف حاجه وهنزل في حالي احسن.. انا سمعت انك منحوسه آه لكن حتى من نحسك جايبه لنا العفاريت معاكي اعوذ بالله منك ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم يا ساتر
سندس اتصدمت لما لقيت البواب نزل على تحت وتجاهلها ففضلت تصرخ وتقول: تعالى هنا انت نازل وسايبني مع العفريت لوحدي.. يا اسماعيل انت يا حيوان يا رب اعمل ايه دلوقتي.
سندس رجعت لورا بخوف اول ما الشخص ده قرب منها وقالها: الظاهر كده ما فيش حد شايفني غيرك ؟
سندس مسكت في الباب وهي خايفه وفضلت تقرا قران وتقول: بسم الله الرحمن الرحيم ابعد عني حرام عليك مالقيتش غيري وتطلعلي عشان تلبسني وتاذيني.. شوف اي حد تاني والله هتندم لو لبستني انا اكثر واحده نحسه في العالم ومافيش يوم حلو عدي عليا، ولو حصل بتاكد ان بعد كده في مصيبه هتحصل.
عبدالرحمن بصيلها من فوق لتحت وقال بضيق: ما تهدي بقى ومين قالك اني عفريت اصلا.. انا مش عارف صحيح ليه انتي الوحيده اللي ظهرتلك ممكن تسكتي عشان انا مش فاهم انا كمان ايه اللي حصلي.. وبعدين ما تدخلي واقفلي الباب انت هتفضلي فاتحاه اسماعيل ده جبان مش هيطلع تاني انا عارفه كويس.
سندس: ولما انت عارفه ما تنزله هو طالعلي ليه.. وبعدين مش هقفل الباب وما ينفعش احنا الاتنين نفضل في مكان واحد.. حتى لو مع عفريت الاصول اصول.. انصرف بقى يا اخي ده انا غلبانه وهبله ومش هنفعك ما عندك العالم كله .
عبدالرحمن: باين مش هتستفاد منك بحاجه انا لازم فعلا احاول اروح لاخواتي ولا لاي حد يساعدني.. وخليكي انتي كده مع نفسك.
مقتنعه ان انا عفريت.
سندس غمضت عينيها بخوف لما لقيته مقرب منها اكتر لكن بعد فترة فتحت لقيته اختفى..
خالص!..
**
ريهام فتحت الباب واتفاجئت بسندس ماسكه فيها جامد من ورا فقالتلها: يا بنت في ايه مالك ماسكه فيا كده ليه؟ ما احنا سالنا قدامك العماره كلها وفي الشارع كمان وما حدش قالنا خالص ان في بيت مسكون ولا عمرهم شافوا الحاجات دي هنا.. دي اكيد تهيؤات عشان بس المكان جديد عليكي.
سندس: انتي كمان يا ريهام مش مصدقاني انا في الاول فكرت فعلا بتهيا لي لكن لما ظهرلي تاني اتاكدت انه حقيقي.. وبعدين هتجنن لما هو ما فيش حد مات هنا جايلي ليه.. ده ايه الحظ النحس ده يا ربي
ريهام: مش يمكن يا بنت حد من اهلك ولا من اللي ماتوا ووشك نحس عليهم وجايلك هنا عشان ينتقم منك.. هو شكله ايه يعني عينه واقعه مضروب في وشه دماغه مفتوحه يعني عارفه تشوفي ملامحه كويس وتشبهي عليه.
سندس دخلت وقالت بغضب: ما تتلمي انتي كمان يا ريهام.. وبعدين شكله عادي بني ادم كويس وصحته احسن مني ومنك كمان بس انا ما شفتوش خالص قبل كده.. بس قالي محدش شايفه غيري وفعلا اسماعيل لما طلع وكان واقف قدامه ما شافهوش خالص رغم انه كان عماله يشاورله..
ريهام: آه كمان انتي اللي شايفه بس وما تعرفوش قبل كده لا فعلا حظك حلو قوي.. طب انا كده عملت اللي عليا امسكي المفتاح بقى ومع السلامه.
