رواية شيفرة الظل الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه هاجر السيد حصريه وجديده على مدونة قصر الثقافه

رواية شيفرة الظل الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه هاجر السيد حصريه وجديده على مدونة قصر الثقافه
روائي موهوب


رواية شيفرة الظل الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه هاجر السيد حصريه وجديده على مدونة قصر الثقافه 





رواية شيفرة الظل الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه هاجر السيد حصريه وجديده على مدونة قصر الثقافه 


في قلب القصر الرئاسي، وبين جدران سميكة تحجب العالم، جلس الرئيس على مكتبه، أمامه كوب قهوة سوداء لم تمس، ومجموعة ملفات مفتوحة على آخرها.


رن الهاتف الأرضي المخصص للخطوط المشفرة.

رقم غير معروف.

لكن الصوت كان معروفاً 

الصوت:

"اسمعني كويس... الشحنة تدخل. آخر إنذار"


كان الصوت مسموماً بالتهديد.


الرئيس لم يرد


الصوت:

"بنتك مش هتشوفها تاني... لو ما وافقتش"


الرئيس:

"لو حد قرب منها، هتبقى نهايته على إيدي"

وقبل أن ينهي المكالمة، أغلق الخط في وجه زعيم العصابة.


اتصل بابنته فوراً 


ريام: 

"الو بابا"


الرئيس: 

"ارجعي البيت حالاً ، حالاً يا ريام"


ريام (بضحك): 

"بابا في إيه، أنا مع صحابي، في مط…"


وفجأة، يأتي صرخة.


ثم… الصمت.


الرئيس (بصوت عالي):

: "ريام! رياااام! ردي عليا!"


لكن الخط... انقطع


سكت الرئيس لحظة... ثم ضغط زراً على مكتبه

الرئيس:

"نداء عاجل... اجتماع طارئ لكل القيادات"


---

(( الاجتماع الأمني))


تجمع الرجال الأقوياء، على وجوههم ملامح صدمة لم تعلن بعد.


جلس الرئيس على رأس الطاولة، نظراته تقطع الصمت مثل السكاكين

رواية شيفرة الظل الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه هاجر السيد حصريه وجديده على مدونة قصر الثقافه 

الرئيس:

"بنتي ريام، مستهدفة. العصابة بتضغط  عليا علشان ندخل شحنة سلاح ومخدرات جوه البلد"


رمق الجميع بعضهم البعض.

الوضع تخطى الخط الأحمر.


الرئيس:

"الشحنة جاية من حدود ليبيا... والمعلومة أكيدة"


سأله أحدهم بهمس:

"نطلب مساعدة؟"


رد الرئيس بقاطع حاد:

"عايز راكان الجدري"


-------


[ في مكان خارج البلد - إنجلترا]

كانت السماء رمادية فوق إنجلترا، تعكس لون قلبه منذ أن قرر الرحيل.

تقطعت خطواته على البلاط المبتل وهو يخرج من المسبح الخاص، مبلل الجسد، جسده عليه آثار جراح قديمة… جراح لا تلتئم حتى بالغربة


راكان الجدري

اسم يهمس في الأجهزة الأمنية كـ"سلاح احتياطي"، لا يخرج من غمده إلا حين تنفجر الأمور.


كان خارج الخدمة منذ ستة أشهر.

أغلق كل ما يربطه بالعمليات. أغلق هاتفه القديم، ذاكرته، ومبادئه التي كادت تقتله.


“بابا راكان!”


ركض الطفل الصغير على أطراف المسبح، ممسكاً بهاتف،

"تليفونك بيرن"


راكان نظر إليه وابتسم ابتسامة خفيفة، ومد يده.

نظر إلى شاشة الهاتف...

اسم المتصل: "الرئيس"


ضغط على "رد"، دون أن يرفع الهاتف لأذنه.

مرر يده في شعره المبلول، ثم تكلم بصوت أجوف:

" إيه المصيبة الجديدة؟"


جاءه صوت الرئيس جاداً ، دون مقدمات:


"أول طيارة ، وارجع مصر فوراً"


راكان تنهد، وضع المنشفة على كتفه، وأجاب بثبات:


"أنا خارج الخدمة دلوقتي"


الرئيس:

"أجازتك خلصت، ارجع"

راكان (بحده):

"أنا مش بمشي بمزاج حد، ولا برجع بأمر حد"


سكت الرئيس للحظة، ثم قال بنبرة أكثر قسوة:

"دي أوامر"


راكان رفع حاجبه، ثم قال ببرود:

"عندك غياث ومنذر، يشيلوا المهمة"


الرئيس:

"شكل القعدة في إنجلترا... وبناتها، نستك ولاءك"

رواية شيفرة الظل الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه هاجر السيد حصريه وجديده على مدونة قصر الثقافه 

راكان رفع حاجبه، دون أن يرد

وفجأة انقطعت المكالمة.