سندس: تعالي هنا هو انتي اللي عرفتيني على الشقه دي عشان خاطري يا ريهام باتي معايا الليله حتى وخليكي جدعه بقى
ريهام: ومين قالك ان انا جدعه في الحاجات دي بالذات انا ماليش كبير.. ده عفريت يا حبيبتي هو واحد حرامي جاي يسرقك هقف قصاده عشان احميكي ساعتها هيلبسني انا.. انا على وش جواز مش ناقصه اتعفرت.. وانتي شغلي قران وانتظمي في الصلاه والاذكار.. هو ده اللي هيحميكي احسن من البني ادمين..
سندس حاولت كتير تقنعها تبات معاها النهارده لكنها ما رضيتش، فما لقيتش قدامها حل غير تدخل لوحدها وقفلت الباب بعد تردد كبير وشغليت القران بصوت عالي وفضلت قاعده ورفضت تغير هدومها ولا حجابها وهي عماله تبص حواليها بخوف.. وبالفعل اللي حسبته لقيته وظهر قدامها تاني.
سندس: يا اخي حرام عليك والله كنت حاسه انك هتطلعلي.. انت عاوز مني ايه؟ مش انت عفريت اسال عني والله هتلاقي عني كل شر ما تلبسنيش وشوفلك حد غيري
عبدالرحمن: هو انتي ليه مصممه ان انا عفريت وبعدين ما انا مش لاقي غيرك بصراحه ممكن يساعدني.. انتي الوحيده اللي شايفاني فممكن تساعديني.
سندس: انت كمان جايلي اساعدك حلاوتك!
هو أنا عارفه اساعد نفسي لما اساعدك.. جيت للعنوان الغلط للأسف انا حتى لو وافقت اعرف انك هتلبس في الحيط
عبدالرحمن قرب منها وقال: ما انا مش فاهم انتي ليه بالذات الوحيده اللي مسموحلك تشوفيني واكيد ربنا ليه حكمه في كده.. ارجوكي لازم تساعديني خصوصا بعد المصيبه اللي عرفتها .
سندس خافت منه لما قرب ومسكت ريموت التلفزيون وعليت القران على اخره وحاولت تتجاهله فاعبد الرحمن بصلها وقالها: وانتي يعني مفكره بالطريقه دي هنصرف! طب الاحسن تجيبي سوره البقره اصلها بتحفظ البيت ثلاث ايام والافضل كمان انك بدل ما تسمعيها تجيبي القران وتقريها ممكن ساعتها اتحرق.
سندس اتصدمت من كلامه وكانت هتتجنن في نفس الوقت وانه مش راضي يختفي فقالت: ده ايه العفريت الملتزم ده ياربي هو انت عارف الحاجات دي منين المفروض تكون عفريت.. ولا انت من فصيله العفاريت الطيبه طب عشان خاطري ما تاذينيش وسيبني وامشي.
عبدالرحمن: يا ستي أنا مش عفريت اصلا ولا جني، وده اللي بحاول افهمهلك وانتي مش راضيه تصدقي.. انا اسمي عبد الرحمن ومسلم اصلا عادي
سندس بصيتله بتردد وقالت: ولما انت مش عفريت امال انت ايه بالظبط وليه أنا الوحيد اللي شايفاك.. وعاوزني اساعدك في ايه هو انت تعرفني ولا انا اعرفك.. انا لولا معيش فلوس تاني كنت عزلت وسبتلك الشقه يمكن تحل عني.
عبدالرحمن: قصدك شقتي ما الشقه اللي انتي قاعده فيها دي تبقى بتاعتي.. الظاهر كده اخواتي باعوها ليكي بعد ما موت.
سندس: شفت اديك اعترفت بنفسك يعني انت عفريت اهو او روح طالعه لي..
عبدالرحمن: يا ستي اقسم بالله العظيم ما عفريت ولا جايه اذيكي بس يمكن فعلا اكون روح.. لكن صدقيني مش هعملك حاجه بس
نفسي اعرف اخواتي عملوا كده ليه.. الشقه دي انا اشتريتها منهم لما قسمنا الورث لانها شقه اهلي اللي اتربيت معاهم فيهم وقلتلهم مستحيل نبيع ذكرياتنا كده لاي حد.. حتى لو مت هتفضل موجود عشان نفتكر بعض بيهم
سندس: هو انت كمان بتحلف.. يعني انت عاوز ايه دلوقتي وهاجيبلك اخواتك منين دول.. ما هو بص حتى لو الشقه دي بتاعتك فانا دلوقتي اجرتها وانت لسه معترف بنفسك انك مت انا مش عارفه الجنان اللي انا فيه ده بكلم واحد ميت على اخر الزمن.
عبدالرحمن سكت شويه وقال: طب انا عندي حل ايه رايك تساعديني وافهم اخواتي راحوا فين وليه باعوا الشقه دي.. وقصاد كده صدقيني مش هاجي جنبك وهختفي من حياتك زي ما انتي عاوزه بس نفسي اعرف اخوتي فين..
سندس: طب ما تروحلهم لوحدك هو انا ماسكاك.
عبدالرحمن: انا حاولت اخرج من هنا ما عرفتش.. بس انتي لما رحتي الصبح الشغل لقيت نفسي اقدر اخرج وراكي.. و وقتها فهمت ان انا ما ينفعش اروح ولا اجي الا بيكي.. عرفتي انا ليه طالب منك تساعديني انتي بالذات.. انا لو في نيتي حاجه وحشه هستنى ليه كل ده ثقي فيا وما تخافيش.
سندس بلعت ريقها بتوتر وهي مش عارفه تعمل ايه ولا متخيله اصلا انها ممكن تساعد عفريت في يوم من الايام لانها لسه مصممه أنه طالما مش انسان يبقى اكيد روح، وهتاذيها.
**
سندس نزلت على السلم وقربت من اسماعيل بتردد وبصه ناحيه عبدالرحمن اللي كان واقف جنبها وطبعا ما حدش شايفه غيرها وشاور ليها بتشجيع انها تتكلم، فقالت بتوتر: بقولك ايه يا عم اسماعيل هو انت تعرف كويس الراجل اللي كان ساكن قبليه ده.. تقريبا كان اسمه ايه.
اسماعيل: ايه يا ست سندس لسه برده مصممه ان الشقه مسكونه كان اسمه عبد الرحمن ودكتور وعنده مستشفى كبيره لكن اخواته باعه شقته بعد ما الحادثه حصلت
سندس ردت بخوف وحذر: يعني إللي إسمه عبد الرحمن ده مات في الحادثه اللي انت بتقول عليها دي
اسماعيل: لا ما ماتش بس دخل غيبوبه بقيله يجي خمس شهور فيها ولحد دلوقتي ما فاقش منها لكن اكيد يعني مش هيفضل المده دي كلها عايش على الاجهزه في المستشفى ويفضل عايش.. عشان كده اخواته خدوا كل حاجه
سندس وعبدالرحمن بصوا لبعض بصدمه وهم مش فاهمين حاجه.. فقال عبد الرحمن بلهفة:
طب اساليه على عنوان المستشفى دي ولا حتى اخواتي دول حاليا فين.
**
في المستشفى.
سندس كانت عماله تبص للشخص اللي نايم على السرير والاجهزه حواليه مش دريان بحاجه وترجع تبص لعبد الرحمن اللي واقف قدامها بصدمه وذهول: انا مش فاهمه حاجه طب لما انت لسه عايش اهو ليه روحك طلعتلي ده انتم نسخه من بعض ونفس الشبه..
عبدالرحمن كان لسه هيرد عليها لكن سمع صوت اخواته جايين من بره فبسرعه قالها: استخبي بسرعه في اي حته انا كده كده مش هيشوفوني.. يلا انتي لسه هتبصيلي ما انتي اكيد لو قلتلهم حاجه عني مش هيصدقوكي وهيفكروكي مجنونه.
سندس كانت عاوزه تطلع بره لكن في النهايه سمعت كلامه واستخبت تحت السرير.. وفي الوقت ده دخلوا اخواته البنات.
مروه: اهو لسه عايش وفيه نفس مش عارفه امتى نيجي ونسمع الاخبار الحلوه والدكاتره يقولوا لنا انخ خلاص قطع النفس ونقدر نتصرف في الورث براحتنا كله.