نظر للطفل الواقف بجانبه

،للحظة… الزمن توقف.


---

(فلاش باك)


كان ذلك قبل خمس سنوات.

في أحد أسوأ المهام التي شارك فيها، اقتحموا مخيم مهجور تحت النيران.

وبين الجثث، كان هناك طفل صغير، يغطيه التراب والدم، يمسك في جثة رجل ويصرخ:


"بابا مات... ماما ماتت... أخويا مات... أنا بقيت لوحدي"


راكان نظر له ،

ثم نزل على ركبتيه، في مستوى الطفل، مسح دموعه بإيده  وهمس:

"اعتبرني بابا من النهارده... مش هسيبك أبداً"


ومنذ ذلك اليوم، صار الطفل "زيد" جزءًا من حياته، لا يفارقه أبداً.

(باااك)


راكان (بإبتسامة):

الحلو عايز يفطر ايه 

ورفعه علي كتفه 


زيد (بتفكير):

عايز اكل بيض بالبسطرما و جبنه رومي و لانشن بالزيتون 

و حاجات كتير تانيه عايز أكلها 


قاطعه راكان بضحك:

"طب ما تاكلني بالمره اي ياعم دا كله "


زيد وهو بيمسك ايد راكان من فوق بحركه طفوليه:

"عشان يبقي عندي عضلات زيك "


راكان:

"طب يلاا يا بطل "


--------

في مصر بعد مكالمة راكان والرئيس ،

الرئيس اتبعتله فيديو لبنته 

وهي مربوطة علي كرسي وهدومها كلها دم 


ــــــــــ

راكان كان قاعد علي كرسي وقصاده زيد بيلعب 

اتبعتله مسدچ من غياث 

"شوف الفيديو ده "


فتح راكان الفيديو

ظهرت ريام، ابنة الرئيس، مربوطة على كرسي

وجهها عليه دم،

وهدومها كلها دم 

كانت تصرخ، تحاول الفكاك، 

"بابا... بابا..."


ثم صرخة مدوية.

ثم ظلام.


راكان سكت ثواني 


تليفونه رن اسم المتصل"غياث "

فتح الخط 

غياث: 

انت قولت اي للرئيس عصبه اوي كده ، شوفت الفيديو اللي بعته 


راكان:

شوفته ،قولتله خلي غياث ومنذر، يشيلو المهمه 

رواية شيفرة الظل الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه هاجر السيد حصريه وجديده على مدونة قصر الثقافه 

غيات:

راكان عارف ان اخر مهمه مكنتش احسن حاجه ليك، 

بس لازم ترجع البنت في خطر ودي البنت الوحيده للرئيس ، لو حصلها حاجه ضميرك هيأنبك بعدين 


راكان سكت ثواني بتفكير 


راكان(بهدوء ، هدوءه كان هو العاصفة):

احجزلي علي اول طياره 


غياث:

أخيراً الجبار نازل مصر 


ــــــ

راكان (نده علي زيد):

زيد ، زيد 


زيد راح ناحيته:

نعم يا بابا 


راكان:

يلا عشان نجهز 


زيد:

ليه رايحين فين 


راكان وهو ماسك ايده وطالعين:

نازلين مصر 


ــــ


راكان بدا في تجميع أغراضه 

أخرج من الدولاب صندوق أسود 

فتح القفل.

أخرج زيه الرسمي، حزام السلاح، جهاز اتصال خاص،


لبسهم في صمت، كما لو كان يرتدي جسده الحقيقي.


وقف أمام المرآة.

لم يري انعكاسه، بل رأى نفسه كما كان، كما لا يجب أن يكون مرة أخرى


#الفصل الثاني

#رواية "شيفرة الظل "


"العودة إلى القاهرة"


كانت الطائرة تخترق سماء الليل بسرعة تبتلع المسافات،

وفي المقعد الأخير جلس راكان صامتًا، عينيه معلقتان في الفراغ،

وصوت محركات الطائرة يخفي داخله ضجيجاً آخر…

ضجيج الحرب اللي راجع لها غصب عنه.


زيد كان نايم على كتفه، ماسك في إيده بإصرار طفل مش عايز يسيبه لحظة.

نظرة راكان ليه كانت مزيج من حنان ووجع وذنب…

عارف إن الرحلة دي مش رحلة عودة، دي بداية النهاية.


أغلق عينيه، لكن الصور ما سابتوش:

الدم، الصراخ، المهمة اللي ضيعت رجاله، والخيانة اللي حطمت قلبه قبل ما يسيب البلد.

فتح عينه فجأة…

ابتسم ابتسامة ميتة، وهمس لنفسه:

"واضح إن الجحيم لسه فاضلله دور تاني معايا."