ريهام: يا بنت اسكتي بدل ما حد يسمعنا.. وبعدين ما احنا عارفين نتصرف في الورث وراشينا المحامي لكن المشكله مش قادرين نتصرف في كل حاجه ونبيع.. عشان كده ما فيش غير الحل اللي قلتلك عليه.. نشيل الاجهزه وندفع للدكاتره ونقول أنه مات
مروه: ايوه بس افرضي حد عرف حاجه زي كده هنروح في داهيه.. اللي كنا بنعمله زمان كان بيعدي على خير من غير ما عبدالرحمن ياخد باله لما كنا بنطفشله اي عروسه عشان ما يتجوزش ويخلف ولد وما نورث حاجه معاه.. انما دلوقتي هنشيل اجهزه من عليه وهو لسه فيه النفس يعني قتل
ريهام: ما احنا ما قدامناش حل تاني خدنا ورثنا وصرفناه كله على جوازنا ونصبوا علينا.. وهو الناصح عرف يستثمر فلوسه ويكبرها صح وبدل ما يديني حاجه عاوز يجيب عروسه عشان تقش وبعدين هو كده كده ميت ولا عندك حل تاني.
مروه وريهام فضلوا بتكلموا شويه وبعد كده طلعوا على بره بعد ما اتفقوا هيشيلوا الاجهزه من عليه..
وعبدالرحمن كان واقف مصدوم من اللي بيسمعه فطلعت سندس من تحت السرير وقالت بتردد: هم دول اخواتك ولا كانوا يقصدوا حد تاني واتلخبطوا انت مش بترد ليه طب انت كويس.
**
في الطريق.
سندس كانت ماشيه جنب عبد الرحمن وملاحظه انه ساكت وباين عليه الحزن والحسره فلقت نفسها بتحاول تخفف عنه وقالت: خلاص بقى هو انت مش كنت عاوز تعرف الحقيقه.. وبعدين بقينا في زمن صعب، يعني عندك انا اهلي كلهم ماتوا عشان وشي نحس عليهم واللي عايشين اتبروا مني من كتر ما خايفين على حياتهم.
عبدالرحمن انتبه ليها وسالها: هو انتي ليه كل شويه تقولي على نفسك كده حتى البواب.. سمعته في مره بيقولك حاجه زي كده لما كنتي بتصرخي وفكريني عفريت.. مالك يعني وليه بتقولي على نفسك كده .
سندس ابتسمت بحسره وقالت: لا ابدا حاجه بسيطه الدكتور اللي بيولدني مات وامي وابويا ماتوا في نفس اليوم وكان ليا اخ توأم برده مات.. ويوم خطوبتي جدتي ماتت ويوم عزاء جدتي باقي العيله كلها العماره وقعت عليهم وما حدش نيجي غيري شفت نحس اكتر من كده.
عبدالرحمن بصلها كتير باستغراب وقال: يعني انتي الوحيده اللي عيشتي بعد ما البيت وقع على عيلتك كلها زشايفه نفسك نحس انتي مستوعبه انتي بتقولي ايه.
سندس: ما هو انت مش فاهم حاجه..
سندس بدات تحكيله تفاصيل حياتها وهي مش فاهمه ليه واشمعنى هو بالذات لكن يمكن لأنه الوحيد اللي لقيته بيسمعها من بعد جدتها وكمان عبد الرحمن بدا يسمعها باهتمام وقالها في النهايه: ايوه برده مش فاهم على اي اساس بتقولي على نفسك نحس.. وأنتي لسه قايله بنفسك ان قبل موت جدتك كنتي دايما بتحذريها من البلكونه دي وهي اللي مكبره يعني ممكن في اي لحظه كان يحصلها كده.. وبالنسبه لوالدتك فانتي قلتي برده ان والدك فضل يلف بيها مستشفيات كثيره وهي كانت خلاص تعبانه جدا يبقي هو ده السبب اللي خلاها تموت بعد ما ولدتك.. وعادي في ناس من كتر الفرحه او صدمتها بيحصلها سكته قلبيه زي اللي حصلت لابوكي.. يعني كل ده صدفه عادي
سندس: يا سلام طب والدكتور وباقى عيلتي اللي ماتت.. واخويا نفسه اللي كان توأمي برده كلهم صدفه.. طب ده حتى اسمي ساعه لما جي يسجله الراجل كتب سند وما لحقش يكمل سندس عشان كل ما تيته تيجي تسجل اسمي كانت تحصل مصيبه
عبدالرحمن ضحك فجاه جامد فجاه وقالها: ايه ده هو انتي اسمك سند بجد مش سندس.. اول مره اسمع الاسم ده في حياتي.