رواية شيفرة الظل الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه هاجر السيد حصريه وجديده على مدونة قصر الثقافه 


                  [ مطار القاهرة الدولي ]


كانت الساعة الثالثة فجراً لما نزلت الطيارة.

الجو خانق، والمدينة نايمة على أسرارها.


خرج راكان بخطوات ثابتة، لابس جاكت أسود ونظارة سوداء .

عيناه تتحركان بتركيز… كأنه بيراقب كل حركة في المكان.


كان غياث مستنيه عند البوابة بسيارة سوداء،

وقف جنب العربية، سحب نفس سجاير وقال بإبتسامة ساخرة:

"مرحب بعودتك من الراحة للعذاب."


راكان رمقه بنظرة خالية من أي تعبير وقال:

"الراحة عمرها ما كانت مكاني أصلاً."


فتح الباب، دخل العربية، جلس في صمت.

زيد نايم في الكرسي الخلفي، وغياث بصله بإستغراب:

"ده مين؟"


راكان بهدوء:

"ابني."

غياث رفع حاجبه بدهشة:

"ابنك؟ أنت اتجوزت امتى وخلفت؟ 😳"


رمقه راكان بنظره حاده 


سكت غياث… فهم إنه مش وقت الأسئلة.

شغل العربية، وانطلقوا وسط طريق مظلم بيقطع الصحراء الشرقية.


---


           [ المخابرات العامة – مقر العمليات ]


الاجتماع بدأ قبل ما يوصل راكان،

كل القيادات العسكرية والأمنية قاعدين حوالين طاولة ضخمة،

على الشاشة قدامهم لقطات من فيديو الخطف،

وصوت ريام المبحوح وهي بتصرخ “باباااا!” كان بيقطع السكون.


دخل راكان القاعة بدون ما يستأذن،

الصمت نزل زي سكين،

كل العيون اتوجهت نحوه.


الرئيس رفع راسه من الملفات، نظر له بثبات:

"اتأخرت."

رد راكان وهو بيخلع نظارته:

"كنت بدور على سبب يخليني أرجع."

الرئيس بحدة:

"بنتي السبب."

راكان بهدوء قاتل:

"بنتك… أو وطنك؟"


تبدل الجو، والسكوت بقى أضخم.

الرجال تبادلوا النظرات، محدش عارف يقول إيه.


الرئيس:

"المهمة بسيطة في ظاهرها، جحيم في باطنها… الخاطفين على حدود ليبيا،

لكن في معلومة جديدة."


أشار على الشاشة، ظهرت صورة لرجل بوش غامض نصفه مظلل.

"ده زعيم المجموعة، اسمه الحركي: نمار."


راكان ضيق عينيه، اتكأ على الطاولة وقال بنبرة خافتة:

"نمار جبران؟"

الرئيس:

"تعرفه؟"

راكان:

"كان ظلي زمان... والنهارده بقى ظل البلد."


رواية شيفرة الظل الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه هاجر السيد حصريه وجديده على مدونة قصر الثقافه 


                   [ بعد الاجتماع ]


في غرفة المراقبة، وقف غياث جنب راكان يتابع خريطة التحرك.

غياث:

"نمار بقى كبير، وعنده شبكة بتمتد لحد لندن نفسها."

راكان بابتسامة مرّة:

"يبقى أنا اللي خليته كبير."

غياث:

"ازاي؟"

راكان:

"كنت أنا اللي دربته… قبل ما يخون الكل."


غياث صمت، وهو بيشوف في عيون راكان نار قديمة اتولدت من جديد.


---


           [ في الجانب الآخر من الحدود ]


في مخزن مهجور،

كانت ريام مربوطة على كرسي، مغمى عليها،

والدماء جافة على خدها.


دخل نمار، عيونه سوداء كأنه من عالم تاني.

لمس خدها بإصبعه وقال بابتسامة باردة:

"أبوكي فاكر إن ده مجرد تهديد... هو لسه ما شافش الشيفرة."


وقف قدام الكاميرا، بص فيها وقال:

"قول لراكان الجدري... المعركة دي شخصية."


---


                                 [في القاهرة ]

في نفس اللحظة،

راكان كان واقف قدام المراية في مقر الإقامة المؤقتة،

بيحط مسدسه في الحزام وبيتمتم:

"أهو بدأها بنفسه... خلاص، اللعبة رجعت."


ثم نظر لزيد وهو نايم،

غطاه بالبطانية وقال بخفوت:

"وإنت... هتكون السبب اللي أرجع عشانه مش أموت عشانه."


خرج من الغرفة، الباب اتقفل،

وبدأ الظل يتحرك من جديد.


«نهاية الفصل الثاني»


يتبع

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.
تم اكتشاف AdBlock!
لقد اكتشفنا أنك تستخدم المكون الإضافي adblocking في متصفحك.
تُستخدم الإيرادات التي نحققها من الإعلانات لإدارة هذا الموقع ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.