سندس: ما تضحكش واتلم ما تنساش اني الوحيده اللي عمال اساعدك كمان هتتريق عليا.. زي ما كانوا بتريقوا عليا في المدرسه ويقوليلي سند ونحس، انا من وقتها حرمت اقول لحد اسمي الحقيقي.. وانت تقولي صدفه
عبدالرحمن: ايوه صدفه.. انتي عارفه حاجه عن الدكتور ما يمكن كان تعبان اصلا من غير حاجه وعادي في ناس بتولد توائم ويموتوا.. وبالنسبه للبيت اللي وقع ساعه عزاء جدتك فيا ذكيه انتي لسه قايله بنفسك ان البلكونه كانت مؤهله للسكوت فمعنى كده البيت كله بقيله فتره طويله وكان لازم تجددوه.. فكلها صدفه وده كان هيحصل سواء اتولدتي ولا لا..
سندس بصيتله شويه ولاول مره تفكر في كلامه وبعد كده قالت: تعرف انك بتتكلم زي تيته كانت دايما بتقولي كده برده.. بس اكيد كانت عاوزه تهون عليا.
عبدالرحمن: او يمكن عشان مؤمنه بربنا كويس وعارفه ان ما فيش حاجه اسمها كده نحس ووشك وحش وانتي اللي بتموتيهم دي كلها تدابير ربنا.. وهم اللي عاوزين يلبسها لك، طب ما الدليل اهو الحوادث دي بتحصلك كل فتره والثانيه وانتي لو نحس زي ما بتقولي كنتي طول طول الوقت هتحصل حاجه.. ولا انا بتكلم غلط.
سندس سكتت وماعرفتش ترد لانه كلامه فعلا كان صح لكن ماكانش عندها اقتناع كبير بيه فقالت: هو انت ناوي تعمل ايه في موضوع اخواتك.
عبدالرحمن كشر وقال بحزن: هو انا بايدي حاجه.. انا عمري ما قصرت معاهم على فكره في حاجه وكنت دايما بديهم لكنهم كانوا طمعانين بالاكتر وفهمت ده متاخر..
المنحوسه والشبح للكاتبة خديجه السيد حصريه وجديده في مدونة قصر الثقافه
سندس بلعت ريقها وقالت بتوتر: ايوه يعني هتسيبهم يموتوك.. هو انت لو مت مش هتظهرلي تاني صح .
عبدالرحمن: ايه عايزه تخلصي مني معاهم ..
سندس: لا خالص بس بقول ان اكيد في حل نحاول يعني نوصلهم انك عايش بس المشكله مش هيصدقوني..
عبدالرحمن بصلها شويه واستغرب انها في البدايه كانت رافضه تساعده ودلوقتي بتدور معاه على حل فسكت شويه وقالها بلهفه: طب لو انتي عاوزه تساعديني فعلا في حل... هم اكيد دلوقتي بيدوروا على الاوراق بتاعه ملكيه كل حاجه تخصني وانا شايلها في البيت في خزنه مداريه صعب حد يعرفها غيري.. الورق ده عاوزك تجيبيه وتديه لفريد صاحبي هو الوحيد اللي ممكن هيساعدني لو عرف ان انا عايش.
**
في المستشفى.
عبدالرحمن: يلا بسرعه يا سندس النهارده هيفصلوا الاجازه بعد ما اقنعه الدكاتره ان انا خلاص ميت.. فريد هناك اهو ناديه بسرعه وقوليله
سندس حطيت الورق في الشنطه وهي بتجري عليه: استاذ فريد.. عبد الرحمن عايش ما ماتش على فكره وانا مستعده اثبتلك ده بس ما تخليش اخواته يفصلوا الاجازه هم عاوزين يموتوه عشان يورثوا فيه.
فريد: و انتي مين انتي ان شاء الله ودخلك ايه؟ بقولك ايه يا شاطره روحي للبعتك عبد الرحمن خلاص مات.. والتكاتره جوه بيفصلوا الاجهزه.. واكيد مش هتعرفي اكتر مننا ومن اخواته
سندس: ايوه بس انا بقولك الحقيقه يا عبد الرحمن عايش وحتى الاوراق اللي..
فريد: ما قلتلك بطلي بقى كلام كثير وما تدخليش نفسك في اللي ما لكيش فيه.. هو من امتى عبد الرحمن يعرفك اصلا واجيبلك من الاخر حتى لو عايش ياستي مش عاوزين نعرف هو خلاص مات بالنسبه لنا.
سندس اتصدمت من كلامه وفهمت انه معاهم وعبد الرحمن في اللحظه دي حالته كانت صعبه وصدمته كبيره في الكل فرد بيأس وإحباط: خلاص يا سندس الظاهر فعلا الموت افضل ليا.
سندس اتصدمت من كلامه وفجاه جريت على جوه وفضلت تزعق فيهم: هو انتم ما عندكوش دم اخوكم لسه في النفس وعايزين تشيلوا عنه الاجهزه ده بدل حتى ما تفضلوا حاطينها مدى الحياه.. على امل يصحى في يوم والله لافضحككم ابعدوا عنه وما لكوش دعوه بيه.
ريهام: أنتي اتجننتي دي مين اصلا وبتدخلي ليه.. يلا طلعوها بره.
سندس زقيتهم بعيد عنهم وجريت علي عبد الرحمن وهو على السرير تحاول تفوق فيه، وروح عبد الرحمن كانت واقف بتتابعها من بعيد وهو مبتسم بحزن ان هي الوحيده اللي بتحاول تنقذه..
لكن سندس اتصدمت لما لقيته اختفى.. واعتقدت انه مات لكن اتصدمت لما سمعت صوت حد بيقول : انتي مين وبتعملي ايه هنا.
سندس اتفاجئت انه فاق على السرير فقالت بسعاده: عبد الرحمن انت عايش. هو انت مش عارفني انا سندس ال..
سندس سكتت وما عرفتش تقول ايه.. لكن اخواته البنات قربوا منه وزقوها وابتدوا يعملوا نفسهم فرحانين انه فاق..
وعبد الرحمن تجاهلها تماماً
وسندس هنا حسيت بيأس الحزن وان مهمتها لحد هنا خلصت.. لما لقيته مش فاكرها واكيد مهما تقول مش هيصدقها.
**
سندس قفلت شنطه هدومها و وقفت تبص على البيت بإحباط وراحت فتحت الباب عشان تمشي واتصدمت لما لقيت قدامها عبدالرحمن لكن بعد كده قالت بتردد: اكيد جي عشان تستلم الشقه المفتاح اهو.. وما تخافش كل حاجه مكانها.
عبدالرحمن خد منها المفتاح وسندس حسيت بالاحباط اكتر لان كان عندها امل يكون هو الروح اللي كانت مؤنساها وطلعتلها لكن اول ما مسكه فهمت ان هو ده عبد الرحمن الحقيقي، فقالها: انتي اللي بعتيلي جواب تحكيلي في ايه حقيقه اخواتي.. ومعاه الورق اللي كنت سايبها هنا.. انا اتاكدت من كلامك وانهم فعلا كانوا عاوزين يموتوني وانا في الغيبوبه.. متشكر جدا يا سند
سندس: على ايه اي حد كان هيعمل مكاني كده.. وكمان.. ايه ده لحظه واحده انت قلت سند انا ما قلتش الاسم ده لحد خالص من بعد ما اتخرجت.. هو انت ..
عبدالرحمن ابتسم قوي وقالها: ايوه يا سندس افتكرت كل حاجه لما ظهرتلك هنا وكنتي فاكراني عفريت وقلتلك تساعديني وانتي حاولتي بكل ما فيكي تقفي جنبي.. بدون اي مقابل.. واحده واحده بدات تفتكر كل حاجه لوحدي.. وفهمت ربنا ليه اختارك انتي بالذات عشان احنا الاتنين فعلا كنا محتاجين حد يفوقنا من الغيبوبه اللي عايشين فيها مع الناس اللي حوالينا.
سندس ابتسمت بسعاده وقالت بخجل: انا فعلا بطلت افكر ان انا نحس وركزت في كل حاجه بتحصل معايا لقيت انها بتحصل مش بسببي ولا حاجه.. فانت كمان ساعدتني زي ما انا ساعدتك حمد لله على سلامتك يا عبد الرحمن .
عبدالرحمن ابتسم اكثر وقال: سندس تتجوزيني.
النهايه
